القاهرة 29 مارس 2019 الساعة 09:21 م
المحرر الثقافي ـ المغرب
أيام 29-30-31 مارس 2019
مراكش / المملكة المغربية
?
تعتزم مؤسسّة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث تنظيم الجامعة الربيعية الأولى تحت عنوان:
"دراسة الإسلام اليوم:
نحو دراسات إسلامية برؤى متعددة"
أيام 29-30-31 مارس 2019 بمدينة مراكش/ المملكة المغربية
هوية الجامعة
الجامعة الربيعية لمؤسسة مؤمنون بلا حدود هي برنامج علمي أكاديمي يروم تكوين الباحثين والطلاب في سلك الدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية والدراسات الدينية، وفي سبيل تحقيق ذلك تستضيف الجامعة مجموعة من الباحثين المرموقين والمتخصصين في موضوعات الدورة، من عرب وغربيين. ويعتمد التكوين على مجموعة من المناهج والأدوات التي تغطي مختلف المراحل والمحاور لموضوع الدورة: ندوات – ورشات عمل ، إضافة إلى المتابعة والإشراف المتواصلين من قبل الأساتذة المؤطرين، قصد تمتين الشراكات العلمية والتمكن من إنجاز بحوث في الموضوع المطروح في سياق يستجيب لتطور المعارف والمناهج والعلوم الإنسانية المعاصرة، إلى جانب الحرص على نشرها في كتاب جماعي يصدر باسم المؤسسة، كما سترشح بعض الدراسات المتميزة لنشرها في مجلات المؤسسة المحكمة (ألباب أو تأويليات).
الإطار النظري للدورة الحالية
مرّت دراسة الإسلام في الأكاديمية الغربية بمراحل بدءا بمدارس الاستشراق الكلاسيكية، إلى آخر محطات النقد والتجاوز الموجودة اليوم، سواء ما بعد الكولونيالية، أو ما بعد الاستشراقية، أو دراسات ما بعد التابع وغيرها من الانشغالات الأكاديمية في أقسام الدراسات الإسلامية أو الدراسات الشرقية... في الجامعات الغربية العريقة، التي راكمت كمّا هائلًا من الدراسات والمناهج المتعلقة بدراسة الإسلام تاريخا وحضارة وإنتاجا ثقافيا، مما أتاح لها فهم تموضع الإسلام وغيره من أديان وثقافات المعمورة داخل جغرافيات التعددية العالمية وفهم التداخلات المعقدة والمبدعة فيما بينها عبر التاريخ العالمي.
وظلت الأكاديمية الغربية الدارسة للإسلام وحضارته مجهولة عند الكثير من الباحثين في العالم العربي لعدة أسباب أهمها عائق اللغة، فأغلب ما يكتب عن الإسلام في الغرب هو بأربع لغات: الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية، وما يترجم للعربية قليل جدا بالنسبة إلى العدد الهائل من الإصدارات الأكاديمية في الغرب، بالإضافة إلى ما علق في ذهنية القارئ العربي من أحكام قدحية متعلقة بالاستشراق. ومن جهة أخرى، ظلت الأكاديمية العربية الدارسة للإسلام مجهولة بالنسبة إلى الباحث الغربي، حيث نجد الباحثين الغربيين لا يحيلون إلا نادرا للدراسات الأكاديمية المكتوبة بالعربية، رغم إتقان هؤلاء للعربية، وذلك راجع بالأساس – إذا نحن أحسنا الظن- إلى كون الباحث الغربي يعتقد أن الدراسات العربية تجيب عن انشغالات القارئ العربي التي ليست هي بالضرورة انشغالات القارئ الغربي.
وعلى الرغم من الاختلافات بين الباحثين في الغرب والمنطقة العربية الإسلامية، إلا أنهم يكادون يتفقون حول سؤال: كيف نعيد فهم تاريخنا؟ وكيف نفهم تراثاتنا داخل الأنساق الحضارية المتعددة والعالمية المتداخلة؟ بعيدا كل البعد عن الأحكام التي اعتقدنا بنهاياتها وتماميتها المعرفية.
في هذه المدرسة الأولى من نوعها، والمشتركة بين باحثين من أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سنحاول أن نعبر نحو فهم لمناهج دراسة الإسلام وحضارته في الغرب وفي العالم الإسلامي اليوم، عبر تبادل معارف وخبرات تخص مسار تطور هذا الحقل الغني والمتقد والحيوي في العالم.
