القاهرة 15 نوفمبر 2018 الساعة 01:46 م
كتبت : إنجي عبد المنعم
يسعى الفنان التشكيلي شعبان الحسيني إلى البحث والتجريب ليقدم أعمالا تشكيلية جديدة مختلفة تناسب روح العصر الحالي، يحاكي العصر دائمًا بكل ما هو جديد وما يميزه عن غيره من فناني جيله، ففي معرضه الأخير "فرق توقيت" المقام حاليا بقاعة "الباب سليم" بدار الأوبرا المصرية، يقدم أعمالا تصويرية أشبه بتخصصه الأساسي فن الجرافيك "الحفر"، مستخدما الأبيض والأسود كلونين أساسيين، بالإضافة إلى ألوان أخرى ذات طبيعة خاصة، دلالة للجمع بين الأحداث لثلاث توقيتات "الماضي والحاضر والمستقبل"، بالإضافة لما قدمه من مخيلته وذاكرته، وترك تكوينات وعلاقات بين شخوصه في حركة حوارية دائمة لجذب المُتلقي بإحساس قوةي نابع من داخله، للتعبير عن اختلاف الأحداث والمواقف مع مرور الزمن والشخصيات.
يضم المعرض ما يقرب من 35 عملا فنيا بمساحات مختلفة، وقال الفنان شعبان الحسيني عن فكرة المعرض: "تتلاحق الأحداث؛ تتداخل اللقطات فندرك حينها أن فروق التوقيتات قد عصفت بالتاريخ، ورسمت تاريخا آخر.. في مكان ما.. لإناس آخرين".
وقال الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، في مقدمة الكتالوج: "أعمال الحسينى تحمل طابع إنسانى مميز تحرر فيه من أى دلالات زمنية منكفئاً على الفكرة بكل تركيز .. فقناعاته أن الزمان والشخوص تتغير لكن تبقى الأحداث وتتكرر بصورة أو بأخرى .. تبقى القيم والأسس والأحاسيس لها نفس المعنى .. إنها الحياة الإنسانية بعيدا عن تصنيف أو تحديد".
ومن جانبه قال السفير يسري القويضي: "لقد نجح الفنان شعبان الحسيني في أن يستبقيني أمام كل لوحة من لوحات معرضه، لدقائق طويلة، أتأملها وأحاور نفسي حولها من حيث مضمون موضوعها، ما يهدف إليه الفنان، عناصر اللوحة، الألوان التي استخدمها، أسلوب تنفيذها, لقد شعرت أني في حضرة فنان صاحب فكر، يخاطب مشاهد من نوع خاص، وليس مشاهد سلبي يمر ببصره سريعا وينصرف".
ووصف أعمال الفنان شعبان الحسيني بأنها وثيقة الارتباط بما يحوط العلاقات بين الرجل والمرأة، والروابط الأسرية, سيجد المشاهد دوما شيئا من ذاته داخل أعمال الفنان.
وتوحي أعماله بالأمل رغم المصاعب والعقبات؛ فالفنان ينشر الرماديات في غلالات شفافة على سطح اللوحة، بما يرمز إلى أن بريق الأمل موجود ومتاح.
نحن في الحقيقة أمام مفكر, يعبر عن أفكاره بصريا بيسر وسلاسة, يستحث المشاهدين على تمحيص الأفكار وتأملها.
يذكر أن الفنان شعبان الحسيني، تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1995م، عضو نقابة الفنانين التشكيليين وأتيليه القاهرة، شارك بالعديد من المعارض الفنية منذ عام 1996، حتى وقتنا الحالي.
له عدة مقتنيات بعدة مؤسسات ثقافية، منها: متحف الفن الحديث، الهيئة العامة لقصور الثقافة، صندوق التنمية الثقافية، وقاعة إبداع، أبونتو، بالإضافة إلى مقتنيات لدى أفراد بمصر ولبنان ونيجيريا.
ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى يوم 17 نوفمبر الجاري بقاعة «الباب سليم» في دار الأوبرا المصرية.