القاهرة 01 ابريل 2019 الساعة 01:51 م
المحرر الثقافي ـ المغرب
تميزت ورشات الدورة الأولى من الجامعة الربيعية، التي نظمتها مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" من 29 إلى 31 مارس (آذار) الجاري، بمدينة مراكش (المغربية)، تحت عنوان: "دراسة الإسلام اليوم: نحو دراسات إسلامية برؤى متعددة"، بالغنى والتنوع، والتواصل الإيجابي والدقيق مع الباحثين المغاربة والعرب المشاركين فيها، وهم طلبة يهيؤون شهادات الدكتوراه في تخصصات تصب في مجال الدراسات الإسلامية.
كما تميزت الورشات أيضا بالتواصل الإيجابي والتقني بين المؤطرين الغربيين الذين لم يتوانوا عن تقديم المساعدة للباحثين العرب، وتعليمهم طرق التواصل والتشبيك من أجل تحقيق غاياتهم البحثية العلمية، والبحث عن فرص لتطوير مهاراتهم في البلدان الغربية، كما أنهم لم يبخلوا عليهم في اقتسام خبرتهم الأكاديمية داخل الجامعات الغربية، واطلاعهم على التخصصات الموجودة، وأقسام دراسة المعرفة الدينية المختلفة، وأشكال الاندماج والانخراط، والإنتاجات والمشاريع الموجودة...إلخ. إلى جانب تعريفهم بالتخصصات العلمية الموجودة التي تصب في حقل دراسة الأديان اليوم، ودراسة الإسلام، ومسالكها البيداغوجية والمنهجية والمعرفية التي يمكن استثمارها كناتج علمي مشترك.
وبهذا، فقد تمكن الباحثون عبر هذه الدورة من التعرف على:
1- الجوانب التقنية والبيداغوجية التي تخص الانخراط في سلك الدراسات العليا في أمريكا وأوروبا والعالم الإسلامي.
2- وعلى أهم مواضيع النقاش المثارة عبر هذا التخصص في المدرستين.
3- وآخر المنهجيات المتبعة فيه، بالإضافة إلى الكشف عن المسلمات والخلاصات التي ينطلق منها الباحثون، سواء في الغرب أو العالم الإسلامي في دراستهم للإسلام
وللتحديد، فقد توزعت موضوعات الورشات الأربع، التي استفاد منها الطلبة العشرون العرب خلال الجامعة الربيعية، على الأكاديمية الغربية وتقنيات ومصادر البحث المعلوماتية في حقل الدراسات الإسلامية مع الدكتور جايسون ويلي (عميد المعهد البابوي للدراسات العربية الإسلامية بإيطاليا)، والدراسات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية: الواقع والتحيات والآفاق مع الدكتورة نادية عويدات (أستاذة مساعدة تدرس الفكر الإسلامي والتاريخ بجامعة ولاية كانساس بأمريكا)، والإسلام عبر القومي ومسلمو جنوب آسيا البريطانيون: الهجرة والهوية والعنف السياسي مع الدكتور طاهر عباس (أستاذ مساعد في معهد الأمن والشؤون العالمية في جامعة ليدن بلاهاي في هولندا)، ودواعي المشاعر ومقاصد الدين، هل من علاقة؟ مع الأمريكي بول هيك (الرئيس المؤسس لدراسة الأديان عبر الحضارات بجامعة جورج تاون بأمريكا).
ورشة جايسون ويلي
ركزت الورشة على تقنيات البحث المعلوماتية في حقل الدراسات الإسلامية، وذلك عبر تدريب الباحثين على كيفية البحث في المصادر، والطرق الصحيحة لكتابة الكلمات المبحوث عنها، والتدقيق فيها، حتى يتم حصر المعلومات المطلوبة.
وأعطى جايسون الباحثين في الورشة فكرة عن البرامج المعتمدة، والتي توافق الشروط الأكاديمية للجامعات، واطلعهم على الصعوبات والمشاكل التي تواجه الباحثين، من قبيل وجود بعض الكتب غير المحققة، وغير الموثقة.
وعرف جايسون الباحثين بمجموعة من التطبيقات البحثية التي يمكن الاعتماد عليها للتعرف على المصادر المعرفية للبحث في حقل الدراسات الإسلامية.
ورشة طاهر عباس
تناول طاهر عباس في الورشة موضوع المجتمع الإسلامي في بريطانيا، وركز على قضايا الهجرة والهوية والعنف السياسي، ومدى تأثيرها على التعليم الديني للجالية المسلمة ببريطانيا.
واوضح أن بريطانيا تضم اليوم داخل تركيبتها السكانية ما يقارب ثلاثة ملايين مسلم، وهو ما يعادل خمسة بالمائة من سكان المملكة، إلى جانب كون هذا التعداد السكاني يضم نسبة المليونين من ذوي الانتماء الأسيويين، وأغلبهم من الشباب دون سن الخامسة والعشرين.
وأوضح أن هذا الوضع يطرح تحديا من التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات الحديثة في سياسات الاندماج لمثل هذه الفئات السلمة.
ورشة نادية عويدات
اعتمدت الدكتورة نادية عويدات في ورشتها على تعريف الباحثين بمسار الدراسات الإسلامية وبداياتها في الولايات المتحدة الأمريكية، والاهتمام الكبير الذي صارت تحظى به ومن مختلف المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية، خاصة بعد أحداث 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، وما عرفتها أمريكا من ضربات إرهابية.
وقدمت عويدات تعريفا كبيرا بتخصصات الدراسات الإسلامية، وأهم المؤسسات الأكاديمية، وكيفية المشاركة والتقدم لهذه التخصصات بالنسبة إلى الباحثين والطلبة المقيمين خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
ورشة بول هيك
انطلق بول هيك في ورشته من سؤال المشاعر التي تخبرنا عن الذات الإنسانية، وتساءل عن الغاية التي خلقت من أجلها المشاعر.
وتحدث عن الحزن والبكاء، وقدم شرحا مفصلا عن تأثير المشاعر على الإنسان، وعن أهمية الحزن في التقرب إلى الله، معتبرا البكاء رحمة من الله لما له من تأثير على قلب الإنسان.
وأوضح بول هيك أن المشاعر تخبرنا بأشياء، وتفتح مجالا موسعا للتعاطف والالتفات إلى أشياء أخرى، وهي أشياء تعبر عن مقصد الإيمان. وتساءل: كيف يمكن لحركية المشاعر أن تزكي مبادئ الخير فينا وتنعشها من جديد؟ وقال إنه لهذا السبب اهتم علماء الإسلام كثيرا بهذه المشاعر والانفعالات البادية على الأنفس.
وأكد أن المشاعر ظاهرة مشتركة بين العلماء والفلاسفة، فالمدرسة الرواقية تعتبر ان المشاعر اضطرابات في النفس وتحول دون العلم النافع، وتدل أيضا على تعلق النفس بما هو في حالة الزوال، مضيفا أن المدرسة الأفلاطونية تعتبر أن المشاعر هي حركات فطرية صدر فيها علم نافع، من حيث الحياة الدنيا والحياة الآخرة على السواء .