أهداف الجامعة
تهدف هذه الجامعة إلى تجسير التمايزات بين الأكاديميا الإسلامية والأكاديميا الغربية، والتعرف على المشتركات المنهجية والعلمية بين الأكاديميتين. بالإضافة إلى التأسيس لأعمال علمية مشتركة بين الباحثين، مما يحتم عليهم تجاوز الإرث الكبير من العدائية للدين، أو الأحكام التي أصبغتها المدرسة الاستشراقية على الإسلام، أو ما شكلته دراسة الأديان من مداخل معرفية باتت أشبه بالمسلمات التي تصادر حق الفرضيات الأخرى في فهم رؤى العالم من زوايا معرفية تتجاوز السرديات المعرفية التقليدية، بالإضافة إلى تجاوز شيطنة الاستشراق والأكاديميا الغربية الدارسة للإسلام.
ستحاول الدورة أن تغطي عبر محاورها جوانب تقنية بالدرجة الأولى تقوم على عنصر الخبرة الأكاديمية داخل الجامعات الغربية، عبر التعريف بالتخصصات الموجودة، وأقسام دراسة المعرفة الدينية المختلفة، وأشكال الاندماج والانخراط، والإنتاجات والمشاريع الموجودة...إلخ. إلى جانب التعرف على التخصصات العلمية الموجودة مع استرعاء تعددها وتنوعها المنهجي، والتي تشكل في مجموعها حقولا مهمة لدراسة الأديان اليوم، ودراسة الإسلام كذلك، والتعرف على مسالكها البيداغوجية والمنهجية والمعرفية التي يمكن استثمارها كناتج علمي مشترك ينبغي الاعتماد عليه نحو دراسات للأديان والإسلام ذات أرضيات مشتركة أو متجاورة.
وسيتمكن الباحثون عبر هذه الدورة من التعرف على:
1- الجوانب التقنية والبيداغوجية التي تخص الانخراط في سلك الدراسات العليا في أمريكا وأوروبا والعالم الإسلامي.
2- التعرف على أهم مواضيع النقاش المثارة عبر هذا التخصص في المدرستين.
3- ثم التعرف على آخر المنهجيات المتبعة فيه، بالإضافة إلى الكشف عن المسلمات والخلاصات التي ينطلق منها الباحثون، سواء في الغرب أو العالم الإسلامي في دراستهم للإسلام.
محاور الدورة:
1- محور مسالك الأكاديميا الغربية والإسلامية (مداخلات علمية)
• شعب الدراسات الدينية ودراسات الإسلام في الجامعات الغربية
• ما هي سنوات الدراسة التي قد يشغلها الباحث للتخرج، وما هي المسلكيات التي يمكنه التخصص فيها، وكيفيات الالتحاق بها؟
• كيف يتم تدريس الإسلام والأديان في الغرب، وما هي المنهجيات المعتمدة فيها، قديمها وحديثها؟
• ما هي انشغالات باحث الدكتوراه في الجامعات الغربية، وما يطلب منه إنجازه خلال إعداده للحصول على شهادته وإنجاز بحثه الأكاديمي؟
• ما هي أشهر الجامعات في دراسة الأديان والإسلام، وما هي أهم وحدات البحث العالمية داخل هذه الجامعات؟
2- الندوة العلمية: محور التخصصات العلمية والاتجاهات المعرفية لدراسة الأديان والإسلام (مداخلات علمية)
• المحور الأول: اتجاهات الدراسات الفيلولوجية قديمها وحديثها ودراسة الإسلام اليوم
• المحور الثاني: علوم اللغة والألسنيات ومداخل الدراسة الأدبية للنصوص الدينية
• المحور الثالث: مدارس الأنثروبولوجيا المختلفة وإعادة تشكل الرؤى الثقافية حول العالم
• المحور الرابع: اتجاهات السوسيولوجيا الحديثة وإعادة قراءة الإسلام
• المحور الخامس: علم الأديان المقارنة ومسارات فهم تعالقات المعارف الدينية
• المحور السادس: المدارس التاريخية وبناءات المعرفة التاريخية الحديثة واستيعاب الأبعاد الحضارية المتنوعة
• المحور السابع: العلوم الإسلامية وإعادة تمثل أدوارها التاريخية والحضارية المركبة عالميا
• المحور الثامن: الإسلام في إطار جغرافيته المتجاوزة للحدود (عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا وشبه الجزيرة العربية)
3- تأثير المناهج الحديثة وأشكال دراسة الدين اليوم في النظر وتصور العديد من القضايا العالمية (ورشات نقاش مفتوحة)
ستتبع الورشات منهجية تقوم على النظر بأفق توقعي لما قد تحدثه منهجيات وآليات النظر الحديثة للدين من مغايرة في تصور وتمثل العديد من القضايا شديدة الحساسية في مجتمعاتنا وفي العالم، عبر ثلاث ورشات كبرى، الأولى حول مسألة العلمانية وتعالق الدين بالمجالات الحياتية المختلفة، والثانية حول مستقبل الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان في المجتمعات المسلمة، والثالثة حول مسألة الإصلاح الديني وتحولات التدين في مجتمعاتنا وفي العالم.