القاهرة 13 سبتمبر 2018 الساعة 11:44 ص
أكرم مصطفى
ناقش بيت الشعر بالأقصر مفهوم الشعرية في الأدب العربي الحديث أقام بيت الشعر بالأقصر اليوم الأربعاء 12 سبتمبر 2018 ندوة نقدية حول "مفهوم الشعرية في الأدب العربي الحديث" حاضر فيها الشاعر والباحث الضوي محمد الضوي المدرس المساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنيا، وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر الذي رحب بجمهور بيت الشعر وبضيف اللقاء الدكتور الضوي محمد الضوي، ثم قرأ من سيرته الأدبية : الضوي محمد الضوي شاعر وكاتب وباحث حاصل على ليسانس الآداب بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف الأولى 2010، كما حصل على درجة الماجستير في فلسفة الأدب العربي الحديث بتقدير ممتاز عن رسالته" صورة الولي في الرواية العربية المعاصرة" 2015، وهو أيضًا محرر في مجلة فصول النقدية التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، له عدد من الأبحاث النقدية المنشورة في الكتب والدوريات، حصل على عدد من الجوائز العربية والمحلية منها : جائزة الشارقة للإبداع العربي الإصدار الأول عن مسرحيته الشعرية "في حضرة الحيرة" 2013 وحصل فيها على المركز الأول، كما حصل مؤخرًا على جائزة المجلس الأعلى للثقافة المركز الأول عن ديوانه المخطوط "كان لي خيل فذابت" كما صدر له أربعة دواوين شعرية كان أحدثها " ابن الوقت " عن دار عابر للنشر والتوزيع يناير 2018، تم تكريمه في ملتقى الشارقة للشعراء الشباب العرب 2010، كما حصل على جائزة بهاء طاهر وجائزة هيئة قصور الثقافة، وجائزة المعهد الألماني "جوته" ضمن أفضل خمسة عشر كاتبًا شابًا للقصة القصيرة 2014.
بدأ الضوي المحاضرة متحدثًا عن أهمية موضوع الشعرية في النقد العربي والغربي على حد سواء، مشيرًا إلى أن فهم جوهر الشعرية يعين على استجلاء خصوصية النص الشعري، وفهم جمالياته الكامنة في النوع الشعري خصوصًا وفي الأنواع الأدبية المختلفة بشكل عام. ثم تحدث عن مفهوم الشعر عند النقاد العرب القدامى بدايةً من ابن طباطبا العلوي في كتابه "عيار الشعر" مرورًا بكتاب "نقد الشعر" لقدامة بن جعفر، وغيرهم من النقاد القدامى وصولًا إلى عبد القاهر الجرجاني الذي اقترب مفهوم النظم عنده من مفهوم الشعرية عند النقاد الغربيين في العصر الحديث كثيرًا، إذ قام مفهوم النظم على تعالق المكونات الشعرية وتراكبها بعضها ببعض، حيث لا يمكن القول ببطولة أحد مقوماتها دون الآخر، بل تتأتى الشعرية ومن ثم النظم من العلاقات القائمة بين الألفاظ والألفاظ، وبين الألفاظ والمعاني، وبين المعاني والمعاني، بحيث تكون تلك العلاقات منظمة ومتماسكة، وهذا هو مفاد النظم ومن ثم مفاد الشعرية. ثم انتقل الضوي للحديث عن مجهودات "فرديناند دي سوسير" مؤسس علم اللغة الحديث التي أثرت الواقع النقدي واللغوي الأوربي، ونشأت على إثره إسهامات الشكلانيين ومؤسسي حلقة براغ والبنيوية وغيرها من المناهج والمدارس النقدية التي قامت بالإساس على تحليل النصوص الأدبية انطلاقًا من بنيتها اللغوية. ثم استكمل الكلام عن تعريف "يان موكاروفسكي" للشعرية بأنها "نظرية تهتم في المقام الأول بوجوه الاختلاف بين اللغة المعيارية "لغة الكلام العادي" واللغة الشعرية، وأن اللغة الشعرية تنشأ من الانتهاك المنظم لقوانين اللغة المعيارية، ووظيفة اللغة الشعرية تكمن في الحد الأقصى لأمامية القول دون آليته. كما عرَّج على مجهودات "رومان ياكبسون" و "تودرورف" و"جان كوين" في تعريف الشعرية التي هي جوهر الشعر ودعامته الأهم، ثم فتح الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر باب المداخلات التي جاء معظمها حول التفاوت المتوقع في الخصائص الصوتية بين اللغة العربية واللغات الأخرى، إذ تقوم الوظيفة الشعرية في رافدها الصوتي على هذه الخصائص، كذلك حول الرافد الدلالي للوظيفة الشعرية "الجماليات البلاغية من مجاز وتشبيه وكناية واستعارة" ومدى تمايزها في الشعر العربي عن مثيلاتها في الشعر الغربي وعن الأصول العربية لقصيدة النثر التي صنفها جون كوين تحت ما يعرف بالشعر الدلالي
وفي الجزء الأخير من الأمسية استمع الجمهور للضوي محمد الضوي شاعرًا حيث أنشد من شعره:
وأشدُّ عذابِ اللهِ .. الذكرى!
وأشدُّ عذاب اللهِ بقاءُ الواحد منّا
كاللبنِ المسكوب
على طاولةٍ مهجورهْ
ليس يُرَادُ لِيُشْرَبَ ..
ليس يُرَادُ ليبقى
محضَ بياضٍ
تنهشُهُ العزلةُ
في فوضى ألوانِ الصورهْ
وأشدُّ الشرخِ
إذا نالَ القلبَ فسرّبَ منه الماءَ
وماتت بالظمأ ورودٌ كان يربيها الحبُّ
على صوتِ أمانيهِ المكسورهْ ..!
ومن قصيدة أخرى بعنوان "صدفةً في صباحٍ جميل"
في الصباح أجيئ
وأحملُ قلبَكِ من إبطيهِ
لأعبر بِرْكَةَ ماءٍ
نمتْ فجأةً في الطريق..
لكيلا تطالَ المياهُ مع الركضِ فستانَكِ الرحبَ
أحملُ قلبَكِ خوفًا
وأركضُ كيلا تراكِ ورودُ البراري هنا فتحبَّكِ
كيلا تحبّكِ نحلاتُها والبلابلُ
كيلا يحبّك سُهْدُ الشبابيك
في كل حيٍّ سأركضُ
حزنُ الخيولِ .
. صراخُ المجاذيبِ من شهقةٍ أطلقوها
وباحوا ..