القاهرة 11 ابريل 2019 الساعة 11:49 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
بين الحياة والموت شعرة، هي لحظة واحدة ربما لن نشعر بها قد تأتي فجأة للإنسان دون مقدمات، سواء للمريض أو للسوي، هي لحظة واحدة قادرة على أن تحول مصير إنسان إلى الأبد، هذا ما سعى عرض "أبو زهرة في فمه" أن يقوله، حيث أقيم العرض اليوم على خشبة مسرح أكاديمية الفنون ضمن فعاليات مهرجان الجيزة للإبداع المسرحي.
العرض من تمثيل: نادر فرانسيسالذي قام بدور (أبو زهرة)، حسام التاجي (عابر سبيل)، هيثم أبو حميدة (النادل)، ساندرا ماجد (الزوجة)، والعرض من إخراج وتصميم ديكور حسام التاجي، وهو عن نص لويجي برانديللو.وقام بتنفيذ الديكور خالد الخريبي، وإعداد موسيقى عمر جاهين.وتأتي فكرة العرض من مسرحية "أبو زهرة في فمه" للويجي بيراندللو.
وقد قال حسام التاجي مخرج العرض أنه يحب النصوص العالمية أكثر، لما فيها عمق نفسي، مؤكدا على إعجابه بالنص فمضمونه يدور حول فكرة وجود لغز عن "الموت"، قائلا: "برغم وجوده حولنا إلا أننا نشعر ببعده عننا، وكأن الموت لن يمر علينا. وأضاف ناجي أنه قدم العرض كرسالة للجمهور، واختار هذا النص لأنه مكثف جدا بالإضافة إلى أنه مفعم بالمشاعر ورسالته الاجتماعية والنفسية تصل سريعة إلى المتلقي. وقصر وقت العرض لا يجعل الجمهور يشعر بالملل. وهذا العرض غير معروف في الأوساط المسرحية، فلم تتم معالجته مسرحيا كثيرا.
وأضاف التاجي أنه حين عمد إلى اختيار النص رسم في خياله صورة ذهنية لشخصية"أبو زهرة" وبدأ يبحث بين أصدقائه عن يمكن أن يقوم بالدور ، حتى اقتنع أن نادر فرانسيس هو أفضل من يقوم بهذا الدور.
وقد اعتمدت على مسرح الغرفة في التنفيذ ، حيث أن مدرسة التمثيل فيه أقرب إلى المدرسة السينمائية. ولا يشترط فيه أن يكون الأداء قائم على الانفعالات. التمثيل في العرض أشبه برحلة طبيعية أقرب إلى المتفرج، واعتبرت المتفرج زبون مثل زبائن البار.
حسام التاجي، أخرج ثلاثة عروض مسرحية: شكسبير بين الحب والحرب 2007، بكرة لمحمود الطوخي 2006، خلطة فرنساوي كولاج بين نصوص موليير 2012، الانتحار لماريو فرات في الثقافة الجماهيرية 2016، جزيرة القرع للمؤلف عبد الفتاح البلتاجي 2019.
وختم لقاءه إنه يتمنى أن الثقافة الجماهيرية تدعم العرض بتقديمه على مسارح الدولة في كافة المحافظات.
ومن جانبه أكد نادر فرانسيس، أن العرض يناقش الرغبة في الحياة، حينما نضع في اختبار حقيقي سواء خبر وفاة أو مرض أو كارثة، الإنسان قد أيه يتشبث بالحياة أم بيرفضها، حاولنا نناقش الموضوع بدون وضع رأي محدد، تركنا فرصة أكبر للجمهور للحكم. إن هذا النص مختلف عن كل نصوص براندللو فالفكرة فيه فلسفية تطرح الأسئلة وتثير وعي المتلقي وتناقش مجالات كثيرة مثل : الطب النفسي والتنمية البشرية أكثر. ورغبنا في تحويلها لعرض مسرحي، لأن جمهور المسرح ما يزال راغبا في مشاهدة عروض مسرحية جادة، تساعد الإنسان على المقاومة في زمن ردئ. لذا نتساءل إلى متى يمكننا المقاومة؟ وهل نحن قادرون حقا على الخروج إلى بر الأمان وترك السلبيات جانبا؟ وتمنى فرانسيس أن يتم فتح المسارح المغلقة وأن يرى عروضا جادة في الفترة القادمة تقوي عزيمة الشباب وتحببهم في الفن والحياة.
أما ساندرا ماجد، بكالوريوس تربية فرنساوي، قالت: "بداياتي مع المسرح صدفة أثناء حضوري عروض مسرحية لأصدقائي، أول عرض لي "أوديب" مع فرقة لون، على مسرح الهوسابير".
وأكدت ساندرا على سعادتها لمشاركتها في عرض اليوم، لأهمية الرسالة التي يقدمها العرض وتأكيدها أنها هي وزملاؤها يهمهم رأي الجمهور.
والجدير بالذكر أن براندللو ولد في صقلية عام 167، وتخرج في إحدة الجامعات الألمانية برسالة متخصصة في اللغويات.
وتخرج في إحدى الجامعات الألمانية برسالة متخصصة في اللغويات عام 1891 وبدأ أعماله الأدبية مترجماً، كما نشر عدداً من الدواوين بين عامي 1889 و1912 واستقر في روما بدءاً من عام 1893 وكان للكارثة المالية، التي حدثت لوالده، وقع أليم على الأسرة كلها، خاصة على الصحة النفسية لزوجته، ما اضطر إلى إلحاقها بمصحة للأمراض النفسية في روما، وعمل مخرجاً مسرحياً، وقدّم أعماله في أوروبا وأمريكا، وقد أثار حنق الرأي العام ضده، حين طلب بشكل علني الانضمام إلى الحزب الفاشي عام 1924 وفي عام 1934 حصل على جائزة نوبل في الأدب.