القاهرة 17 مارس 2019 الساعة 10:41 م
كتبت :نهاد المدني
أقيم صباح اليوم الأحد بالمجلس الأعلي للثقافة الجلسة الأولى في فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي: "ثورة 1919 بعد مئة عام"
وأدار الجلسة الدكتور سمير مرقص وشارك فيها كل من أشرف راضي، وناصر علي محمد، وهدى مدني.
وبدأ الباحث أشرف راضي كلمته بأن الاحتفال بثورة 1919 يعد محاولة جادة لخلق وعي بشكل جديد بالتاريخ والأحداث التاريخية التي مرت على مصر".
وتابع راضي خلال مداخلته والتي حملت عنوان"ثورة مصر الوطنية والأديان النظرية عن الثورة" أنه سيتم تحديد مكانه ثورة 1919 في ضوء الأبيات السياسية التي تناولت موضوع الثورة بوضعها في سياق مقارن مع الثورات الكلاسيكية التي شهدها العالم، كما تهتم الورقة البحثية بتحديد طبيعة الثورة المصرية واعتبارها نموذجا لنمط من الثورات التي أحدثت تغيرات مثيرة في عدد من الدول، والتي باتت نموذجا لعدد من الثورات التي شهدها العالم في العصور الحديثة.
وأكد راضي على أن الورقة البحثية تهتم بمناقشة العلاقة بين الهوية والثورة عن طريق تحليل علاقة ثورة 1919 بمشروع مصر للمصريين، والذي انطلق في بدايات القرن العشرين والتأثير الذي أحدثته الثورة في حسم الجدل بخصوص علاقة مصر بدولة الخلافة.
و أكدت الدكتورة هدى مدني، مدير إدارة التعليم المجتمعي، بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، أن الفنون التشكيلية لديها القدرة على أن تفسر لنا لماذا وكيف ظهرت الأعمال الفنية في أي حقبة تاريخية، حيث أن هناك علاقة تفاعلية بين الفنون التشكيلية والأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها المجتمع.
وتابعت مدني خلال كلمتها أن الفنان التشكيلي يقوم بتسجيل التاريخ عن طريق الفن واللوحات الفنية، والتي تعبر عن حقبة تاريخية معينة فأغلب الفنانين كانوا من الشعب، وكان الفن التشكيلي له بصمات خاصة في ثورة 1919 وموجود حتى الآن، وهو ما يؤكد على تفاعل الفنانين التشكيليين مع ثورة 1919 وتأثيرهم فيها وبها، ومن أشهر الفنانين التشكيليين الذين برز دورهم في أعقاب ثورة 1919، الفنان محمود مختار وهو النحات الذي تأثر بالفن المصري القديم، وأهم أعماله هو تمثال نهضة مصر الذي عرض بباريس في إحدى المسابقات وشهده سعد زغلول وزملاؤه وقام سعد بمراسلة الحكومة وتوصيتها بأن يتم عمل هذا التمثال مرة أخرى بحجم أكبر، وبالفعل نفذ محمود مختار التمثال وتم وضعه في ميدان رمسيس، ثم تم نقله بعد ذلك أمام جامعة القاهرة في عام 1955، وعبر التمثال عن قوة التفكير والإبداع والابتكار، .كما قام مختار أيضا بعمل آخر وهو تمثال سعد زغلول والذي قام بعمل تمثالين له أحدهما موجود أمام كوبرى قصر النيل والآخر في الإسكندرية، وهذين التمثالين دليل كبير على حب محمود مختار لسعد زغلول.
وقال الباحث ناصر على محمد، أن ثورة 1919 نموذج من دروس الوطنية التي صاغها الشعب، حيث حرص على التخلص من الاحتلال البريطاني، وتميزت بالتفاف جميع فئات الشعب حولهاوان الشعب المصري صاحب بصمة حضارية لن ولم تتكرر.
وأشار محمد إلى أن الدورس التي خلفتها ثورة 1919 هي العمل على إعادة بناء التفكير في دور الشعب ودور رجال الدين من خلال المحتوى الذي سيقدم لهم في المناهج التعليمية، وهذا ما يعمل على كشف ما يتم بثه من أفكار مغلوطة حول ثورة 1919، وما صاحبها من شائعات.
وأوضح محمد أن معظم الكتاب الإنجليز لم يصفوا ثورة 1919 بأنها ثورة، وإنما تناولوها في كتاباتهم على أنها هوجة 1919 وأعمال عنف، وتظاهرات، واضطرابات فقط، ولم يتم إطلاق عليها مصطلح ثورة في معظم الكتابات الأجنبية عن الثورة.
والجدير باللذكر أن المؤتمر يشارك به 75 بحثا علميا حول ثورة 1919 ويقام المؤتمر خلال الفترة من 16 وحتى 18 مارس الجاري بالمجلس الأعلى للثقافة؛ ويأتي المؤتمر في إطار الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية احتفالا بمئوية ثورة 1919.