القاهرة 05 فبراير 2019 الساعة 11:20 ص
حوار : أحمد مصطفى الغـر
الروائي والأكاديمي الجزائري د. الصديق حاج أحمد الملقب بــ"الزيواني"، روائي وأستاذ جامعي لمقياس اللسانيات بجامعة أدرار الجزائرية، نشأ بالوسط الواحاتي بالصحراء الجزائرية بمسقط رأسه زاوية الشيخ المغيلي بولاية أدرار, تلقى تعليمه القرآني بداية بكتّاب القصر على يد شيخه الحاج أحمد لحسيّن الدمراوي، وتدرّج في التعليم النظامي، حيث تحصّل على الليسانس، ثم الماجستير والدكتوراه, تقلّد عدة مهام بجامعة أدرار، منها نائب عميد كلية الآداب واللغات لمدة سنتين؛ ليتفرّغ بعدها للتدريس والبحث والإبداع, مشارك دائم بالصحافة الجزائرية والعربية، أصدر أول رواية له عام 2013 تحت اسم "مملكة الزيوان"، وله رواية أخرى بعنوان "كاماراد" – رفيق الحيف و الضياع، 2015، ومن كتاباته الأخرى "التاريخ الثقافي لإقليم توات" 2003، وكذلك "الشيخ محمد بن بادي الكنتي حياته وآثاره" 2009.
التقته "مصر المحروسة" وكان لنا معه هذا الحوار:
* الروائي والأكاديمي (الصديق حاج أحمد).. من هو لمن لا يعرفه؟ ولماذا تُلقب بــ (الزيواني)؟
شخص بسيط بساطة رمله و طينه، نشأتُ بأحد قصور الطين (زاوية الشيخ المغيلي) بولاية أدرار بصحراء الجزائر، تدرّجت في التعليم حتى نلت الدكتوراه في اللّسانيات من جامعة الجزائر، حاليا أستاذ النخصّص بجامعة أدرار. وقد التصق بي لقب الزيواني، منذ روايتي الأولى (مملكة الزيوان)، لكون الزيوان عندنا يطلق على عرجون النخلة، لذلك لم أجد بدا في رفضه، حتى قلت في نفسي: ألهمني الزيوان نصا فقبلته اسما.
* قال عنك الروائي (أمين الزاوي) أنك تتخذ من عتبة البيت نقطة انطلاق للعالمية، ما تعليقك؟
أعتزّ بشهادة روائي كبير مثله، حيث كنت حريصا من البداية، أن أسير عبر مشروع روائي يتمثل في فضاء الصحراء، حيث أنها منطقة غير محروثة في مدونة السرد العربي، باستثناء جهود إبراهيم الكوني.
* إذن كيف دخلت عالم الرواية؟ ومن هم الكتّاب الذين تركوا أثراً فيك؟
دخلته بتحريض من أحد مدراء دور الثقافة عندنا بـ "أدرار"، وهو الشاعر عبد الكريم ينينة, أما الكتّاب الذين تركوا أثراً فيّ فهم: طه حسين ومارون عبود، وميخائيل نعيمة، ونجيب محفوظ، وصنع الله ابراهيم، وغارسيا ماركيز وكويلو.
* هل رواية أهل الشمال الجزائري تختلف عن رواية أهل الجنوب؟ وهل للصحراء وضع خاص في أدبك؟
تختلف اختلافا جذريا، فرواية الشمال رواية المدينة بامتياز، بينما رواية الصحراء هي رواية الهامش، فالفرق بينهما شاسع, وللصحراء صمتها ورهبتها ووحشتها، التي تجعل منها عالما فانتازيا سحريا متميزا، وقد استثمرت ذلك.
* لكن الرواية برجوازية، ولدت في المدينة، فكيف طوعتها وأخذتها أنت إلى الصحراء؟
تجربة عبد الرحمن منيف وإبراهيم الكوني، قد فتحت أفقا سرديا غير معروف في الرواية العربية من قبل، مما خلق لرواية الصحراء جذبا وسحرا, والرواية عموما مكتوبة بالعربية، لذلك مادمنا نفهم الرواية الأمريكولاتينية المترجمة، فكيف لا نفهم الرواية الصحراوية أو الجزائرية التي هي أصلا من بيئة واحدة وجغرافية وتاريخ واحد, والرواية هي ملتقى الخطابات، وهي الجنس الأدبي الأكثر احتواءا للتاريخ والجغرافيا والسياسة، لذلك كان لها هذا النصيب.
* كيف تصف المشهد النقدي العربي، هل لدينا أزمة نقاد أم منتج أدبي يستحق النقد؟
يعاني النقد العربي، وكذا الإعلام الثقافي من شللية مقيتة، وهذا لا يخدم الأدب، علينا أن ننتصر للنصوص، بغض النظر عن أشخاصها، أثق أن النص القوي يفرض نفسه, لكن المبدع عليه أن يثق بنصه، والثقة هنا تختلف عن النرجسية التي تعمي البعض، فثقة الكاتب بنصه هي الأساس عندي، بغض النظر عن أغنية الأكثر مبيعا.
* في روايتك (مملكة الزيوان)، هل يمكن القول أنك انتصرت للمرأة الصحراوية فيها؟ ولماذا يتم الربط بينها وبين إحدى روايات الطيب صالح؟
حاولت أن أنتصر للمرأة الصحراوية المظلومة في الميراث، بفعل تعطيل بعض النصوص الشرعية من الفقهاء, أما بخصوص الشق الثاني من السؤال فأقول: لا وجه للمقارنة بين عوالمي الصحراوية وعوالم الطيب صالح، وإن كان هناك من تقارب، إنما لكون نصوصنا جنوبية.
* هل العمل الإداري أو المنصب الحكومي يقتل الإبداع؟
العمل الإداري يسرق المبدع، لذلك تخليت عن منصبي الإداري كنائب عميد كلية الآداب، واكتفيت بمحاضراتي مع طلبتي.
* ختاماً.. هل توافق على وصفك بــ (أديب الصحراء)؟
كلمة كبيرة عليّ .. لم أبلغ مستواها بعد.