القاهرة 19 مارس 2019 الساعة 01:00 م
كتبت عبير عبد العظيم
مصر المحروسة تستطلع الآراء : إمتى آخر مرة زرت الهرم ؟!
لماذا يفضل طلبة المدارس زيارة الملاهى عن آثار بلادهم؟!
كانت ولا تزال رحلة الأهرامات وزيارتها هى الأمتع على الإطلاق عند الطلبة وكلا منا يحمل داخل حقيبة ذكرياته صورة رحلة الأهرامات التى قام بها فى مدرسته أو الجامعة، فالأهرامات أحد عجائب الدنيا السبعة وستظل تحتفظ بمكانتها بين آثار العالم تقف شامخة ومتحدية أى تغير يحدث للعالم أجمع؛ هنا مصر حيث حضارة سبعة آلاف سنة.
ترددت منذ أسابيع قليلة شائعة لخبر منسوب لوزير الآثار الدكتور خالد العنانى عن عزم الدولة سحب الجنسية ممن لم يقوم بزيارة الأهرامات لمدة خمسة سنوات, وعلى الرغم من قيام وزارة الآثار بتكذيب الخبر إلا أن السؤال طرح نفسه, هل حقا هناك مصريون لم يقوموا بزيارة الأهرامات منذ خمسة سنوات؟!
نزلنا إلى الشارع لنستطلع آراء المواطنين وذهبنا إلى المدارس نتساءل عن الرحلات المدرسية أين اختفت؟ ولماذا أصبح هذا الجيل يفضل زيارة الملاهى وبيوت الرعب والأشباح عن الاستمتاع بآثار بلادهم؟.
نزلنا الشارع وسألنا عينة من المواطنين المصريين عن آخر مرة زاروا الأهرامات وكانت النتائج صادمة؛ فمنهم من لم يزرها طيلة حياته ومنهم من زارها مرة أو مرتين ونادرا ما وجدنا من يحرص على زيارتها ولو مرة أو مرتين فى العام, وحتى مع استطلاع آراء الطلبة جاءت إجاباتهم مختلفة, يقول محمد ابراهيم طالب بالصف الثانى الإعدادى: مفيش مدرسة بتعمل رحلات إلا المدارس الخاصة أما المدارس الحكومية فرحلاتهم معدومة, ولا نعرف السبب, وياريت يكون هناك رحلات مدرسية لزيارة الهرم لأن أنا عمرى ما رحت رحلة للأهرامات, وحتى فى الأعياد والمناسبات بنسافر للمصيف أو الحدائق والملاهى، وتشاركه الرأى نيرمين محمد الطالبة بحلوان الثانوية بنات قائلة: الأهرامات عمرها ما كانت على قائمة الزيارات أو رحلات المدرسة خلال سنوات الدراسة, ونتمنى أن تهتم المدارس بزيارة ورحلات الأماكن السياحية والأثرية, وكل المدارس بتهتم برحلة الملاهى إن وجدت رحلات أصلا خلال العام الدراسي.
وترى ريهام يحى أن المدارس عليها أن تشجع على زيارة الآثار؛ حتى نتعرف على طبيعة بلادنا التى نفتخر بها, ولولا والدتها التى تقوم باصطحابها إلى الأماكن السياحية ما كانت سترى الأهرامات فى يوم ما ولا البرج ولا آثار باب زويلة وشارع المعز, وطالبت كافة المدارس بعمل رحلات مدعمة خاصة المدارس الحكومية وإعادة حركة السياحة الداخلية لبلدنا من خلال هذه الرحلات
وتقول منى عبد المقصود بالمرحلة الثانوية: الكثير من الطلبة تفضل الملاهى والألعاب لأنها الرحلة الوحيدة التى تحرص عليها المدارس إن قامت برحلات؛ لأننا جيل يحب التشويق والرعب, ولكن رحلات الآثار الاقبال عليها ضعيف لأننا نكتفى برؤيتها فى التليفزيونات وحتى الأفلام والمسلسلات لا تركز عليها فلا نلتفت لها.
لم يختلف الأمر كثيرا بين طلبة الجامعة والتى تكثر فيها الرحلات عكس المدارس ومرحلة ما قبل الجامعة, ولكن معظم رحلات الجامعة اما إلى معسكرات صيفية أو شواطىء ومتنزهات وقليل من الجامعات التى قد تنظم رحلات لآثار الأقصر وأسوان .
يقول الدكتور محمود مصيلحى أستاذ الآثار بجامعة القاهرة: إن أهرامات مصر تقع على الضفة الغربية لنهر النيل وبنيت قبل حوالي 25 قرن قبل الميلاد, وهي مقابر ملكية كل منها يحمل اسم الملك الذي بناه والذي دفن فيه, والبناء الهرمي هنا هو مرحلة تطور عمارة المقابر في مصر القديمة, وتعد الأهرامات من أهم أماكن السياحة في مصر ولابد من تعاون وزارتى التربية والتعليم والآثار لعمل رحلات مدعمة لكافة الطلبة حتى يتعرفوا على تاريخ بلادهم؛ لان الوقوف أمام حضارة بلادهم على أرض الواقع تعلى من روح الانتماء والفخر لدى الأجيال القادمة, وتحسن من مستوى تفكيرهم, ويكفيهم حياتهم عبر العالم الافتراضى الذى يعيشون فيه للأسف .