القاهرة 25 يناير 2019 الساعة 02:46 م
د. هويدا صالح
على هامش فعاليات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الخامسة عشر أقيم اليوم الخميس 24 يناير 2019 في تمام الثامنة مساء أمسية شعرية لعدد من الشعراء والشاعرات المشاركين في فعاليات المهرجان، في النادي الرياضي لمنطقة الذيد استمرارا للتحرك بفعاليات المهرجان خارج حدود جدران قصر الثقافة وبيت الشعر، وتمثلا لفكرة "ثقافة بلاد جدران" التي تتيح فرص الاستفادة من الفعاليات الثقافية لأكبر عدد ممكن من الجمهور، وسعيا إلى حشد مزيد من التفاعل بين الشعراء والجمهور تحقيقا لفلسفة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الذي يدرك قيمة الثقافة في التنمية المجتمعية للشعب الإماراتي وأن الثقافة هي حائط الصد الأخير للحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع.
وقد شارك في الندوة عدد من الشعراء من الإمارات وسلطنة عمان والعراق والجزائر ومصر والكويت، حيث شارك كل من:
محمد بن خادم الكتبي من الإمارات، وبندر الغدقوش من الكويت، ونسيبة عطا الله من الجزائر، وأماني محفوظ من مصر، وكاظم السعدي من العراق، ونورة البادي من سلطنة عمان. وقد قدم الأمسية الشاعر راشد القناص، بحضور كل من الدكتور بطي المظلوم مدير بيت الشعر الشعبي وعدد من قادة ووجهاء منطقة الذيد، والشعراء والإعلاميين العرب المشاركين في المهرجان.
وقد الشاعر الكويتي الشاب بندر الغدقوش عددا من القصائد بدأها مدح فيها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي قال فيها:
دام للأشعار في صدري مقام
ابتديت الشعر بالعقل العظيم
كاسب البطولات سلطان الكرام
والكرامة ما تبي غيره كريم
علموا فن البيان ان الكلام
عاجز التوصيف والله العظيم
يمينه شفت مفهوم السلام
لان فعل الطيب في راسه مقيم
واصل بالطيب لحدود الغمام
ما لقيت بوصفه الا غيث ديم
تاج عز الشارقة بين الأنام
كاسب الناموس من وقت قديم"
وهكذا تستمر القصيدة في حشد شيم النبل والشهامة والحرص على العلم والمعرفة التي يتسم بها سمو والشيخ والملاحظ أن معظم الشعراء الذين امتدحوا سموه تحدثوا عن إدراكه لقيمة العلم والمعرفة والثقافة، وهي صفات تفرد بها الشيخ دون كثير من الحكام العرب.
ثم قرأت الشاعرة المصرية أماني ثلاث قصائد غلب على القصيدة الأولى الخطاب النسوي الذي ينتصر للمرأة ويعلي من كفاحها ودورها في حياة المجتمع، في حين جاءت الثانية بلسان الرجل الذي يمكن أن تهجره الحبيبة ويتألم ويتوجع مثله مثل المرأة، وجاء الثالثة غزلية رقيقة صورت العلاقة الوجدانية بين الرجل والمرأة.
تقول محفوظ في إحدى قصائدها وهي بعنوان"خليك براحتك:
ليه كل ذكرى ليك معايا
لما أعيدها بتوجعك
وتبعدك لبعيد بعيد
لمكان بعيد عني أكيد\مكتوب له عنوان عرض
"حودعك"
عايزني اسكت
ولا اتكلم وتسكت
حد تاني يكون مكاني ويسمعك؟
خليك براحتك".
ئ
أما الشاعر العراقي كاظم السعدي، فقد أسعد جمهور اللقاء بقصائد عديدة تفاعلوا معها، بل كانوا يرددون نهايات مقاطعها ببهجة وصخب، ومن هذه القصائد التي تفاعل معها الجمهور قصيدة" عازف الناي" حيث يقول:"
ياعازف الناي ياعازف الناي يلحزنك مثل حزني
اعزف صبا اوياي عاللي خيبوا ضني
من كنت انا بخير احبابي بعدد
لنجوم
ومن صابني ضيق ماواحد سأل عني
من بحة الصوت تعرفني اشكثر تعبان
ومن ليل العيون تعرف شكوتي ووني
يحسدني ليشوف حالي من اصيح الآه
ويقلي مبروك عندك قلب وتغني
من حقه مسكين مايدري غناي
ادموع
ولو بقن بالعين مثل النار يكوني
الشكوى لله لكن من كثر شكواي
الصبر قال آخ والشكوى اشتكت مني
والسهر حل ضيف كل ليله بعيوني يبات
مايعرف الناس لكن آنه يعرفني
كل ما يجي النوم يوقفلي السهر ويصيح
ياكاظم الغيظ غيظك جدا ايهمني
من شنهو اعفيك واني جاي لك
مقصود
معقوله اخليك تفرح وانت شاغلني
ياعازف الناي ساعدني اريد ارتاح
ماأدري أي عام اتذكر ضحك سني
خليني مهموم يبدو الهم علي
مكتوب
ولو جابوا اسم الأرق يعني انا المعني
والعايز اهموم ليش ايروح للأغراب
هذا آنه موجود يقدر يشتري مني
والحاله تعبان مايملك ثمن لهموم
اهديله شيريد بس ابشرط يذكرني".
ف
في حين قرأت الشاعرة الجزائرية الشابة نسيبة عطا الله عددا من القصائد، مازجت فيها بين الحس الصوفي والغزل والإفادة من التراث الجزائري، حيث تقول في قصيدة غزلية بعنوان "توحشتك":
جيت نقولهالك ونسيت
باللي قلتها لك بزاف ومسمعتش
وكتبتها بزاف وما حسيتش
بصحّ توحشتك
كبرت في وغبنتني
وشعّلت فيّ وحرقتني
توحشتك ما بغيتكش تقولها لي
بغيتك تخليني نقولها ونروح
تفتحلي السماعة، نسمع صمتك
نعنق نفسك ونروح".
وهكذا استمر الشعراء في الشدو بقصائدهم التي تنوعت ما بين المديح وحب الأوطان والغزل والغوص النفسي في الذوات الإنسانية.
ثم تلا ذلك تكريم لهؤلاء الشعراء وحفل توقيع لعدد من الدواوين الشعرية الشعبية التي صدرت هذا العام عن بيت الشعر الشعبي في الشارقة.