القاهرة 18 سبتمبر 2018 الساعة 10:54 ص
طلعت رضوان
كان علم المصريات حكرًا على الأوروبيين بعد حل رموز اللغة المصرية القديمة بفضل شامبليون وغيره من علماء اللغويات والمصريات، بعد ذلك تعلــّـم كثيرون من العلماء الأوروبيين تلك اللغة، فنجحوا فى قراءة البرديات والنقوش على الجداريات، أمثال برستد (الأمريكى) وأدولف إرمان (الألمانى) ونوبلكور(الفرنسية) إلخ..وكان من العار أنْ يظل علم المصريات حكرًا على الأوروبيين (مع الاعتراف بفضلهم) ومن هنا كانت أهمية أنْ يهتم بعض المصريين بتعلم اللغة المصرية القديمة، وكان من بينهم العالم الكبيرسليم حسن.
فى ترجمته لبعض الأناشيد الدينية، ترجم نشيد إلى (مين– حور) وهذا نص النشيد:
إني أعبد (مين) وامتدح (حور) الرافع ساعده..
الثناء لك يا (مين) فى ظلماته.. أنت صاحب الريشتيْن المُـبجلتيْن ..
يا ابن أوزير.. ومن وضعته إيزيس المقدسة ..
العظيم فى معبد (سنوت) فى إخميم .. وصاحب السلطان فى (إبو) فى إخميم ..
أنت يا (حور) الشجاع يا رب القوة الذى يعرض (الصمت) على الأقوياء ..
وملك كل الآلهة .. كثيرالعطور.
وفى نشيد آخر بعنوان (إلى مين– آمون) كتب سليم حسن مقدمة لهذا النشيد، فذكر أنه موجود على قاعدة تمثال تـمّ العثورعليه فى الدير البحرى، وقد برهن سليم حسن فى كتابه (الأناشيد الدينية فى عهد الدولة الوسطى) على أنّ هذا النشيد كان ضمن رواية قديمة لأنشودة (آمون رع) العظمى المكتوبة على بردية بولاق، ويرجع عهدها إلى عصرالأسرة السابعة عشرة، أوباكورة الدولة الحديثة, وبعض عبارات النشيد وردتْ فى أناشيد (أخناتون) ويعتبرها العلماء تجديدًا لم يُـعرف قبل عهد هذا الملك (أخناتون) الزائغ, وأنّ (آمون) لم يكن إله (طيبة) إلاّ صورة من الإله (مين) الذى كان يُـعبد فى بلدة (قفط) التى لاتبعد كثيرًا عن (طيبة) .
نص نشيد (آمون رع) :
الحمد لك يا (آمون رع) رب (الكرنك) الذى يُـسيطرعلى (طيبة) ثور أمه والأول فى حلقه.
وكتب سليم حسن فى الهامش ((الشمس زوجة إلهة السماء، وفى الوقت نفسه ابنها بوصفه شمس اليوم التالى، وهوكثور يُـسيطرعلى الحقل حيث يوجد المرعى, وعلى ذلك فهو يُسيطركذلك على السماء)) بعد هذا الهامش جاء فى نص البردية:
واسع الخطى .. والأول فى مصرالعليا .. رب أرض النوبة .. وأمير(بونت)
أكبرالأجسام السماوية .. وأسنْ من فى الأرض .. رب الكائنات الذى يسكن فى كل شىء.
الوحيد فى طبيعته .. بين الآلهة .. وثورتسعة الآلهة .. الطيب .. ورئيس كل الآلهة..
رب الصدق .. ووالد الآلهة الذى خلق بنى الإنسان .. وسوّى الحيوان..
رب كل الكائنات الذى يخلق شجرة الفاكهة والذى من عينه خرجتْ الأعشاب التى تــُـزوّد الماشية..
وهوالصورة الجميلة التى سوّاها (بتــّـاح) والشاب الجميل المحبوب الذى تــُـثنى عليه الآلهة..
وهوالذى خلق من هم أسفل ومن هم أعلى (أى الناس والنجوم)
والذى يُـضيء الأرضيْن .. وهوالذى يخترق القبة الزرقاء فى سلام .. ملك الوجه القبلى والوجه البحرى..
رئيس رؤساء الأرضيْن .. عظيم القوة .. الرئيس الذى يبعث على الاحترام .. ومن تبتهج الآلهة بجماله .. وهوالذى يُـقـدّم له الثناء فى (البيت العظيم)
(البيت العظيم: اسم محراب يرجع تاريخه إلى عصرما قبل التاريخ بالوجه القبلى, ومكانه (هيراكنيوليس/ الكاب حاليـًـا) ثم يستمرالنشيد:
ومن يحل الآلهة شذاه حينما يأتى من بلاد (بونت) الأميرعظيم الشذى.
ومن تسجد عند قدميه الآلهة حينما يعرفون أنّ جلالته هوسيدهم، وخالق الطعام لكل الناس ..
