القاهرة 19 فبراير 2019 الساعة 10:56 ص
حوار: سماح عبد السلام
قدم الفنان التشكيلى رمضان عبد المعتمد تجربة فنية جديدة تحت عنوان "سكوت حنصور"، بجاليرى ضى مؤخراً، دعا خلالها لنبذ القبح والعنف والألتفات لرموز وأماكن الجمال فى حياتنا المتمثلة فى شخصيات الزمن الجميل من مبدعين ومفكرين والأماكن التاريخية والأثرية.. الخ. فمصر كانت ومازالت حاضنة للجمال بمختلف جوانبه.
* "سكوت حنصور".. عنوان معرضك الجديد فما الذى أردت تصويره؟
عندما جائتنى الفكرة بدأت العمل على صناعة صورة جميلة. ليس بمعناها كصورة ولكنها صور متعدده للوجة والطراز الجميل الخاص بنا. كى أقول لنا كفانا عبثاً سكوت حنصور الجمال الذى كان بمصر سواء فى الفكر أو المسرح والسينما أو السياسة، القائد، العالم، الفنان. . سكوت حنصور الزعماء والثوار الحقيقين مثل أحمد عرابى وعبد الناصر ونجيب وحتى الملك فاروق. نحن لا نتحدث عن ميل سياسى لحقبه زمنية. ولكنى أجنح إلى أن هؤلاء جميعهم مصريين أدوا دورهم بشكل جميل. سكوت حنصور القداس والمبانى الجميلة. هذا من خلال مطالعاتى اليومية والأشياء الجميلة التى رأيتها فأردت تصويرها فى موضوعات أطرح من خلالها رساله للحفاظ على تراثنا المعمارى المتمثل فى القاهرة الخديوية ولكن تطاله يد البطش. كثيراً ما نسمع عن فيلا جميلة تم هدمها وإقامة برج عشوائى لا يتفق مع المنطقة الموضوع بها. سكوت حنصور ضد العشوائية.
* جمعت بين فنى النحت والتصوير.. فلماذا هذا المزج رغم أن شخصيات النحت خرجت من لوحات المعرض؟
عملت فى التصوير على الأفلام والسينما فى الزمن الجميل. من خلال متابعة الفنان و الجو المحيط به وعلاقته بالناس وأثره عليهم. أحياناً أدخل فى الفيلم ذاته. وبمشهد آخر أركز على تسليط الزمان والمكان والناس فى ذلك الوقت. ثم قدمت مجموعة أعمال نحتية تمثل النخبة الجميلة التى أثرت فى ثقافتنا على مدار الفترات الماضية مثل العقاد وطه حسين و الأبنودى وأم كلثوم هذا الكوكب الذى مازلنا نستمتع بها وكيف أن صوتها كان للوطن ذاته وليس الناس فقط. منذ 2014 قدمت أول معرض لى بالتصوير والنحت تحت عنوان "مفترق طرق"، ومنذ ذلك الحين وأنا أتبع ذلك الاتجاه المزج بين المجالين. فى هذا المعرض المنحوتات تخرج من اللوحات على عكس تجربة العام الماضى كان هناك موضوعات مختلفة.
* لكن النحت جاء بأحجام صغيرة هنا؟
نعم وذلك لأنى عملت على فنانين و ممثلين فى لوحات وصُناع أفكار من خلال التماثيل بخامتين نبيلتين هما الجرانيت والبرونز. وضعت على الخامة ورق الذهب لكى أقول أن هؤلاء المبدعين ناس من ذهب. فكان هناك كذلك منطق خلف معالجة هذا الموضوع.
* تضمن المعرض لوحة بطول6 متر.. فهل فرض الموضوع ذلك؟
أحيانا يفرض الموضوع على الفنان الحجم بالفعل. فى هذا العمل أتحدث عن فكرة الهوس عند الناس التى تعبد شيء يصل لمرتبة القداسة. الهوس الدينى وحتى تجارة الآثار، الناس التى تعشق الكرنفالات والسفر والرياضة. هوس بالسينما والمسرح وفن الفرجة وكذلك السحر والشعوذة. فهذا موضوع مهم تطلب مساحة كبيرة.
* وماذا عن الخامات والألوان التى ساهمت فى خلق حالة جمالية متباينة؟
عملت على معالجة الكولاج مع الرسم بوسائط لا تتنافر بل تتآلف وتتواءم للتأكيد على دلاله معينة فى العمل. حاولت إضافة بعُد يحافظ على كيان الشخصية من خلال الصياغة اللونية.
* ما هو الاتجاه الفنى الذى تتبعه فى ممارسته الفنية؟
أميل إلى التلخيص فى النحت. أحب البحث فيما وراء الأشياء وجوهرها. كتلة منطلقة أو رأسية أو بورتريه فقط. فى التصوير أعمل فى اتجاه "البوب آرت". قد يكون المعرض القادم فى مجال آخر ربما السيريالية ولكن هنا تحديدا كان لابد من استخدام البوب آرت. أما النحت حتم على الاتجاه الفنى.
* هل ساهم العمل الأكاديمى فى تقويض رؤيتك الفنية كونه يعتمد على أسس ونظريات؟
الأكاديمى أيضا شخص مطلع على مختلف الأساليب والاتجاهات. تأسس خلال دراسته على بناء عمل بنية العمل الفنى. بعد ذلك يكون لديه الخيار للاطلاع على الأساليب المختلفة. هناك فنانون يتقيدون بأسلوب معنى دون الانتقال من أسلوب آخر. فيما يخصنى العمل الأكاديمى لم يقيدنى.
* ما الجديد الذى تميز به معرضك "سكوت حنصور" كونه المعرض الفردى العاشر؟
أرى أنى مازلت أجرب وأحاول ولكن ربما يكون هناك سمة وضوح فى الاتجاه الفنى وخاصة التصوير.