القاهرة 09 نوفمبر 2018 الساعة 04:40 م
كتب: محمد علي
في العلاقات الأسرية دائمًا ما توجد مشاعر لا نفصح عنها، وذلك على حد سواء فيما بين الحب والكره. نظل على كتمان تلك المشاعر تجنبًا لنزع فتيل المواجهة؛ بتفجير الصرخات في وجوه الآخرون والخوف من عدم القدرة بالسيطرة على الوضع، وما سوف يترتب عليه من انهيار لهذه العلاقة الطبيعية.
سوناتا الخريف، إحدى روائع انجمار بريجمان المخرج السويدي. يبدأ الفيلم بقدوم الأم شارلوت للذهاب إلى منزل ابنتها الكبيرة إيفا، وهذا بعد لقاء أخير كان منذ سنوات عديدة "كما يتضح من سياق الفيلم" وكعادة سينما بريجمان لا توجد مفاجأة لأي منهم عند التلاقي، حتي أن أي منهم لم يتطرق بالحديث عن شأنه الحالي، وبالطبع لن تتحدث الأم حول منزل إيفا الابنة. هناك فقط الاعتراف.
ومن خلال الاعترافات هذه، يناقش معنا بريجمان موضوع "سلطة الموقع" داخل إطار اجتماعي بين أم وابنتها التي تفرض نفسها دائمًا، بأن يمسك أحدًا ما بأذرع السلطة المركزية منفردًا وعلى إثر ذلك تكون خاضع بالضرورة ضمن نطاق هذه السلطة، فَيسلب منك ارادتك وتصبح غير قادر على مجرد الإعلان عن رأيك، وذلك بسبب الخوف الذي يلازم التفكير بالإفصاح عن رأيك وما سوف يترتب عليه؛ والذي هو بشكل مسبق مخالفًا.
وعندما تثني للأم وابنتها تلك اللحظة المثالية، والتي تأتي في ساعة راهنة، يقوم كل منهم بالإفصاح عن أسرار مشاعرهم والتي طالما شعروا بها تجاه بعضهم البعض. حتي أن فقدت السلطة سلطتها واصبح كل منهم متساوي الحق في حرية الرأي وقد اصبحا قادرين على تحمل عبء النتائج التي تترتب على ذلك الصراع.
فيلم سوناتا الخريف ضمن أفلام بانوراما الفيلم الأوروبي فى دورته الحادية عشر، والتى بدأت عروضها يوم الاربعاء الموافق السابع من اكتوبر، وذلك بتقديم 10 أفلام بسينما كريم والزمالك، ومن المقرر أن تستمر حتى 17 نوفمبر2018.
.