القاهرة 16 ابريل 2019 الساعة 11:13 ص
كتبت: إنجي عبد المنعم
* عبد الرازق عكاشة: العرب جزء من الحالة الإنسانية العالمية.
ينظم عبد الرازق عكاشة مهرجان عربي تحتضنه باريس لأول مرة بمشاركة عدد من الفنانين العرب، في قلب باريس أمام متحف اللوفر، وتأتي أهمية هذا المهرجان العربي بأنه يقدم صورة ذهنية طيبة عن العرب، الوجه العربي الحقيقى، الذى يقدر الفن والثقافة، وهذا العمل المتميز يعتبر تصحيحا للعلاقات الإنسانية العربية والأوربية.
ومما يساعد على تميز هذا العمل، ويرجح نجاحه أن الفنان عكاشة يتقن عددا من اللغات ، فهو فنان مصري أصيل، ينادي دائما للسلام والمحبة من خلال فنه وروحه الفنية، التي تظهر دائما وأبدا في مهرجاناته سواء بمصر أو بالخارج.
وصرح "عبد الرازق عكاشة"، مؤسس ورئيس مهرجان "شمس باريس النظرة على الآخر" لمجلة" مصر المحروسة" بمشاركة الفنان والوزير الأسبق لوزارة الثقافة فاروق حسني في معرض جماعي لأول مرة في تاريخ فنه.
وأكد عكاشة أن فكرة المهرجان قائمة على تردي الحالة العربية في باريس كحالة اجتماعية، وثقافية.
موضحا ذلك التردي من خلال هذا النص: "منذ 22 سنة وجودي في باريس للدراسة والبحث والعلم، وجدت تراجعا ثقافيا رهيبا جدا في ظل الهجرات الغير شرعية التي يتتم الدفع بها إلى أوربا وبالتالي عودة المثقفين ودارسي وحاملي الدكتوراه الذين كانوا يدرسون في باريس إلى القاهرة، فأصبح لنا وجه واحد بعد أن كان لنا عدة وجوه في باريس كالعامل والمكافح والفنان والدكتور الجامعي... الآن أصبح لدينا وجه واحد وهو "العامل"، لأن كل الهجرات الثقافية بدأت ترجع ويحل محلها الهجرات العمالية، وكذلك لأن العمال يسكنون في ضواحي باريس، سكان الضواحي يمثلون خطرا على أوربا لتعمدها عدم إدماج العمال المهاجرين في المجتمعات الفرنسية والأوروبية وتسكينهم على أطراف باريس، فشكلوا مجتمعات مختلفة جدا لهم كنائسهم ومساجدهم ومدارسهم الخاصة، بعيدا عن المجتمع الفرنسي. أصبحت هذه المجتمعات بمثابة مواطنون قادمون من الأقاليم والقرى ويسكنون باريس، فانفصلوا عن المجتمع، وظهر هذا في الفترة الأخيرة في مظاهرات القمصان الصفر وما يوازيها في أشياء أخرى. والغرب أصبح لا يرى لنا وجه غير هذا الوجه، خاصة أبناء الضواحي ينتظرون انتهاء المظاهر لسرقة المحلات ونهبها، وأصبحوا وهم ينظرون للعرب سواء من شرق أفريقيا أو من الدول الإسلامية مثلهم مثل شمال وغرب أفريقيا وكلنا نتحمل النتيجة وندفع الثمن"
يمثل المهرجان جسر تواصل مع الآخر، لتصحيح صورتنا لدى هذا الاخر، لأنهم ينظرون لنا كعرب نظرة دونية ولا نمتلك تقديم وجها ثقافيا للمجتمع الفرنسي.. بالعكس لدينا عدة أوجه ثقافية.. فقررت أن أطرح هذا في مهرجان مهم جدا ويعتبر أول عام له وأتمنى أن يستمر كل عام.
ويؤكد عبد الرازق أن العرض سيتم في قاعة وسط باريس، لأن العرض داخل جاليريهات باريس مستحيل لأنها مغلقة على عدد من الفنانين العالميين المعروفين. فالمهرجان له فرصة كبيرة جدا".
وفي سياق آخر أكد أن 99% من المعارض العربية تدور إما في المراكز الثقافية أو في المطاعم والمقاهي العربية.. فكرة جاليري في باريس وفي وسط في باريس أمام متحف اللوفر يعطي فنان مساحةتتجاوز 200متر لعرض عمله الفني ولعدد من الفنانين العرب تحت مظلة القوميسير .. ونوه أن المهرجان رسالة مهمة لأن بعض الدول العربية خاصة المغاربة واللبنانيين يتخيلون أن مصر دولة انجلوفينية وليست فرانكفونية، وأن مصر دورها انتهى في فرنسا، فدخولهم ومشاركتهم تحت مظلة الفنان المصري يؤكد على عودة المصريين لقيادة قطار الضواحي في فرنسا محمل بالعرب.
واستطرد عبد الرازق قائلا: "مهرجان شمس له عدة رسائل مهمة جدا للعالم الفرنسي والعربي وللحالة الإنسانية، فالعرب جزء من الحالة الإنسانية العالمية، وليسوا جزءا منعزلا وليسوا هم داعش . وأن العرب لديهم ثقافة يستطيعون أن يتحدثوا بها مع الآخر ويطرحوا رؤيتهم مع هذا الآخر".
والمهرجان يضم أكثر من 30 فنانا عالميا، منهم: جون ديفيل مخرج فرنسي للأشكال الفنية، عمر النجدي، سمير رافع، ولأول مرة فاروق حسني يشارك في معرض جماعي، وفي نفس الوقت معرض خاص لحسني في نفس الجاليري، د. حسن عبد الفتاح،. د. سهير عثمان، غنوة رمضان من لبنان، د. علي رضا سعيد من العراق، أبو شعيب خالدون من المغرب، سكينة الكوت من الكويت. إنه خليط كبير من العالم العربي يشارك في انطلاق أول مهرجان في اتجاه السلام والإنسانية.
والجدير بالذكر أن المهرجان لن ينسى مشاركة الشباب، حيث يشارك منهم: نجلاء كامل مصورة فوتوغرافية من مصر، مشاعل العطشان من السعودية، إضافة إلى اختيار ثلاثة فنانين ما بين جيل الشباب والوسط والكبار من صالون أتيليه القاهرة السنوي، للمشاركة بالمهرجان: أحمد الجنايني، أحمد الصعيدي، إبراهيم العطار.
وقد اختار عكاشة صالون الأتيليه بالأخص لأنه يضم طبقة من المكافحين وجيل الشباب أما أصحاب الجاليريهات ، فهم يبحثون عن الحسابات والمصالح.
بالإضافة إلى أن مهرجان شمس يقدم ورش عمل حقيقة في باريس مع الفنانين العالميين، على هامش المهرجان، مثلما قدمت ذلك في مصر مونيك باروني، إيلياناميلينو، نويل كوريه، والمهرجان يربط هذا الجسر الحقيقي في ظل الزيف والغش الذي نعيشه.
ويحاول المهرجان أن يطرح فرصا للشباب ويدعمهم ويضعهم على طريق العالمية السليم.
من المقرر أن يبدأ المهرجان فعالياته في السابع والعشرون من أبريل الجاري حتى 3 مايو 2019.