القاهرة 28 اغسطس 2018 الساعة 11:24 ص
قُمْ . لَمْ يَــعُـدْ لِلْيَائِـسِــيْـــنَ مَكَانُ
فِيْ ثَوْرَتَيْكَ تَنَاصَـــــرَ الإِنْسَانُ
الأرْضُ كَوَّرَهَا الأَسَى واسْتَعْصَمَتْ
والنَّارُ فِيْ كَـبِـدِ الشَّقِيِّ جِنَانُ
عَيْنَاكَ شَقَّهُمَا الزِّحَامُ وَلَــمْ تَــــزَلْ
بَيْنَ الزِّحَامِ مُفَـــرَّدًا تُـــخْــتَـانُ
يَا صَوتَ طِيْنٍ فِـــــيْ التَّكَتُّمِ ثَائِـــرٍ
مُذْ أَسْكَتُوكَ تَحَــــرَّمَ الكِتْمَانُ
شَفَتَاكَ .. نِصْفٌ بَائِـــسٌ بِحَـنَــانِــهِ
والنِّصْفُ مُـــرٌّ خَانَـــهُ التّحْــنَانُ
وَضَّأتَ حَرْفَكَ بالــدِّمَــــاءِ فَلَمْ يَعُــدْ
نَزْفُ الحَــنَـايَا يَبْتَغِيْهِ لِـــسَــانُ
قُمْ لَمْ يَعُدْ فِي الأَرْضِ وُسْعٌ للأَذَى
والبَاقِيَاتُ مِنَ المَــــدَى الأَحْزَانُ
الدَّارُ مُــــــــذْ رَضِيَتْ بِمَولًى سَيِّدًا
مَا عَادَ يَرْدَعُ هَادِمًا صَـــــــــــوَّانُ
فَيَدٌ تَحِيْكُ اللَّيْلَ صُـــبْــــــحًا كُبِّلَتْ
وَيَــــــدٌ لِقَبْضِ الــنُّـــورِ عَنْهُ تُعَانُ
يَا أَيُّهَا المَصْــــلُـــــوبُ خَلْفَ دُعَائِهِ
وَقَضَائِهِ .. قُـــــمْ لَــمْ تَذَرْ صُلْبَانَ
مَا وُسْعُ جَنْبَيْكَ .. اقْتِدَارُكَ وَاهِــنٌ
وَهِيَ القِيَامَةُ والهَــــــــوَى الدَّيَّانُ
رِئَتَاكَ مَلَّـهُـمَــــا التَّـنَـفُّسُ كَالدُّعَا
والزَّفْـــرَتَــــــــانَ تَأَلُّــــمٌ وَهَـــــوَانُ
والسَّامِعَانِ مُسَيَّسَانِ لِمَحْــشَــرٍ
والحَاشِــــــرَانِ مُــؤَثَّــمٌ وَمُـــــــدَانُ
جَارٍ إِذَا اسْــتَــوْقَفْتَ دَمْعُكَ لا يُرَى
قَاضٍ عَلَيْهِ فُـــــــــــؤَادُكَ السَّجَّانُ
أَوَهَــكَذَا تُمْسِي المَعِيْشَةُ سَجْنَنَا
والسَّاجِنَانِ تَـــحَــيُّـــــــنٌ وَأَوَانُ ؟!!
أَمْ هَـــــــكَذَا تَغْدُو المَعِيْشَةُ مَقْتَلًا
والقَاتِلانِ تَـــبَــيُّـــنٌ وَبَـــيَــــــانُ ؟!!
يَا أَيُّهَا الأَبَـــــــــــــدِيُّ فِيْ أَوْجَاعِهِ
يَتَجَرَّعُ التَّــمْـــزِيْــــــقَ فِيْهِ بَنَانُ
هَذَا مَعَادُ القَهْرِ يَرْكَــــــــــبُ أُفْقَنَا
وَيَسُـودُ عَــنْ قُــرَآنِـهِ البُــهْــتَـانُ
قَدَمَاكَ والقَمَرُ النَّحِيْلُ وَمُضْـغَــــــةٌ
وَقَــصِـيْـدَةٌ وَعَــوَالِــــمٌ قَدْ دَانُوا
مُوسَى تُكَابِدُ فِيْ الحَنِيْنِ لُحُونُهُ
وَعَصَاكَ .... والمَــــــلأُ الغَفِيْرُ جَبَانُ
نَفَخَ الضَّيَاعُ بِصُـــــورِهِ فَاسَّاقَطَتْ
بِذَوِيْ اليَقِيْنِ تَشَكُّكًا أَيمـــــانُ
وَالهَالِكُونَ تَـــعَـــوَّذُوا بــنَــبِــيَّــهمْ
كَيْ يَذْبَحُوهُ مُجَــــــدَّدًا وَيُعَـــانُوا
يَا أَيُّهَا القِــــدّيْـسُ والقِــدِّيْـــــسُ
والمَشْقُوقُ خَلْفَ أَنِيْنِهِ البُرْهَــانُ
هَذَا زَمَانُ السَّجْنِ فِيْ أَحْـــلامِنَا
فَعَسَى تُشَاطِرُ حُلْــمَـنَا القُضْبَانُ
وَعَسَى عَسَى تَعْزِيْهِ قَارِعَةُ الغِنَا
إِنْ أَنْبَتَتْ تَارِيْخَهَا الأَوطَـــــــــانُ
إِنْ كَانَ آنَسَنَا الخَيَالُ بِخُـــــــدْعَةٍ
فَالكُلُّ مَاضٍ بالحَقِيْقِ يُــــــــدَانُ
إِنْ مَاتَ عَنْ تِلْكَ القَصِيْدَةِ شَاعِرٌ
فالشِّعْرُ بَاقٍ لَـمْ يَمُتْ قُــــــــرآنُ