القاهرة 18 مارس 2019 الساعة 08:40 م
كتبت :نهاد المدني
من وقائع اليوم الثالث لمؤتمر: "ثورة 1919بعد مئة عام" والذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة في الفترة من 16 : 18 مارس 2019 وذلك في إطار الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية احتفالا بمئوية ثورة 1919
أقيمت ظهر اليوم الاثنين جلسة ثقافية بقاعة المجلس الأعلى للثقافة أدارها الدكتور أحمد الشربيني وشارك فيها كل من الدكتورجمال شقرة حول رؤية عبدالناصر لثورة 1919 ، والدكتور خضر عباس حول السمات المشتركة بين ثورتي 1919 و30 يونيو 2013، والدكتور عبد العظيم حماد عن جدل الثورتين 1919 و1952 ، والدكتور عماد أبو غازي حول الاستقلال الوطني والدستور بين ثورتي 1881 و1919.
بدأ الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة حديثه قائلا إن ثورة 1919، عملت على تهديد عرش إنجلترا في مصر وهو ما جعل الاحتلال يحاول إفساد جميع حركات المقاومة المصرية ضد الاحتلال وذلك خشية أن يتبع هذا النهج الدول التابعة للحماية البريطانية.
وأضاف الشربيني أن الوثائق البريطانية كشفت عن الخطورة التى أحدثتها ثورة الفلاح المصري وخروجه ضد الاحتلال والذي كان له دور كبير أثناء ثورة 1919.
وأكد الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس أن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان أكثر الضباط الأحرار ثقافة وأكثرهم انفتاحا واستشرافا للمستقبل، فكان مثقفا ولديه رؤية ثاقبة وإذا قمنا برصد وتحليل خطابات وتصريحات وأحاديث جمال عبدالناصر لفهمنا أن الرئيس الراحل قد أدرك صعوبة كتابة التاريخ فحاول أن يؤرخها وأيضا يرسخها داخل وجدان الشعب المصري .
وتابع شقرة كانت رؤية عبدالناصر حول ثورة 1919 بأنها لم تحقق للشعب الأمل الكافى أو بمعني أدق كان يقصد أنها لم تحقق الاستقلال التام للشعب المصري، وهذا ما كتبه عبدالناصر في كتابه "فلسفة الثورة"، والذي يظهر مدى إدراك عبدالناصر للحركة الثورية المصرية.
ومن جانبه قال الدكتور خضر عباس أستاذ العلوم السياسية بجامعة النهرين العراق: إنه يرى أن هناك عدة سمات مشتركة بين ثورتي 1919 و30 يونيو2013 وهي دور القائد في دعم الحدثين، فثورة يونيو أنقذت مصر وأعادتها إلى طابعها المدني.
وأضاف عباس، أن جميع أفراد الشعب شاركوا في الثورتين، وكان هناك شعور وطني كبير يجمع بين المصريين، فالثورتان كان لهما أهدافا صريحة، فثورة 1919 كان هدفها خروج الاحتلال، وثورة 30 يونيو قامت من أجل تصحيح المسار وعدم سيطرة الجماعة الإسلامية، كما ذّكرت المصريين بأنه لا يمكن أن تترك مصر بين أيدي تيار معين.
وقال الدكتور عبد العظيم حماد يوجد فارق أساسى بين الثورتين يثير الجدل هو أن الثورة الأولى (زمنيا) لم تتمكن من السلطة بالمطلق، وإن تمكنت من الحكم أحيانا، ولفترات محدودة مشاطرة مع القصر الملكى، والسفارة البريطانية، طبقا لنظرية الكرسى ذى القوائم الثلاثة، التى صاغها لورد كليرن (سير مايلز لامبسون ) المندوب السامى البريطانى فى مصر، وأشهر خلفاء لورد كرومر، بينما تمكنت ثورة يوليو 1952 من السلطة والحكم، بل والتحكم فى كل صغيرة وكبيرة فى مصر، بعد خلع الملك، وإجلاء الاحتلال البريطانى، وتصفية الإقطاع، ووكلاء الرأسمالية العالمية، وهذه كلها إنجازات وطنية كبيرة تحسب لثورة يوليو، وزعيمها جمال عبدالناصر.
إذا انتبهنا إلى وجه الاختلاف المهم هذا بين الحالتين، فيجب أن يكون الحكم على كل منهما بالنجاح أو الفشل بهذه النسبة
وقال الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق إن ثورة 1919 هي التي بلورت مفهوم الاستقلال المصري وطرحت مفهوم الدستور ورسخت بين قضية الاستقلال الوطني والدستور.
وأضاف أبو غازي خلال ورقة بحثية قدمها تحت عنوان: "الاستقلال الوطني والدستور بين ثورتي 1881 و1919": أن هذا البحث يأتي من منطلق فكرة تاريخ نضال الشعب المصري وهو التاريخ الممتد والمتواصل حيث شهدت مصر في تاريخها الحديث ثورتين شعبيتين كبيرتين وهما ثورتي 1881 وثورة 1919، وكان لكل من الثورتين رؤيتها ومشروعها المتكامل، ومشروعها لتحقيق الاستقلال الوطني وصياغة دستور للبلاد.
وتابع حديثه قائلا الحركات الثورية جاءت نتاجا لنضال المصريون لسنوات طويلة سبقت تلك الثورات، وكانت هناك ثلاثة أهداف لسياسية لحركة الشعب المصري والتي أخذت تتبلور تدريجيا خلال ما يقرب قرنا من الزمان وهي حق المصريين في المشاركة في حكم بلادهم وإيجاد آلية لمراقبة الحكومة والتصدي للأطماع الأوروبية وإنهاء التبعية للدولة العثمانية وحول تلك المحاور الثلاثة تكونت الحركة الشعبية في مصر ونمت خلال القرن التاسع عشر وشكلت مشروع النهضة المصرية الحديثة، وجاءت الثورة العربية تتويجا لمرحلة من مراحل هذا المشروع والتي كان شعارها مصر للمصريين.