القاهرة 11 ديسمبر 2018 الساعة 09:30 م
أكرم مصطفى
افتتح بيت الشعر بالأقصر نشاط هذا الشهر بأمسية شعرية للشاعر الكبير أحمد بخيت اليوم الإثنين 10 ديسمبر 2018 وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسن عامر منسق أنشطة بيت الشعر الثقافية.
بدأ حسن عامر الأمسية بكلمة من كلام الحكيم المصري القديم " بتاح حتب" والتي يقول فيها :إن الكلام الحسن أكثر اختفاءً من الحجر الأخضر الكريم، لكنه يوجد مع الإماء اللائي يعملن في إدارة حجر الطاحون" مستكملًا : ولأن الشعر في الشارع مثلما يقول الشاعر أحمد بخيت، هكذا يخرج الشاعر من عزلته يمشي في الأسواق، يحنو على الرصيف والنافذة، على الغيمة والحجر، لا يملك إلا أن يضيء، وليس بوسعه إلا الرجوع بجمرة الشعر، هكذا يصعد إلى الدرج الكبير ويلقي موعظته فوق ركام النهارات الممتد، ثم رحب الشاعر حسن عامر بالشاعر الكبير أحمد بخيت ضيف الليلة والذي صعد بدوره إلى المنصة محييًا الجمهور وشاكرًا لبيت الشعر دعوته الكريمة.
ثم قرأ الشاعر أحمد بخيت من قصائده المتنوعة قصيدة بعنوان :
"قَبْلَ الشَّجرةِ بِظِلٍّ"
لا أقرأُ الرملَ لكنْ أكتبُ الشَّجَرَةْ
بنتَ الغمامةِ، أُمَّ الزَّهرةِ النَّضِرَةْ
كانتْ هُنالِكَ، في الصَّحراءِ،شاخِصةً
تَبكِي، كأنَّ نَبيًّا وحْيُهُ هَجَرَهْ
تَبكي ومَرَّ يتيمٌ، مَرَّ، فالتَفَتَتْ
فكلُّ نظرةِ حبٍّ أَنْبَتَتْ ثَمَرَةْ
كانَتْ كعادتِها الخضراءِ مؤمنةً
أنَّ الجمالَ جَديرٌ بالذي نَظَرَهْ
وأنَّ غُصنًا تَوكَّأنا عليهِ عَصًا
منذُ الفراعينِ يستعصي على السحرة
وأنَّ طيرًا صغيرًا ليسَ حاشيةً
في آخِرِ السَّطرِ، قد يَنساهُ مَنْ سَطَرَهْ
ومن قصيدة أخرى بعنوان "بردية النيل"
سلامُك دامعٌ يا أُمَّ قلبي ويا مطري الذي سبقَ الغماما
كم اشتعلتْ خطاهُ إليكِ شيبا ومازال الذي يخطو غُلاما
خذي الولدَ الصغيرَ بطرفِ ثوبٍ يطامنه إذا خافَ الزحاما
أنا غيمٌ وهذا الأفقُ صحوٌ أنا صحوٌ وهذا الأفقُ غاما
كأجملِ ضالعٍ في سرِّ حبٍّ وسيمِ الحزنِ يختطفِ الوِساما
مررتُ على الحياةِ مرور يحيىَ بجفنِ أُبُوَّةٍ وهنتْ عظاما
ثم تخلل الأمسية فقرة قدمتها منة الله شعبان حيث ألقت قصيدة للشاعر أحمد بخيت بعنوان "المعتمون".
وبعد قراءة لقصائد عدة، اختتم أحمد بخيت الأمسية بقصيدة "لارا" وهي من ديوان يحمل نفس الاسم:
إنها “لارا” التي تشبهُ “لارا”
شهقةُ “التوليب” في خدِّ العذارَى
أعلنتْ للنهرِ عنْ “حنَّائها”
يا صبايا الماءِ كسِّرنْ الجرارا
ذاتَ ليلٍ ما أراقتْ شَعْرَها
في “سَمَرقَند” انتشينا في ” بُخارَى”
يوم “طروادة”لمْ تَهبط ْعلى
قمة “الأوليمبِ”فاشتقنا النهارا
قلتُ للجُندِ :استميتوا شَرفا
خلفَ هذا السورِ قد تشرقُ “لارا”
ذلك وينظم بيت الشعر يوم الأحد القادم 16 ديسمبر 2018 أمسية للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية حيث يناقش موضوع "اللغة العربية الضرورة والتحديات" يعقبها قراءات شعرية من التراث العربي للشعراء: حسن عامر، عبيد عباس، محمد المتيم.