القاهرة 17 مارس 2019 الساعة 10:39 م
كتبت نهاد المدني
ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الذي عقدته وزارة الثقافة بمناسبة الاحتفال بمئوية ثورة 1919أقيمت جلسة عن ثورة 1919 في كتابات نجيب محفوظ، ترأسها خيرى دومة وتحدث فيها كلا من الدكتور حسين حمودة، والدكتور طارق النعمان عن ثورة 1919 وتوالد الهويات الحديثة، والباحثة الدكتورة وفاء السعيد عن السلطة والمقاومة.. تجليات الاستبداد السياسى وثورة 19 فى ثلاثية نجيب محفوظ.
قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، أن ثورة 1919 تمثلت في كتابات نجيب محفوظ المتنوعة الروائية وغير الروائية، فضلًا عن الحوارات التي أُجريت معه موضوعًا محوريًا، حيث تعددت في كتاباته الإشارة إلى الثورة وتأملاتها من زوايا شتى مرتبطة بوجهات نظر عديدة، وأضاف حمودة خلال كلمته أن الثورة كانت في عالم نجيب محفوظ تجربة كبيرة ومختلفة وبأكثر من طريقة للتوثيق كان حضورها المرجعي والتاريخي، وبأكثر من منحى تحقق وتجسد حضورها الفني، وأوضح حمودة، أن في بعض كتابات محفوظ المتأخرة وخصوصًا في بعض نصوصه القصيرة المختزلة سوف تتحول تجربة ثورة 1919 إلى ما يلوح جزءًا من درس عابر للأزمنة حول فكرة الثورة نفسها.
ثم بدأ الدكتور طارق النعمان، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة القاهرة حديثه قائلا: أن العديد من الهويات الحديثة قد أخذت تتشكل وتتوالد مع ثورة 1919 المجيدة في إطار مواجهتها للاحتلال البريطاني، وفي ظل هذا تنطلق هذه الورقة من تلك الفرضية التي ترى أن الأمم تولد من أرحام سردياتها، ومن أن ثورة 1919 تشكل سردية كبرى في التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي للأمة المصرية، وأضاف النعمان في كلمته أنه قد تشكلت وظهرت أنواع أدبية حديثة كالمذكرات والسير الذاتية، فضلًا عن توالد وتشكل بعض الهويات الطبقية والفئوية الجديدة، ولفت النظر إلى تولد العديد من السرديات مع ثورة 1919، كسردية تحرر المرأة المصرية ونضالها، وكفاح الطبقة العاملة، ونضال الحركة الطلابية على امتداد تاريخنا الحديث والمعاصر.
وقالت الدكتورة وفاء السعيد: أن مظاهر الاستبداد السياسي تمثلت في سلطة الاحتلال الإنجليزي وسلطة القصر؛ ومن هنا نرصد تأثير أحداث ثورة 1919 على مجمل المجتمع المصري، والتي بدت وكأنها المفتاح السحري للتغلب على السلطة الأبوية، فالابن فهمي يتمرد على سلطة الأب ويخرج للمشاركة في الثورة، ومن ثم تخرج النساء أيضا للمشاركة بالثورة، حتى أن أول شهيدة بثورة 1919 كانت من النساء، ما مهد لخروج النساء للمجال العام والتحاق الفتيات بالدراسة.
وأكدت السعيد أن المجتمع في حاجة دائما إلى ثورة اجتماعية موازية للثورة السياسية، فالعلاقة بين الاستبداد الاجتماعي والاستبداد السياسي هي علاقة دائرية، وكلاهما يرتبط وجوده بوجود الآخر، كما أن ثمة تلازم بين الاستبداد والمقاومة، فأينما شاع الاستبداد تنبت المقاومة، ودللت على ذلك بالمحاولات المستمرة لجيل الأبناء في الخروج على سلطة الأب، خاصة في الجزء الثاني والثالث (قصر الشوق، والسكرية) حيث تبدأ المقاومة وتأخذ في التجلي مع الأجيال الأصغر في الثلاثية.