القاهرة 21 مارس 2019 الساعة 02:27 م
عبد الله المتقي ـ المغرب
ضمن لقاءاته المفتوحة على التجارب الروائية التونسية، نظم بيت الرواية التونسي بمدينة الثقافة لقاء خاصا مع الروائي علي دب، احتفاء بتجربته العريقة . افتتح اللقاء مدير البيت الروائي كمال الرياحي بكلمة اعتبر من خلالها ضيف البيت تجربة متعددة ومتميزة في المشهد السردي والأدبي التونسي . ثم أخذ الكلمة محمد حباشة للتوقف على المحطات الملفتة في حياة علي دب ، بدءا من تلمذته بفرع الزيتونة مرورا بدراسته الجامعية ببغداد وانتهاء مدونته الرقمية التي تؤرشف لذاكرة الجنوب التونسي ، وبعده كان انصات اصدقاء البيت لمداخلة الروائي الضيف والتي ارتأى ان تكون ورقته حديثا عن بعض المحطات المائزة من سيرته وسيرة الكتابة لديه ، لأن الكتابة كما يراها هي " ممارسة ودربة وانجاز وموهبة، وليست ترسانة من النظريات . وعليه ، يقرأ حكيا هادئا ساخرا جارحا وممتعا في نفس الآن ، من طفولة كابدت ما يكفي من الفقر والخصاصة، عدا القناعة وبضع شويهات، ثم رحيل الأب الذي مات شهيدا من أجل حبات قمح ، ويسترسل ضيف مساء البيت ليفتح للحضور ذاكرته الحافظة للقرآن، نهاية الأربعينيات وحصاد الجذري للكثير من الأرواح ، ثم جوع الخمسينيات. وبأسلوبه الواقعي الساحر يحكي علي دب بعفوية الأطفال ممارسته للتعليم ، ثم الرحيل إلى بغداد والحصول على الاجازة، والاشتغال بالتعليم الثانوي بالجنوب ومعاناته مع غربة المكان . ويتابع علي دب بعين سينمائية ليلتقط بتجربته في الإذاعية، ولم يسقط منه سهوا ، التشبث بفضاء البادية الذي تكتظ به نصوصه القصصية والروائية . اما د لزهر النفطي ، فساهم بشهادة صادقة في حق صديقه علي دب ، استحضر من خلالها تجاربه الشعرية الاولى ومقارباته لبعض سرود ، وكذا الحديث عن تجربته عبر الأثير . وقبل إسدال الستار على هذه الأمسية اللذيذة والانيقة، أعطيت الكلمة للحضور الذي أثت اللقاء بأسئلة اغنت هذا اللقاء المفتوح . وختاما، كل لقاء مفتوح وبيت الرواية تونس بألف خير ، وبجلسات مفتوحة على التجارب التونسية والعربية والكونية .
|