القاهرة 16 فبراير 2019 الساعة 07:12 م
كتب : محمد علي
يواصل جاليري الزمالك للفنون تقديم برنامجه السنوي، باستضافة أعمال كّل من الفنان ناثان دوس وسامح إسماعيل.
وضمت القاعة الأولى بالجاليري آخر أعمال دوس النحتية بعنوان "نفاذية الشكل"، وكعادته يواصل تقديم رؤيته التجريبية الفلسفية؛ وذلك من خلال دمج التكوين بالمفاهيم التي يريد الإشارة إليها، وعلى الرغم من التعقيد الفلسفي الذي يظهر للوهلة الأولى، إلا أنه قد استطاع التعبير عما يريد بشكل واضح نهايةً.
وكمعظم أعماله النحتية، واصل دوس تفضليه لمادة البرونز، دون النظر عن كونه مادة وسيطة قد تتسبب في تقيد المعنى المراد، وكذلك صعوبة الاستخدام في المنحوتات كبيرة الحجم والذي قد يضيف إليها معنى لم يقصد الفنان الإشارة إليه. لكنه كعادته تعامل مع البرونز كعنصر وليس مادة، أو كأنه في أغلب الأحوال لون أضيف لسطح اللوحة ليس إلا، وبالتطويع هذا بدت أعماله سحرية.
وعن الأعمال؛ يقدم دوس تصورًا لحياة الإنسان الذي لا يزال يحاول جاهدًا كسر القيود جميعها، وصراعة الأبدي مع القوي الغيبية الميتافزيقية، وايضًا صراعه مع قوى المجتمع المتمثلة في الأعراف والعادات والتقاليد، وتصاعديًا بالأعمال يصور حاجة الإنسان للهروب بروحه من تلك القيود التي تكبل جسده.
بينما ضمت القاعة الثانية بالجاليري آخر أعمال الفنان سامح إسماعيل تحت عنوان "تدوين الذاكرة" والذي فيه يواصل الفنان بحثه عن العلاقة بين الموسيقي من جانب والفن التشكيلي من جانب آخر، كما أنه لايزال يواصل الحالة التجريبية في دمج الخط العربي بلوحاته.
والجدير بالذكر هو الأربع سنوات مقدار المدة التي ظل فيه عاكفًا لتقديم هذه الحالة التجريبية الجديدة؛ وذلك من خلال استخدام العديد من الوسائط والأدوات المختلفة، ومنها ريشة المثقب والتي استخدمها في العديد من أعمال المعرض، كما برع في توظيفها الفني للتعبير عن التجريدية دون تأثير على حيوية اللوحة.
وأيضًا قيامة برسم بعض لوحات المعرض على أسطح مستديرة بخلاف معارض ضمت أعمال سابقة له.
ويلاحظ تأثر إسماعيل وولعه بالموسيقي وبأن الغرض ليس مجال بحثي فقط، فمعظم اللوحات تكاد تستشعر سماع ألحان منها، ويتجلى هذا فيما يتضح من نقوش ضاربة تظهر في طبقات عديدة وذلك بشكل إيقاعي، حتى التكوينات التجريدية تجدها مفعمة بالموسيقي فتتراوح خطوطه من الهادئ إلى المتحرك والحيوي وكذلك من الخفوت إلى الألوان البراقة، كما أن الأشكال جميعها تشعر وكأنها رُسمت كتكوين من ظلال الخط العربي أو على الأقل مستوحاة منه وهذا يؤكد على التجريب والتجريد داخل أعماله.
ويتواصل عرض الأعمال حتى يوم الرابع من شهر مارس ، وذلك بجاليري الزمالك للفنون بشارع البرازيل منطقة الزمالك.