القاهرة 17 ديسمبر 2018 الساعة 11:17 ص
كتب: محمد علي
شهد أمس الأحد السادس عشر من ديسمبر، افتتاح معرض الفن التشكيلي لكل من الفنان أشرف رضا والفنان أيمن لطفي، والذي حمل اسم "سكون الجسد" وذلك بإحدى قاعات جاليري الزمالك للفنون بمنطقة الزمالك بالقاهرة.
ويعد المعرض نتاج تجربة كان الفنان أشرف رضا قد شرع في تقديمها منذ أربع سنوات وذلك بتقديم معرض لبعض اللوحات التجريدية والتي عبرت عن ملامح الشخصية المصرية من خلال تراثها وموراثها الثقافي التاريخي والجغرافي معًا، مؤكدًا على الهوية المصرية الفنية من خلال محوري الشكل و المضمون داخل الأسلوب التجريدي.
وفي الوقت ذاته تقريبًا، قام الفنان أيمن لطفي بافتتاح معرضه الفوتوغرافي، والذي تقاربت فيه الرؤي والأفكار من خلال تناول الأحداث التي ساهمت في تشكيل البنية الاجتماعية والإنسانية للمجتمع المصري؛ وذلك باستخدام تقنيات ومفاهيم الأسلوب التجريدي في فن الفوتوغرافيا.
ومنذ ذلك الحين وكلاهما يعمل على دمج الأسلوبين في عمل فني واحد يمزج التجربتين ببعضهم البعض لإضفاء بعد آخر على أعمال رضا التجريدية، وكذلك الحال مع الصور الفوتوغرافيا الخاصة بلطفي, حتى جاء المعرض حاملًا توقيع الفنانان معًا للمرة الأولى، وذلك بتقديم أكثر من خمسين لوحة وصورة فوتوغرافية من المقاس الكبير، وبجوارهم مجموعة متوسطة من اللوحات التجريدية والتي تحمل اسم اشرف رضا.
ويعد المعرض على المستوى الفني؛ سبق جديد لهما لم يسبقهما أي من الرسامين والمصورين المصريين بتقديم مثل هذه التجربة من قبل؛ فالأعمال تظهر عليها الجدية الفنية على الرغم من ازدواج فن التجريد مع الفوتوغرافيا بتداخل التصميم مع الشكل، إلا أن الناتج من تطويع الخطوط والحروف الفنية التجريدية مع انحناءت شكل الجسد؛ ودمج اللوحة مع الصورة من خلال البرامج المتقدمة ساهمت في ظهور الإضاءة والألوان أكثر جمالًا وروعة, مم يبرهن على الجهد الذي بذله الفنانان معًا لخروج أفكارهما كما يرغبون.
وفي اليوم ذاته، وبقاعة أخرى للجاليري، افتتح معرض آخر للفنانة جاذبية سري، والذي حمل اسم "استيعادي (ألوان مائية، جرافيك، سكيتشات)" وهي مجموعة من أعمال الفنانة التي تعبر عن عالمها الفني بوجهة عام وعن عالمها الروحاني والإنساني بوجهة خاص. فتقول سري: "لدي أساطير خاصة بي منذ الطفولة. لقد اندمجت في عناصر مختلفة من الطبيعة والحياة مثل البشر ، والصحراء ، والبحر ، والنباتات، وحتى الهياكل التي صنعها الإنسان, أسعى للتعبير عن جوهر الإنسانية."
وتعد أعمال سري من مفارقات الفن التشكيلي في مصر، وهذا ليس لكونها الفنان الأكثر شهرة بمصر وكذلك المكانة التي حظت بها وسط فناني العالم، ولكن لتفردها عما هو سائر وذلك منذ تجربتها الأولى في الخمسينيات وحتى وقتنا الحالي. ويعد المعرض بمثابة سيرة ذاتية لسري تحاكي فيه تجربتها الفنية.
وفي القاعة الثالثة للجاليري افتتح أيضًا معرض "فرح × مرح" للفنان مصطفى ربيع؛ والذي جاء موضوعه متجذر بعمق داخل الفولكلور المصري، وذلك من خلال الاعتماد على عناصر محلية مثل الطربوش والشارب الذي يشبه النسر, وكذلك فساتين الفلاحين النسائية المزركشة والشعر المتعرج, إلا إنها جاءت تقريبًا نسخة عجائب من الفلكور, فجميع شخصياته تبدو مرحة وتشبه إلي حد كبير الدمى المتحركة في مسرح للأطفال.
والجدير هو اهتمامه بالتفاصيل وأنماطها، إلا أن أنماطه هذه المرة جاءت أكثر تعقيدًا، على غرار ألوانه التي جاءت أكثر ليونة وأكثر خفوتًا، فألوانه في هذا المعرض عدت من أفضل ما يمكن وصفه بالألوان المصرية, وذلك باستخدام الباستيل: الظلال المتربة للون الوردي، والنعناع الضبابي، والبلوز البحري الخفيف والبيض المغسول.
والجدير بالذكر أن المعارض الثلاثة سوف تستمر حتى يوم السادس من يناير مطلع العام المقبل.