القاهرة 11 ديسمبر 2018 الساعة 10:16 ص
كتبت : د. هـنـاء زيــادة
لا يزال الثنائي الأشهر في عالم الرسوم المتحركة «توم وجيري» يستحوذان على حيز كبير في الذاكرة، رغم مرور 80 عاماً على رؤيتهما النور لأول مرة، فلا تزال مطارداتهما مستمرة، في تأكيد لرفضهما التقاعد، فقد أنتجت مغامراتهما لأول مرة بداية من عام 1940 إلى عام 1967 للسينما، وحازت على عدة جوائز أوسكار، حيث تظهر الحلقات دوما الصراع بين القط توم والفأر جيري، ويتناول موضوع الحلقات دوما توم الذي يحاول الإمساك بجيري كي يعده كوليمة شهية ويأكله، لكن جيري يهرب دائماً ويراوغه ويقوم باستفزازه، وهو ما يدفع القط توم دائماً للوقوع في مآزق، حيث تتوالى الكوميديا والمواقف الهزلية.
رلكن هذه المطاردات وما يصحبها من مشاهد عنيفة، من خلال الإيذاء المتبادل بين توم وجيري بجميع أنواع الأسلحة تقريبا من العصا للطلقات النارية للمتفجرات للتيار الكهربي أو إسقاط أشياء ثقيلة على الرأس أو الجسم، جعلت البعض يصفونه بالعنف المفرط، لكن المدافعين عن المسلسل الكرتوني يذكرون بأنه لا يوجد دماء أو طعنات في أى مشهد من المشاهد، وأنها مشاهد للتسلية وليس العنف الحقيقي كالذي يعرض في المسلسلات أو الأفلام الأخرى، كما تلعب الموسيقى دور كبير في الحلقات فهي تضفي الإثارة والأحاسيس على المشاهد، وتزيد من كوميدية المطاردات، وهي من تأليف الموسيقار سكوت برادلي الذي أعد توليفة من موسيقى الجاز والبوب والموسيقى الكلاسيكية, وعزز دور الموسيقى غياب الحوار فشخصيتي توم وجيري نادراً ما يتكلمان.
وبالرغم من رحيل مبدعيهما "جوزيف باربيرا" و"وليام هانا" عن الدنيا، وهما اللذان قدما «توم وجيري» للمرة الأولى في السينما عام 1940م، ومنها انطلق الثنائي نحو التلفزيون، نجد أن القط توم والفأر جيري يستعدان للعودة إلى أروقة السينما مجدداً، بعد إعلان شركة «وارنر بروس» عن نيتها إعادة تقديم الثنائي بصورة جديدة بالكامل، عبر فيلم سيتم تصويره باستخدام تقنيات التصوير الحي، حيث تسير فيه على خطى تجربة «كتاب الأدغال» (The Jungle Book)، وبطله الطفل ماوكلي، والتي حققت نجاحاً لافتاً إبان صدورها في 2016، وقد اختارت وارنر بروس للفيلم الجديد المخرج الأمريكي "تيم ستوري"، والذي سيعمل في الفيلم على الجمع بين الشخصيات الكرتونية المشهورة وشخصيات أخرى حقيقية، ولضمان نجاح التجربة، يبدو أن تيم ستوري قد قرر أن يقدم «توم وجيري» في فيلمه الجديد، على أنها شخصيات صامتة، معتمداً في ذلك على إرثهما التاريخي وصمتهما الطويل في كافة الأعمال التي قدمتها بهذا الشكل، ومستفيداً بذلك من التجارب التي حاولت خلال العقود الماضية، إعادة تقديم «توم وجيري» على الشاشة الكبيرة، من أبرزها، العمل الذي قدم في 1992، ولم يحقق النجاح، بسبب إجبار الثنائي توم وجيري على الحديث فيه.
وتجنبا للوقوع في نفس الخطأ فإن الفيلم الجديد سيسند الحوارات للشخصيات البشرية فقط، على أن تتولى الشخصيات الكرتونية تنفيذ الحركات والإيماءات المطلوبة، وهو ما يعني الاستفادة من لغة الجسد، التي طالما أتقنها الثنائي توم وجيري على مدى تاريخهما، واستطاعا من خلالها أن يكسبا ود الجمهور، على اتساع شرائحه.
وقد تم رصد ميزانية ضخمة للفيلم الجديد، في وقت بدأت فيه حملات إعلانية واسعة لبث الحماس في قلوب الأطفال، وتحفيزهم لانتظار الفيلم المقبل.
جديرٌ بالذكر أن بداية تعاون "جوزيف باربيرا" و"وليام هانا" كانت في 1937 مع شركة مترو غولدوين ماير، حيث وضعا شخصية القط "توم" والفأر "جيري" وكان هانا يتولى الإنتاج أما باربيرا فيقوم بالرسم، وفازا بسبع جوائز أوسكار، وأنتجا مع التلفزيون أكثر من 300 فيلم رسوم متحركة على مدى 60 عاما.
وأنشأ باربيرا في 1957 مع وليام هانا شركة "هانا-باربيرا" للرسوم المتحركة التي أصبحت مشهورة بشخصياتها المتحركة ولاسيما "توم وجيري" و"يوجي بير" الدب و"سكوبي دو" الكلب البوليسي و"فرد فلينستون" رجل الكهف.