القاهرة 14يناير 2019 الساعة 3:05 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
*عماد الشاعر: الفن لا يعرف النخبوية ومسرح الصورة لا يحتمل الوسطية
أقيم صباح اليوم الاثنين 14 يناير، مؤتمرا صحفيا لصناع عرض عرض "سلالم يعقوب"، بحضور الممثل عماد الشاعر، والموسيقي عبد الرزاق مطرية، والمخرج الحاكم مسعود، وأدار الجلسة الكاتب الصحفي يسري حسان، بقاعة المؤتمرات بفندق جراند حياة.
بدأ الحاكم مسعود مخرج عرض "سلالم يعقوب" بإشارته إلى أن العرض نتاج توأمة بين الهيئة العربية للمسرح ونقابة الفنانين الأردنيين وأنه شارك في المهرجان الأردني الأخير ضمن عشرة عروض تم اختيارها من بين 45 عرضا تقدموا للمهرجان، منوها أن العرض حصل على عدة جوائز في المهرجان منها أفضل عمل جماعي متكامل وجائزة السينوغرافيا.
وأضاف مسعود أن العرض يدور حول عالم فيزيائي متفرغ لعمله ومنعزل توصل إلى اختراع فيزيائي هو سلالم يعقوب.
وأشار إلى أنه يواجه بما يعطل طاقاته ومشروعاته العلمية ويلاقي عقبات شديدة من المجتمع الذي يعيش فيه تبدأ من بيته، فيتحول إلى أداة انتقامية من هذا المجتمع المحبط والقامع للعلم ولحرية التفكير، مشددا على أن العرض بهذا الفعل الأخير يسعى لإيجاد بيئة مناسبة للإبداع تتيح فرصا للجميع لأن يقدموا ما لديهم من إبداع علمي وفكري.
وعن الشكل الجمالي الذي قدمه المخرج في العرض قال أنه يقدم نصا بصريا، طرح خلاله رؤيته الإخراجية في مشاهد تشرح وتختزل الحكاية عبر تضافر لغة الجسد مع لغات الموسيقى والإضاءة وبقية العناصر المسرحية الأخرى.
وقال الفنان عماد الشاعر، أحد أعضاء فريق العرض أن النص المسرحي عادة ينتمي إلى حقل الأدب، وحين يتعرض له المخرج فإنه يحوله لعرض بصري، مؤكدا أن المخرج لا يقوم بتنفيذ النص الأدبي إنما يصنع نصه هو مستندا على النص الأدبي.
مضيفا أنه شارك بهذا العرض، كونها تجربة جديدة، لميله إلى ما أسماه بمسرح الصورة، الذي يتم فيه سرد الحكاية عن طريق الصورة، ليصبح الأمر أكثر اقترابا من السينما، ولكن بلغة وشروط المسرح.
وأضاف الشاعر أن هذا النوع من المسرح لا يحتمل الوسطية، فإما أن ينجح تماما إذا ما قدم بشكل متقن، وإما يسقط تماما إذا لم يقدم شيئا منضبطا. مشيرا إلى أن ضوابط مسرح الصورة أعلى وأكثر تعقيدا وحساسية من المسرح الدرامي الذي يعتمد على نص لغوي.
وأكد أنه يسعى دائما إلى حد اللهاث بحثا عن تجارب من هذا النوع من أجل المشاركة فيها، وهو ما حققه له هذا العرض، لاسيما وأن مخرجه على درجه عالية من التمكن والعلم والثقافة.
وشدد الشاعر على أنه لا يعترف بالنخبوية في التلقي، معتبرا أن مصطلح نخبوي يعد مصطلحا لا أخلاقي، مشيرا إلى أن الفن لا يعرف النخبوية نظرا لاستعداد الجميع للتلقي، غير أن الفرق يكمن في أن المتلقي العادي لا يدرك الفروق بين الجيد والخطأ، وهو ما يتفوق فيه من يمتلك ثقافة أوسع. مؤكدا على أن العمل الذي تقدمه الفرقة قادر على التواصل مع الجميع كل على قدر ما يمتلك من مرجعيات.
ومن جانبه قال مؤلف الموسيقى عبد الرزاق مطرية: "إنها فرصة جيدة بالنسبة له كموسيقي أن يجلس على المنصة، التي اعتاد الجلوس عليها المسرحيون من ممثلين ومؤلفين ومخرجين، وهي فرصة مهمة لأن يتحدث عن الموسيقى".
وأشار مطرية إلى أن الموسيقى في الكثير من العروض المسرحية تعد عنصرا ثانويا، حيث تستخدم أما كفاصلة من الفواصل أو في الافتتاحية والختام، وهو ما لا يليق بدور الموسيقى، مشيرا إلى أن الموسيقى في عرض سلالم يعقوب تعد عنصرا مهما ولغة أساسية في صياغة الرؤية الإخراجية. مضيفا أن عروض الصورة تتيح فرصة أوسع لتلعب الموسيقى دورا أكبر ورئيسي في العرض، عكس النصوص الأخرى.
وتابع: الموسيقيون في بدايات العمل المسرحي كانوا يخافون من المشاركة في العروض لأنه يهمشهم وهم المؤلفون الموسيقيون الكبار، الذين طالما ألفوا موسيقى عظيمة في نصوص الأوبرا وغيرها.
وصنف مطرية توظيفات الموسيقى في العروض إلى عدة تقسيمات هي: أن تصبح نصا أساسيا، وتشكل خطا موازيا بنوتة كاملة، كما هي موسيقى تشايكوفسكي في بحيرة البجع. أو أن تصبح عنصرا مرافقا للحدث، تمثل ما يقوله المشهد، ثم كعنصر متناغم ومهم في النصوص البصرية، تتناغم مع التعبير الجسدي والإضاءة، في جو اختزالي، يصل بالفكرة أو بالمعنى مجردا للجمهور.
ودعا مطرية مخرجي المسرح لأن يتيحوا للعنصر الموسيقي في عروضهم مساحة أوسع وأكبر تليق بأهمية ما تقوم به الموسيقى وما تقدمه. وكذلك من من أجل أن يكون هناك موسيقيون متخصصون في المسرح، وأشار مطرية إلى أنه بالفعل يوجد موسيقيون متخصصون في المسرح ولكنهم قلة ومن المهم أن يزيدوا ولا يخافوا إهدار موهبتهم.
يذكر أن المؤتمر يعقد ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي، الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح المقام في مصر في الفترة من العاشر وحتى السادس عشر من يناير الجاري.