القاهرة 04 سبتمبر 2018 الساعة 10:25 ص
حسين عبد العزيز
تقول التجربة, أن العين الثالثة هى الأكثر خبرة ودراية بمجرات اللعب فى مباراة الشطرنج أى أن الشخص الثالث والجالس يشاهد ويراقب مباراة شطرنج يكون أكثر علماً بالمباراة من ناحية نقاط الضعف ونقاط القوة ولديه الاستعداد للفوز .. أو تحويل الهزيمة إلى فوز.
- ومن هنا نفهم أن إقصاء العين الثالث من مكانها الطبيعى يسبب ضرر كبير بالمجتمع وهذا الضرر واضح أمامنا فى كل ما يحدث لنا وفينا.
- فى الماضى كانت لمصر ثلاثة عيون ترى بها الأحداث ونقرأ من خلالها مجريات الأمور فى الماضى والحاضر والمستقبل (عين الفن وعن طريق تلك العين تسيطر أمريكا على العالم وكانت مصر تؤثر فى العرب بالموجب, عين الطرب يحاول وتعمل بعض الجهات على إفساد ذوق شباب مصر عبر أغانى فجة صنعت من أجل الإفساد, عين فكر هى العين الوحيدة التى مازالت تعمل بكل قوتها كما كانت فى جميع فترات حياة مصر منذ الرواد الكبار الإمام محمد عبده , الأفغانى, أحمد لطفى السيد, لآخر تلك الكوكبة لذا فهم -أى الفئة المندسة- تحاول قتل الفكر لكى يسهل التحكم فى مصر وتبقى لعبة فى يد من يود أن يلعب؟)
- ومن هنا كان لنا تأثير كبير على جميع الدول العربية وغير العربية وكان المصرى يحترم ويأخذ حقه لكونه مصري, أى أن المصرى فى تلك المرحلة كان مواطن حماية .. مداخلة بسيطة لكن توضح المعنى المراد إيجاده عندما كنت فى أحد البلاد العربية الصحراوية .. ذهبت إلى فرن العيش لكى أشترى خبزاً فوجدت الفرن خالى من الزبائن فقلت للشاب الذى يبيع الخبز (العيش) بجنية عيش بسرعة لو سمحت يا كابتن .. فرد بقوله حاضر, وأتى بالعيش وقدمه لى وأخذه ثم قدمت له الجنيه وقلت له فى استغراب أنت فهمت كلامى إزاى وأنا بتكلم بالمصرى فرد عليا بلهجة مصرية صرف مش احنا بنشوف المسلسلات وأفلام المصرية..)
- اكتب تلك المداخلة لأوضح مدى أهمية وخطورة القوى الناعمة المصرية التى كانت فقد فقدت الأفلام والمسلسلات المصرية بريقها بسبب الحديث منها, فلم يعد لها قوى ولا تأثير فى المصريين والعرب بالموجب وإنما المنتج حالياً يؤثر بالسالب ويقدم صورة سلبية عن مصر والمصريين, وكذلك الأغنية المصرية التى تعرضت لهجمة شرسة لقتلها بالتحريم والتقليل من شأنها, حيث كان الحديث عن حرمانية الغناء يدور كل يوم, أما الآن عندما انتقلت صناعة الكلمة واللحن والغناء من مصر إلى دول الصحراء توقف الحديث عن حرمانية الغناء..
- ولم يبق من قوى مصر الناعمة والتى مازلت تحافظ على مصر مستقبلها وحاضرها وماضيها أعنى هنا بالقوى الناعمة الباقية.. وهى بالقوى الفكرية والثقافية لمثقفي مصر.
- لذا فقد توجه الهجوم إلى ما تبقى من قوى مصر الناعمة, وما تبقى لدى مصر هو المثقف وناتج عمله (فكره) والمفكر بعكس الطبيب والمدرس والشيخ ورجل السياسة, حيث أن هؤلاء لا يجب أن يقعوا فى خطأ ودائما بيعملوا فى حرص وتأن؛ لأن الخطأ نتائجه كارثية, انظروا إلى 5 يونيه 67 وما حدث فيها من أخطاء مازالت نتائجها مستمرة إلى الآن, أخطاء الطبيب فى حجرة العمليات نتائجها كارثية, وخطأ الشيخ فى فتواه ورأيه يكون كارثيا على المجتمع بكل أنواعه.