يا خالق الآلهة .. ورافع السماوات .. وباسط الأرض.
المقطع الثانى من النشيد:
أنت يا من استيقظ مع (مين آمون) يارب الأزلية .. وخالق الأبدية .. والرب المُـسيطرعلى التاسوع.
صاحب الذيل المستعار .. حسن الوجه .. رب التاج "وررت" (أى العظيم) طويل الريشتيْن .. ومن له شريط جميل وتاج أبيض عالٍ .. ومن على جبينه (الصل/ محنت) ومن شعره العطر .. ومن يحمل التاج المزدوج .. ولباس الرأس .. والتاج الأزرق .. حسن الوجه .. الذى يتسلم التاج (آتف) ومن يحبه تاج الوجه القبلى وتاج الوجه البحرى .. رب التاج المزدوج .. الذى يتسلم الصولجان (آمس)
الأمير الجميل الذى يظهربالتاج الأبيض .. رب الأشعة .. خالق النور .. الذى تــُـقـدّم له الآلهة الثناء .. والذى يمد يده (أى أشعة الشمس) لمن يحبه ..
الحمد لك يا رع يا رب إلهة الصدق (ماعت) يا أيها الإله (خـِـبر) {أى إله الشمس فى الصباح} فى سفينته .. والذى يلفظ الكلام وبه يخلق الآلهة .. أنت يا (آتوم) خالق الإنسانية ومُميـّـزأخلاقهم .. وبارىء الحياة .. والذى فصل الألوان .. اللون الواحد عن الآخر..
وسامع التضرعات .. وشفيق القلب عندما يُـناديه الإنسان..
من يـُـنجى الخائف من الظالم .. والقاضى بين التعس والقوى..
رب العظمة ومن فمه السلطة .. يا من يأتى النيل الحلوحبـًـا فيه .. الآلهة تبتهج بجماله..
هوالذى يجعل كل العيون تتفتــّـح .. وكرمه يخلق النور..
المقطع الثالث من النشيد:
إيه يا رع المُبجــّـل فى الكرنك؟ ومن يظهرعظيمًا فى بيت (بن– بن) يا صاحب عين شمس ..
أيها الملك .. رب كل الآلهة .. والصقرفى وسط الأفق ..سيد بني الإنسان .. اسمه غنى عن أولاده .. باسمه (آمون/ الخفى)
الحمد لك .. يا حـَـسن الحظ .. يا رب السرور ..ا لقوى فى طلعته .. رب التاج الأبيض..
الآلهة تعشق التأمل فيك .. حينما يكون التاج المُـزدوج على جبهتك..
حبك منتشرفى كل الأرضيْن .. وأشعتك تــُـضيىء فى العيون..
إنها نفحة للإنسانية عندما تــُـشرق .. والوحوش تتباطأ حينما تــُـضيىء..
إنك محبوب فى السماء الجنوبية .. ولطيف فى السماء الشمالية (أى سكنى الآلهة)
جمالك يأسرالقلوب .. والقلب ينسى حينما ينظرالإنسان إليك..
إنك أنت الواحد الأحد لاغيره .. المُـنقطع النظير .. المُــتربع فى طيبة .. وأول تاسوعه .. والذى يعيش يوميـًـا على الصدق..
يا ساكن الأفق ويا حورالشرق .. والصحراء تــُـخرج له الذهب والفضة واللازورد حبـًـا فيه .. وكذلك العطروالبخور ..
يا آمون رع .. يا رب الكرنك .. المُــتربع فى طيبة..
المقطع الرابع من النشيد:
أنت أيها الإله الأحد بين الآلهة .. المُــتعـدّدة أسماؤه .. التى لا يُـعرف لها عدد..
المُـشرق فى الأفق الشرقى .. والغائب فى الأفق الغربى .. المولود مُـبكرًا كل صباح..
الإله (تحوت) يرفع عينيه .. ويُـبهجه بسموه .. والآلهة تتمتــّـع بجماله..
رب سفينة الليل وسفينة الصباح اللتيْن تسبحان فى (نون) {أى المحيط الأزلى، وأحيانــًـا ترد بمعنى المحيط السماوى} من أجلك فى سلام ..
بحارتك تفرح حينما يرون كيف هزمتَ عدوك (أى الثعبان عدوالشمس) وكيف قطعتَ أوصاله .. إنّ عين شمس منشرحة لأنّ عدو(آتوم) انهزم .. وطيبة مسرورة .. أنت أيها الإله الواحد العادل .. رب طيبة .. باسمك خلقتَ العدل والحق ..
يا خالق جميع الناس .. وبارىء كل كائن .. باسمك يا (آتوم خـِـبر) أيها الصقرالعظيم .. الذى يجعل الإنسان مُـبتهجـًـا..
يا من تــُـعشــّـش قلوب الناس حوله .. والذى سمح لبنى الإنسان أنْ يخرجوا منه..
الحمد لك يا (آمون رع) يارب الكرنك الذى تــُـحبُ مدينته إشراقه.