القاهرة 13 يناير 2019 الساعة 11:3 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
*حكيم حرب : خلال 30 عاما المسرح لم يخلق جمهورا حقيقيا
*عقيل مهدي: "جنونستان" تعيدنا للنقد الساخر وتستعين بأغنيات الشيخ إمام
عقد ظهر اليوم الأحد 13 يناير ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من دورات المهرجان العربي، مؤتمرا صحفيا لصناع عرض "جنونستان"، بحضور المخرج الأردني حكيم حرب، والممثلة نهى سمارة، وهاني الخالدي.
قال المخرج الأردني حكيم حرب إن عرضه "جنونستان" يتحدث عن دولة افتراضية خيالية، لا تمت بصلة للواقع، تمتلئ بالفساد والديكتاتورية، ونقدمها من خلال الكوميديا السوداء، نقول من خلالها إن التخلص من الفاسد أو الديكتاتور لا يكون بالقضاء عليهما، لأنهما يمتدان ويتناسلان في الواقع، إنما يتم القضاء على الديكتاتورية وكل مظاهر الفساد بتغيير ثقافتنا، بمحاربة الديكتاتور والفاسد الموجود داخل كل واحد فينا.
وأضاف حرب إنه تأثر عند كتابته لنصه "جنونستان" بنص كاليوجولا لألبير كامي، ويوليوس قيصر لوليم شيكسبير، غير أنه حول هاتين المآساتين إلى كوميديا ساخرة وكبارية سياسي، يتصل أكثر بالمواطن العربي، متضمنا ما حدث بعد ما سمي بالربيع العربي، مشيرا إلى إنه استعان بأشكال المسرح الشعبي، والظواهر المسرحية التي سبقت الدراما في بدايات المسرح العربي، مثل الأراجوز، والحكواتي، وخيال الظل.
وأشار حرب إلى إنه استعان أيضا بأغنيات الشيخ إمام، حيث يقدم سبعة أغان من خلال مغنية العرض والكورال، مضيفا إنه استعان في الكورال ببعض المصريين لقلة عدد أفراد الكورال الذين حضروا معه.
وقدم مؤلف ومخرج العرض المشتغلين معه فردا فرد وأشاد بهم جميعا، ومن بينهم الممثلة نهى سمارة، وهاني الخالدي اللذين حضرا المؤتمر الصحفي إلى جانب حكيم.
وأشار حرب إلى أن العرض من إنتاج وزارة الثقافة الأردنية، وتم تقديمه في مهرجان المسرح الأردني الأخير، وأنه يضاف إلى الكثير من العروض التي قدمتها فرقة رحالة التي أسست في بداية التسعينيات القرن الماضي، ومنها المتمردة، الأراجوز، هاملت يصلب من جديد، ميديا وملهاة عازف الكمان، كوميديا حتى الموت، سيمفونية الدم، مـأساة المهلهل، نيرفانا عن نص الألماني هيرمان هيسة، وذكر حكيم حرب أن الفرقة حصلت على الكثير من الجوائز في أكثر من مهرجان عربي.
وختم حرب مداخلته بتقديم الشكر للهيئة العربية المسرح التي أتاحت له ولفرقته المشاركة في المهرجان العربي، الذي اعتبره علامة مهمة في تاريخ المهرجانات العربية، لما يمثله المهرجان من حالة ثقافية وحضارية، مشيرا إلى أن المشاركة في المهرجان العربي تشكل إضافة مهمة لفرقة رحالة، تفخر بها.
وتابع حرب: لابد أن نعترف بأن المسرح العربي في معظمه لم يستطع خلال 30 عاما خلق جمهور حقيقي، ولازلنا ندور في فلك العروض المهرجانية، ورغم أهمية المهرجانات إلا أنها لم تنجح في خلق جمهور دائم، لذلك فكرنا في تقديم مقترح جمالي بسيط وقريب من الجمهور، يصل إلى البسطاء.
مستكملا: "أن البساطة لا تعني المباشرة وضرب مثلا بقول غسان كنفاني "ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة، كما ليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة سطحية"، مشددا أن جوهر العملية المسرحية هو أن نقول الأشياء العميقة ببساطة".
وأشار إلى أن فرقة "رحالة" قررت حيال مأساوية الواقع العربي ألا تعود إلى تقديم المأساة، وقد شبع منها المواطن العربي الذي امتلأ بالخيبات وبالموت العبثي.
وأضاف أنه وفرقته "رحالة" رأوا أن الأنسب لمعالجة هذا الواقع هي السخرية المريرة، مؤكدا أن التراجيدا التي تحدث على الخشبة أقل بكثير مما يحدث في الواقع.
ومن جانبه قدم د. عقيل مهدي المخرج المسرحي تحيته لنقابة الفنانين الأردنيين وللفن والفنانين الأردنيين، مشيرا إلى أن المسرح الأردني يسعى دائما للعمل في إطار مدني وحضاري وأنه تأثر كثيرا بالمسرح الغربي.
وأضاف أن المؤلف والمخرج حكيم حرب من المسرحيين الواعين أصحاب التجارب المهمة، وأن عنوان مسرحيته "جنونستان" يعيدنا للنقد الساخر ويبشر به.
وكان من ضمن الحضور حسين الخطيب، نقيب الفنانين الأردنيين الذي قدم التحية للهيئة العربية للمسرح، معربا عن سعادته بالمشاركة في المهرجان بعرضين من إنتاج وزارة الثقافة الأردنية، مشيرا إلى أن ذلك على قدر ما يسبب الفرح بقدر ما يثير القلق لأنه يحمل المسرح الأردنية مسئولية كبيرة.
واختتم المؤتمر بكلمة الفنان هاني الخالدي، أحد ممثلي العرض قائلا: نعمل على نصوص كثيرة ونقدمها في أكثر من مكان، ومن خلال مراقبتي لدرجة تلقي هذا العرض وجدت أنه يتماس بشكل كبير مع الناس، ويقترب منهم ويلمسهم ببساطته وخطابه الذي يستعين بعناصر شعبية.