القاهرة 01 يناير 2019 الساعة 11:35 ص
كتب : أحمد الدلة
إذا ذهبنا مع لوقيانوس الأغريقي الساموزي الذي تلقى تعليمه بمعابد مصر وصاحب أول كتاب يؤلف في تاريخ الثقافات الإنسانية في علم الرقص التعبيري والتمثيل الصامت وقد أسماه كتاب "الخوريجرافيا".
نقرأ في كتابه في الفصل الثالث والثلاثين الفقرة 59:
إن التمثيل الصامت أي (الميم) كما يمارسه المصريون يقوم بترجمة رمزية لأكثر الأشياء غموضا في الطبيعة كما يساعد على هتك أسرارها ويستخدمون في ذلك:
الأساطير, كأسطورة إيزيس وأوزوريس, وعن موضوع التمثيليات يحدد "لوقيانوس" أنواعها فيقول: أن المحور الرئيسي لهذه الحركات الراقصة والتمثيلية هو تصوير مجموعات الكواكب ومجرات النجوم الثابتة والنجوم السيارة- ثم يصف حركات ذلك الرقص التعبيري فيقول: كانت حركات الرقص عند قدماء المصريين حركات تمويجية لها سرعة "انحدار الماء- ودوران دوامات البرق واللهب في الهواء".
كما كانوا يجسدون زهو الأسود – وغضب الفهود وتمايل الأشجار إذ يداعبها النسيم".
ومن وصف "لوقيانوس الساموزي" وجدت نفسي داخل الصوفية المصرية الأفلوطونية.
وهنا استدعى كلمات "أفلوطين" المصري الذي أكد على أن الجسد سجن ولحد – والعالم مثل الكهف أو المغارة – والنفس نقية طاهرة.
وعن الواحد يفيض العقل – وعن العقل تفيض النفس وصدرت الكائنات عن الواحد كما يصدر النور المتلألئ من الشمس.
ومن وصف "لوقيانوس الساموزي" وجدت نفسي عند أداء لوحة أو طقس التنورة أنها مني, وأنا منها كمصري الأصول والجذور, داخل الصوفية المصرية الأفلوطونية.
لقد قسم المصريون السنة إلى 12 شهرا, واختاروا اسما لكل شهر من شهور السنة من أسماء المعبودات, وقسموا الشهر إلى 3 ديكانات, والديكان عشرة أيام, السبعة الأولى منها نطلق عليها أسماء النجوم السيارة, وهي نفسها التي يطلقها العالم اليوم على أيام الأسبوع في جميع اللغات إلى اليوم وهي:
الأحد يوم الشمس Sunday
الأثنين يوم القمر Monday
الثلاثاء يوم المريخ "توي" Tuesday
الأربعاء يوم عطارد إله الحكمة Wednsday
الخميس يوم المشترى "تور" Thursday
الجمعة يوم الزهرة "فريجو" Friday
السبت يوم زحل "ساترون" Saturday
الصوفية.. الدراويش .. التنورة
المناظرات
لقد وصف هيرودوت القارة المفقودة " أطلنطس" عن " مانيتون" و" سولون" كهنة معبد معبد عين شمس" بأنها كانت مستديرة الشكل تماما, وتتوسط المدينة الدائرية هضبة دائرية مرتفعة الشكل, ويطلق عليها اسم "المدينة الداخلية أو القلعة"، ويتوسط القلعة معبد الشمس ذو السقف الهرمى.
كما نقل شيمان عن متون شعب "المايا" وصفا مماثلا لشكل المدينة أو القلعة وتخطيطها ووصفها بأنها كانت تشبه القبة السماوية بدواراتها الفلكية وبروجها.
ثم مدينة المنصور المدوّرة التى وضع تصميمها على شكل مدينة أطلنطس" كما وصفها مؤرخو العرب .
كما اكتشف أحد علماء الفلك الفرنسيين الذين قاموا بدراسة " الزودياك", وهو زودياك معبد دندرة الموجود فى متحف اللوفر بباريس, الذى يمثل القبة السماوية وبروجها الـ 12 وأوضاع كواكبها ونجومها ــ إن التوزيع الفلكى فى تكوينها يرمز إلى تاريخ صناعتها وهو ما قدر بحولى 4500 ق م- وأنها كانت فى سقف معبد حورس القديم, وأن ذلك التاريخ كان بداية التقويم .
وهكذا نجد أن الشكل الدائرى الذى تتكون منه " التنورة " كان موجودا منذ قديم الأزل, ونجد أنه منذ بدء الخليقة والإنسان يبحث عن سر الوجود, ويحاول التنبؤ بما تخبؤه له الأيام، ننظر إلى السماء ونرى أن هناك قوى خفية داخل قبة السماء يتحرك بتحركها " مصير البشر فى الأرض" .
وهكذا أجد نفسى داخل الصوفية الأفلوطينية التى نراها بعد هذا السرد أنها منبع الصوفية, ومنها جعلنا "التنورة العلوية" رمزا للسماء التى تمثلها الشمس؛ وبالتالى ترمز للوليّ أو المنشد و"التنورة السفلية" رمزا للجسد الفاني .