القاهرة 25 اكتوبر 2018 الساعة 12:42 م
حاورتها: إنجي عبد المنعم
إيمان الباز فنانة تشكيلية مصرية، ولدت عام 1968، حصلت على ماجيستير الفنون الجميلة عام 2002، وشاركت في العديد من المعارض الفنية الجماعية والفردية منذ عام 1989 حتى وقتنا الحالي، ومنهم:
المعارض الشخصية: معرض بساقية الصاوي 2004، معرض مصاحب للصالون الثقافي للدكتور خليل فاضل 2005، معرض بمركز رامتان الثقافي- متحف طه حسين 2005، معرض بأتيليه القاهرة 2008، معرض بالهناجر 2015.
المعارض الجماعية: معرض بالمجلس الأعلى للثقافة 1989، معرض الجمعية الأهلية للفنون الجميلة 2004، معرض بالهناجر 2016، معرض بقاعة صلاح طاهر 2016 و 2017، معرض بمركز محمود سعيد بالإسكندرية 2018.
ولها مقتنيات رسمية بمتحف الفن الحديث، ووزارة الثقافة، ومقتنيات خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ومصر.
التقت "مصر المحروسة" بالتشكيلية إيمان الباز على هامش معرضها الأخير "نقوش .. على جدران الذاكرة" المقام بقاعة الباب، وكان لنا معها هذا الحوار..
من هي إيمان الباز كإنسانة قبل أن تكون فنانة.. بداياتك الإنسانية والفنية إلى وقتنا الحالي؟
إيمان الباز الإنسانة هى مزيج من مشاعر وأحاسيس تتفاعل بكل ما يحيطها وتتأثر به.. ومن المؤكد أن لوالدي أثر كبير فى تخليق شخصيتى, فالحقيقة إنى سعيدة الحظ أن وهبني الله أمى وأبى شخصيتان مليئتان بالأحاسيس والحب والتفاني, فكون أمي فنانة خريجة كلية التربية الفنية جعلني أتأثر وأحب هذا المجال منذ الصغر, وبالرغم من كون أبي طبيب إلا أنه كان متذوقا للفن وملئ بالأحاسيس والمشاعر الجياشة، فأصبحت إيمان الفنانة لأن الفن ما هو إلا مزيج من مشاعر رقيقة وتكنيك وإسلوب فنى مميز.
في الحركة الفنية، هل كانت لديك مرجعية معينة؟
فى الحركة الفنية مرجعيتى هو كثرة المشاهدة, سواء لأعمال الرواد أو متابعة الحركة الفنية المعاصرة وكثرة المشاهدة لأنها تثري العين والعقل، ومجموع هذه المشاهدات هو المرجعية المؤكده لأعمالى.
هل تؤمنين بأن للفن رسالة.. ما رسالته في يومنا هذا؟
من المؤكد أن الفن رسالة.. ورسالته الأبدية هي تذوق الجمال.. أعتقد أن هذه أهم رسائله عندما يقدم الفن كما ينبغي، وأنه سيتيح لأفراد المجتمع الارتقاء بالذوق فى العموم وعندما يرتقى الذوق العام يرتقى الأفراد بفكرهم وأخلاقهم، والعكس؛ فالمجتمعات التى يختفي فيها الإحساس بالجمال تميل إلى الهمجية بمعنى آخر الفن يساوي الارتقاء والحضارة لأى مجتمع.
إلى جانب الرسم هل لكِ اهتمام بفنون أخرى، قولي لنا شيئاً عن هذا التخصص؟
فى الحقيقة الفن كان هوايتى فى السابق، وأصبح عملي الذي أعشقه بعد ذلك، وأحب أيضا القراءة للشعر وللقصص الأدبية وبعض الكتب الأدبية.. وأيضا أحب الكتابة فهي بشكل أو آخر نوع من تفريغ للشحنات وللطاقات.
ما الأسلوب والمدرسة التي تتبعينها في أعمالك؟
لا يستطيع الفنان أن يصنف نفسه فى مدرسة معينة إنما قد يستطيع الناقد أو ربما المتذوق القيام بهذا التصنيف, وأيضا لأن الفنانين حاليا يتأثروا بالعديد من مدارس الفن القديمة، ولكن تخرج أعمالهم بعد ذلك كمزيج من هذه المدارس ولكن بأسلوب فني يخص كل فنان على حدة, وبالتالى فإني قد تأثرت بجميع من سبقوني من فنانين عالميين ومحليين وبنتيجة هذا المزيج من الفنانين المختلفين سواء فى مدارسهم أو فى أسلوبهم.
بهذه التجربة نرى أن أعمالك لها بعد فكري وفلسفي، ما هو؟ وهل تلقى إقبالاً من الجمهور؟
فى أغلب الأحيان يغلب بالفعل على أعمالي طابع فلسفي, فقد كانت تجربتي السابقة قبل المعرض الأخير تناقش هل نحن مخيرون أم مسيرون, بمعنى أن كلا منا له قيوده الخاصة به التي تقيد تصرفاته سواء كانت قيود داخلية صنعها الإنسان لنفسه أو قيود مجتمعية فرضتها العادات والتقاليد.
جمع معرضك الأخير "نقوش" بالألوان الساخنة والباردة.. لماذا هذا الدمج؟
المزج فى المعرض الأخير بين الألوان الساخنة والباردة كان لإظهار الشحنات العاطفية التى تعبر عنها هذه المرحلة, فالألوان الساخنة تعبر عن الفرحة والمرح وهو ما يميز مرحلة الطفولة، أما الألوان الباردة فكانت مهمة فى جزء من اللوحات حتى تعطي إيحاء بالماضى أو بالقدم؛ لأن هذه المشاهد مستحضرة من الماضي وذكريات الطفولة.
حديثنا عن طفولتك... وهل لها دور وأثر في تجربتك الأخير؟
أعتقد أن لطفولتى أثر كبير ظهر فى تجربتى الأخيرة, و لم يكن ظهور متعمد بقدر ما ظهر بشكل عفوي جعل العديد ممن شاهدوا اللوحات الأخيرة يقروا أنه من المؤكد أنى استمتعت بمرحلة الطفولة.
كيف ترين الحركة التشكيلية المصرية حاليا؟
أعتقد أن الحركة التشكيلة جيدة جدا عندما أتحدث عن وجود فنانين متميزين يمتازوا بتقنيات وأساليب فنية مختلفة، أما عندما نتحدث عن اهتمام المشاهد بالحركة الفنية فالحقيقة إننا مجتمع –وللأسف- لازال بعيد عن تذوق الفن وطبعا لا أعمم، ولكن الغالبية لا تستسيغ أو لا تعطي الفن والحركة التشكيلية الاهتمام أو العناية الكافية أو التى تستحقها هذه الحركة من اهتمام.