القاهرة 09 نوفمبر 2018 الساعة 04:50 م
كتب: محمد علي
لا شك بأننا سعداء الحظ بأن نشاهد فيلمًا لغودار بقاعات السينما. وهذا هو الدور المحوري الذي تقوم به سينما زاوية المسئولين عن تنظيم وإدارة البانوراما.
منذ أكثر من ثلث قرن وتحديدًا منذ فيلم "ثورة حتي النصر، هنا وهناك" والذي تناول فيه غوادر القضية الفلسطينية، يعود بفيلم "كتاب الصور" والذي عرض ضمن فاعليات مهرجان كان فى نسخة العام الجاري، وقد نافس على جوائز السعفة الذهبية، وهو يتناول القضية العربية الراهنة في ثورات الربيع العربي وتداعيتها.
والفيلم مكون من خمس فصول يحكي من خلالهم قصة إمارة عربية تحاول التمرد على واقعها الذي حرمها من عوائد النفط، ويشير غوادر بأن الفصول الخمسة تعد مقدمات للفصل الأساسي الذي يروى قصة تلك الإمارة، معتمدًا على الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية بالإضافة لبعض اللقطات الفيلمية المأخوذة من افلام مخرجيين عرب بارزين، والاقتباسات العديدة لكتاب ومفكرين وسينمائيون.
حتي أنك في بعض اللقطات لا تستطيع أن تتعرف على صاحب المقولة هذه أو مكان التقاط الصورة الفوتوغرافية تلك، أو حتي لأي فنان هذه اللوحة، وذلك باستخدام تقنيات المونتاج المختلفة التي أضافت على الصورة بعض من الغرابة ببترها دون تحديد معين لبداية اللقطة ونهايتها، مما يجعلها في كثير من الأحيان أقرب الأشكال للفنون التشكيلية أو الموسيقية؛ منها إلي وسائل مونتاج السرد السينمائي فتصبح الصور والكلمات بمثابة خطوط تناقش مسئولية الغرب فيما يحدث بالشرق الأوسط وبالشأن العربي تحديدًا وما يحدث به من قضايا عنف.
وبغير ذلك، عدا أهم ما ميز الفيلم هو انشغال غودار مجددًا بالشأن العربي، ومحاولته لتفكيك نقدي للخطاب الغربي الحالي تجاه العنف الذي يتعرض له العرب سواء من خلال سلطاتهم او بفرض الهيمنة الغربية، وذلك بمقاربة سينمائية جديرة بإثارة جدل جديد كعادة سينما غودار.
الجدير بالذكر أنه بدأت عروض بانوراما الفيلم الأوربى يوم الأربعاء الموافق 7 اكتوبر 2018 وتستمر حتى البانوراما 17 نوفمبر.