القاهرة 16 مارس 2019 الساعة 10:09 م
كتبت :نهاد المدني
عقدت اليوم أولى فعاليات المؤتمر الدولي الذى نظمته وزارة الثقافة تحت عنوان "ثورة 1919 بعد مائة عام"، وذلك فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وبدأ المؤتمر بإلقاء الدكتور سعيد المصرى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة كلمة نيابة عن الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ، وقد قام بالترحيب بكافة السادة الحضور من كبار المفكرين والباحثين والمثقفين، كما نقل اعتذار الوزيرة عن الحضور اليوم بسبب ارتباطها بحضور افتتاح ملتقى الشباب العربى الأفريقى بأسوان والذى يبدأ متزامنا مع موعد المؤتمر.
وأكدت الوزيرة فى كلمتها ضرورة الاحتفال بمئوية ثورة 1919 من خلال مؤتمر علمى كبير تعبيرا عن اهتمام وزارة الثقافة المصرية بكافة قطاعاتها وهيئاتها باستعادة الدروس من تجربة النضال الوطنى الذى خاضه الشعب المصرى بكافة فئاته وطوائفه دفاعا عن الوطن واستقلال إرادته ونهضته الحديثة، وقالت أن هذا المؤتمر ينعقد داخل المجلس الأعلى للثقافة فى وقت نسعى فيه جميعا إلى مستقبل مشرق لكل المصريين.
وأن فى تلك المناسبة المجيدة ذكرى مرور مائة عام على ثورة 1919، استعدنا الشعور الوطني الذى حقق لمصر الاستقلال والعزة والكرامة الوطنية.
وأشارت أن هذه الثورة لحظة تحول فارقة فى تاريخ مصر الحديث، عبرت عن الإرادة الشعبية لكل المصريين وحققت لهم الاستقلال وعلمت المصرين روح التضامن والتلاحم والوعي بقيمة الوطن والتفانى من أجله والعمل على نهضته وتقدمه .
وانتهت الكلمة بالتأكيد على أن ثورة 1919 بقدر ما كانت سياسية فى مظهرها، لكنها أيضا ثورة اجتماعية وثقافية وفنية وفكرية فى مضمونها، وكانت تعبيرا عن عصر جديد قامت فيه إرادة المصريين علي بناء دولتهم المستقلة وتحررهم الاجتماعى والسياسى والاقتصادى، وكانت ثورة 1919 أيضا نقطة انطلاق لإبداعات مصرية فى الموسيقى والفنون التشكيلية والمسرح والسينما والأعمال الأدبية، تلك الإبداعات كانت وما تزال تعبيراً عن الإرادة الوطنية، ونافذة لقوة مصر الناعمة التى ولدت معها نخبة وطنية مثقفة تدافع عن مصر وتعمل من أجلها لتكون بحق منارة للشرق والعالم بأكمله .
وقال محمود أباظة رئيس حزب الوفد الأسبق، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن الطريق لثورة 1919 بدأ منذ عصر محمد على باشا، والذي بدء العمل في إنشاء جيش مصري حديث، وأسس الدولة المدنية الحديثة.
وأضاف أنه عندما تم تجنيد المصريين في الجيش انتهت القطيعة بينهم وبين الجيش الوطني بعد 2000 عام؛ بعد أن كان يتم تجنيدهم بالسخرة إثر قرار محمد على في بناء الجيش الحديث، والذي قام بإنشاء العديد من الدواوين وإرسال البعثات للخارج، وكان أول ديوان تم إنشائه هو ديوان الجهادية، والذي بدأ أولا باستقدام الخبراء والمدرسين من الخارج، وعمل المدارس الأولية.
وفي مطلع القرن التاسع أرسل محمد على عدد من البعثات الطلابية للخارج والذي وصل عددهم 9 بعثات بمجموع 319 طالب، وكانت أول بعثة تضم رفاعة الطهطاوى وكان الغرض من إرساله هي المحافظة على الشباب المسافرين من أن يقعوا في براثن الغرب والحفاظ على إيمانهم، ووقتها تعلم طهطاوى الترجمة وقام بترجمة كتاب للكاتب الفرنسي فلورو وأبكي كتبه في مطلع القرن السابع عشر.
أما ثاني البعثات والتي سميت ببعثة الأنجال لأنها كان فيها 4 من أولاد محمد على باشا ومنهم البرنس إسماعيل، ولم يقتصر الأمر على هذا فقد تم بناء العديد من المدارس ومنها المدرسة الإعدادية العسكرية ومدرسة السواري ومدرسة أركان الحرب ومدرسة الموسيقى العسكرية، وذلك في مشروع محمد علي الذي كان يقوم على بناء جيش حديث، فتسربت زعامته في كافة نواحي الحياة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأن كل الذين تلقوا تعليمهم 2500 طالب بالمدارس العليا وفي عهد إسماعيل كان هناك 100 ألف طالب.