القاهرة 14 اغسطس 2018 الساعة 11:26 ص
كتبت عبير عبد العظيم
المرأة مخنوقة البوح لكونها أنثى ومتهمة دائما بالتمرد.
نالت المرأة فى السنوات الأخيرة حظا وافر فى الكتابة لها والحديث عن تجاربها الحياتية وخصصت مجموعات قصصية وكتب نقدية ودراسات عن المرأة ، ولما لا والمرأة المصرية بوجه خاص والعربية قد فرضت نفسها وبقوة على الساحة المحلية والعالمية وأصبحت حقا كيان مستقل تجد من يتكلم عنها وتجد من يناقش همومها ومشاكلها ، ونالت العديد من الحقوق التى ظلت كثيرا تعافر حتى تنالها وتحصل عليها ولعل هذا قد يكون سببا كبيرا فى الحديث عنها من خلال الروايات والقصص والإبداعات المختلفة
ومن بين التجارب الجديرة بالملاحظة ما رصدته الأديبة الشابة ريهام سماحة من خلال ثلاث روايات متصلة منفصلة خصصتها للحديث عن المرأة ، الأولى كانت بعنوان سليلة النون والثانية بنت الشيطان والأخيرة بعنوان نسمات
فى حوارها مع ((مصر المحروسة)) تقول ريهام سماحة :
تجربتى عبارة عن ثلاثية شعرية برؤية فلسفية أقوم فيها بشكل سردي خاص يتجول بأرجاء القلب ليمزج ما بين جوهر جمالية التعبير .. وسمو حنين النداء الإنساني والتفكر بلغز الواقع لأقول انتبه ... الحقيقة شيء آخر تسردها ذات لوحة نسمات برحيقها الروحي التي شردت في الماورائيات لأدور بدوائر الحدس أسلك طريق الحب ليس كأي حب ، حب بمذاق مختلف .. فياض ، شهي ، عذب لأنه متكامل وليس بكامل .
أبحث عن الحقيقة والوطن والقداسة كل ومضة بنبضة ثلاثية الأبعاد وكل فصل ذَا بعد ثلاثي فأسكب عصارة صرير قلمى كبصمة لوجدان النفس البشرية التي ترى العالم يعاني من القلق المناقض لقانون الطبيعة .. بينما أترك البطلة بمعيّة خالقها كي ينضج فطرتها ، كي يسكنها الله بالسكينة التي تسعفها بإدراك النظر إلى وجهه بين لطائف الحقائق التي يلقيها القدر بعقلك تستشفه في وضوح صدح الطيور، و في بصمة الفجر ، و في عطر العدل ساعة الخطر ، وفِي الحكمة الخافتة بزهور الألم .
هنا قد يمحي الله من قلبك أشياء كنت تراها محور حياتك ليملأ قلبك بالأحق والأصدق لكن رغم هذا ستراها بوجه قهوتك ، خزانة ملابسك ، وحلمك المقدس وبنفسج وسادتك ،على زجاجة عطرك و ياقة قميصك في خيوط معطفك في نغمة هاتفك في لسعة معجون أسنانك وسط قيمة كتبك في تقاسيم زاوية الغرفة علي إعلانات الطريق ، بين دفاتر العمل ، بألوان البيت ، ووصال شاطئ البحر تأخذك بعز أنسجامك بمشهد ينفجر أنين بالصراعات البشرية لتضع يدك بيدك علي جرحك وهي تغمس رأسك بأنهار البرهان الرباني .
وهل سوي الإنسان كان ولا زال وسيزل محور الاهتمام القرآن ؟ (سنريهم آياتنا في الآفاق وفِي أنفسهم ) المرأة بثلاث روايتها المنفصلة المتصلة كثلاثية تامة بقصة حب مشوقة تلغزها داخل متاهات وسراديب الذات ثم تعود لتركبها بثقة وصدق ووضوح كأنك أنت من كنت دائما تري من زاوية واحدة ناقصة ؛؛
ولماذا اخترتى المرأة ؟!
لأن هي المرأة التي تحدثك حاضر ابنتك وتاريخ أم أبيك فصن حضارتك يا ابن أمة العرب .. فصلها الأول كثير السؤال وكانت الإجابة دائما؛؛ من قال أن هذا الزمان لا يليق بالحب بل هو أحق الأزمان بالحب ، استخدمت اللون البنفسج لغلاف الفصل الأول وهو يشير إلي حالة الحزن والألم والخوف .
بملحمة الوجود ، قصت فصلها الأول والثاني بلا ضفاف لم تصغ لأي شيء آخر ؛ فالحياة ذاتها حكاية لا منتهاة .. لكنها بكل فصل كانت تترك سؤال من سمم منابع الحياة فيك حتي اختفت من بين يديك ؟ هل عثرت علي الشيطان الذي بداخلك ؟ كي تحفظ قواعد اللعبة ومن هنا يمكن أن تكون سيد ذاتك طالما أنت الأحق والأقوي والأبقي .
لكنها بالجزء الثالث تنادي انهض أيها الحاضر لا تملك إلا أقدام أفكارك إنها الهندسة الربانية
نسمات معناها أحلامك معناها العدل الرحمة معناها عروج الوجدان يطمئن القلب و تسكن النفس معناها عالم لم يتعلم الطمع ولَم يتمرس الخوف حتي لا يهديك وجع ولا جشع أبدا يسع الجميع دون ان يعنيه فارق عرفي أو طبقي معناها أنها وقفت أمام لوحة أقدس المبدعين بأجلا
وكيف ترين هموم المرأة المثقفة في العالم العربي ؟
بالطبع مخنوقة البوح لكونها أنثي .. مشاعرها دائماً مجرمة شكواها تمرد ووجعها سخط في كونها بالنهاية من تحمل أعمدة العالم علي أكتاف قلبها
الحب .. خطي تسبق خطاك بخطوة . يأتي حدسا ونصا بالبصيرة . يخترق أنفاسك بأشعة لا مرئيّة . تنزع سنون الظلام ما بين الضلع والروح . ليسكب نور عينه علي قلبك قطرة قطرة .. هو الشوق .. الذي يدبدب علي بوابات تاريخ امرأة بخارطة وطن . هو الحنين .. الذي يلملم سنابل المطر بسلة عرافة الغرام صورا من أجرام الرحمن في إحرام انشقاق قمر .. هو السفر .. عبر أسماء الزمن . كسيرة بسجية نبؤة الحكايات وهي تبلل سن النون من الدوائر المغلقة بينابيع قلبٍ يدمع ياقوتا رقراقا بهدب الحياة .