القاهرة 15 نوفمبر 2018 الساعة 01:17 ص
كتب: محمد علي
يعتمد الفيلم التسجيلي على نقل الحياة كما هي في واقعها، لا تجميل، لا قبح أكثر مما نري حولنا، فيه يتحرك الممثلون أمام الكاميرا وهم يمارسون حياتهم الطبيعية، يكون الغرض الفيلمي بنقل تلك الحياة إليك، دونما النظر عن أهمية شعورك الدرامي بهذه الحياة.
بخلاف الفيلم الروائي، الذي ولابد له أن يندرج تحت تصنيف فني-شعوري ما. فيكون الارتكاز الرئيسي الذي يعتمد عليه بتطويع كل عناصر بناء الفيلم من ديكور واحترافية أداء تمثيلي والإضاءة، لخدمة الحالة الفنية-الشعورية التي ينشدها الفيلم ..
بأحد أحياء إقليم كالابريا، بإيطاليا؛ تدور أحداث الفيلم حول شخصية "بيو" المراهق الذي يسعي جاهدًا لأن يحقق غايته في أن يصبح رجلاً. فيقدم على تجربة كل ما يمكن أن يحقق له هذه الغاية، وما يؤهله سريعًا لطور الرجولة.
ووسط محاولاته هذه، يختفي شقيقه الأكبر، والذي كان متوليًا بعض المسؤولية لتعليمه وتأهيله لمواجهة الحياة كرجل. ولكن الاختفاء هذا كان له الأثر الخاص والاستثنائي في حياة "بيو"؛ فعندما وجد نفسه وحيدًا شعر بأهمية أن يكون مسئول في هذا الظرف الذي يتعرض له، وبالتالي عرف معنى أن يكون رجلاً حقًا.
والفيلم قد حصل على جائزة "علامة السينما الأوربية" بمهرجان كان 2017.
ومن إخراج "چوناس كاربينيانو" الذي قام بالمزج بين آليات الفيلم التسجيلي والروائي؛ وذلك من خلال اختيار ممثلين من داخل الحي الذي يقام به التصوير، والابتعاد عن فكرة الاحترافية في الأداء التمثيلي، وهذا أدى إلى ظهور أدق التفاصيل الحياتية والتي كانوا يمارسونها أمام الكاميرا بكل أريحية، مع الاهتمام بآليات الدراما في الفيلم السينمائي.
وجدير بالذكر أن عروض بانوراما الفيلم الأوروبي الدورة الحادية عشر بدأت من 7 نوفمبر وتستمر حتى 17 نوفمبر الجاري.