القاهرة 25 سبتمبر 2018 الساعة 02:15 م
كتبت : نهاد المدني
تصوير طارق الصغير
برعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، وقطاع شؤون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال, أقيم اللقاء الشهرى لملتقى الهناجر الثقافي تحت عنوان “السوشيال ميديا وحرب الشائعات” وذلك أمس الاثنين، بمركز الهناجر للفنون واستضاف الملتقي الدكتور هشام عزمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والإعلامى جمال الشاعر، وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتورة نسرين البغدادى، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية والإعلامية رشا نبيل من التليفزيون المصرى.
وتخلل اللقاء باقة من الفقرات الفنية لمبدعي فرقة “غنا مصرى” بقيادة المايسترو محمد باهر، بالاشتراك مع المطربون، رباب ناجى, ماهر محمود، مصطفى سامى الذين أمتعوا الحاضرين بأصواتهم العذبة، وقدموا لجمهورهم باقة من أشهر أغنياتهم الدينية والتراثية, وأدارت الملتقى الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقي التى بدأت الحديث قائلة: إن الشائعات كانت بالبداية أحد وسائل التسلية, ولكن التطور التكنولوجى جعلها إحدى أسلحة حروب الجيل الرابع، واستخدمت الشائعات بأشكال متعددة؛ فاستخدمت مثلا ضد االمشاهير من الفنانين فى إطلاق شائعات الزواج والطلاق والوفاة.
وتحدث الإعلامى جمال الشاعر قائلا: لدينا مشكلة حقيقية وهو افتقادنا للتواصل بين الأجيال، هناك علم يسمي الإدراك بالروح، وعدم الاعتماد على التكنولوچيا دون تفكير، وطالما لا يوجد قانون لتداول المعلومات، لن نستطيع التواصل مع الرأى العام، فلابد من وجود معلومات ووجود أحزاب؛ لنستطيح إقامة حوار مجتمعى لا يحمل سمة العنف، ومازال العديد من الصحفيين يصرون على الإصدار الورقى رغم سيطرة الإصدارات الإلكترونية حتى فى جرائد عالمية مثل “واشنطن بوست”، لذا فقد أصبحت معلومات السوشيال ميديا هى المصدر الأول للرأى العام، ويجب أن نبحث عن مصدر الخبر، والمستفيد من الخبر حتى نفرز الخبر الحقيقي من الشائع وليس الحل فى إلغاءها، ولكن فى عمل حراك مجتمعى يسمح بتداول المعلومة، وخطورة شائعات السوشيال ميديا هو شيوع حالة من الإحباط، ويجب علينا فى الإعلام بث الطاقة الإيجابية. وأختتم كلامه بإلقاء أحدث قصائده ” أعظم انجازاتك”.
وقال د. هشام عزمى لاشك أن هناك تحولات جذرية حدثت فى الشارع المصرى بعد ثورة يناير التى بدأت ربيعا وتحولت خريفا، وأضاف: الشائعات والسوشيال ميديا أخطر شئ على المجتمع المصري، والشائعات أنواع متعددة ومختلفة قد تكون نابعة من رغبات أو ناتجة عن خوف وكمثال فى عام الزلزال الذي انتاب مصر ظهرت شائعة مضمونها أن غدا نهاية العالم، ولم تكن السوشيال ميديا قد ظهرت بعد، والشائعات من أهم أسلحة حروب الجيل الرابع، وعندما يختلط ذلك بوسيط له قدرة هائلة على الانتشار مثل الفيس يوك الذى يستخدمه أكثر من 35 مليون شخص في مصر، ونحن لنا خصوصية شديدة فى التعامل مع السوشيال ميديا فنحن نطرح معلوماتنا وصورنا الشخصية دون أى حذر، بالإضافة إلى نشر أماكن تحركاتنا عبر الفيس بوك، ونحن لم نتعود على أن نتحقق من المعلومات التى يتم نشرها على الفيس بوك، رغم أن الله سبحانه وتعالى أعطانا آية تحذرنا من الشائعات “يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، أن تصيبوا قوما بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”
وقالت د. نسرين البغدادي : أن الجمهور يقبل دائما على الفن الجيد والدليل نجاح عروض مثل “الملك لير” و”الناس اللى فى التالت” وغيرها، وأحب أن أنوه على أن الصين مثلا ليس لديهم فيس بوك, ولكننى أرى أن الفيس بوك له جانب إيجابى، فهو منبر أطرح فيه آرائى ووسيلة اتصال لمعرفة الأخبار وكل ما هو جديد، فهناك العديد من التطبيقات الخاصة بالصحف، ولكن متى يكون الأمر خطرا، عندما يترك الطفل والمراهق مستخدما له دون رقابة، لكن هذا الجيل صار أكثر استيعابا للانترنت منا، ويجب أن نعرف أن السوشيال ميديا ليست كلها شر فهى جعلتنا نطلع على أحدث المخترعات عالميا، ونتعلم أشياء عديدة تسهم فى رفع الوعى لدينا.
وقالت الإعلامية رشا نبيل: انتشار الشائعات وراءه غياب المعلومة، لأننا نظل كرأى عام مصري نلهث وراء المعلومة، وإذا لم نملأ الوعاء بالمعلومات الصحيحة فسيمتلئ بالشائعات، لذلك فنحن أمام مهمة صعبة وهى البحث عن معلومة، دائما أقول إذا ما قتل الإعلام فما هو البديل، ونحن نفتح عيوننا لنسأل عن الأخبار وأصبحنا غالبا نستقى المعلومة عبر السوشيال ميديا، ولم نعد نأخذ معلوماتنا عن طريق وسائل الإعلام المعتادة، ونحن فى حاجة لنطور آلياتنا الإعلامية، ليعود الناس للمعلومة من مصادرها الإعلامية المعتادة بعيدا عن السوشيال ميديا، ويجب على كل مسئول أن يتواصل مع وسائل الإعلام ويتحدث للرأى العام ليفسر لهم كل شيئ، قبل خروج الشائعات كمثال تلك الشائعة التى روجت وتقول أن الحكومة ستضع مادة فى الخبز تؤثر على الإنجاب! وكان يجب على وزير التموين سرعة الرد عليها.
واختتم اللقاء بعودة الغناء على المسرح وقدمت عدة أغاني مميزة من التراث.