القاهرة 11 اغسطس 2018 الساعة 10:10 م
إبراهيم حمزة
قضايا الأدب ومشكلات الثقافة في أمسية ثقافية بالسنبلاوين
مفاجأة ممتعة لعشاق الفكر والثقافة ، أسعدت الجميع حين أقيمت أمسية فكرة وثقافية ضمت عقولا لها قيمتها ، فقد أقام نادي أدب السنبلاوين برئاسة الروائي " علي حليمة" يوم الثلاثاء الموافق 7/8/ 2018 م مهرجانا ثقافيا كبيرا بالتعاون مع النادي الرياضي بالمدينة و قصر ثقافة السنبلاوين ومديره " البكري المرسي"، حيث حضر المهرجان العديد من القيادات الثقاقية والسياسية والشخصيات العامة بحضور السيدة "منال عطية" رئيس مجلس ومدينة السنبلاوين وبحضور الشاعر و الروائي الطبيب الدكتور " سليمان عوض"، الذى ألقى كلمة رحب فيها بالحاضرين،
وأثنى على دور بعض المثقفين الذين يبذلون الجهد الفكرى والحركى دعما للثقافة والمثقفين، ، كما ألقى الروائى على حليمة كلمة تحدثت عن دور
نوادى الأدب فى دعم الثقافة المثقفين
واستقبل الجميع الأساتذة المحاضرين ،الدكتور " يسري عبد الغني "أستاذ الأدب والنقد الأدبي وباحث وخبير في التراث و الأصالة ، الدكتور " عزوزاسماعيل سالم" الناقد الأدبي و الأستاذ بكلية الألسن ، الدكتور " مصطفى عطية" أستاذ الأدب و النقد بكلية التربية الأساسية بالكويت ،
الدكتورة " نعيمة عبد الجواد "أستاذ الأدب و الترجمة " بكلية العلوم والآداب جامعة القصيم،والكاتب الصحفي و الناقد الأدبي الأستاذ "معتز محسن "و قدمت فقرات المهرجان الثقاقي" الشاعرة فاتن شوقي" التي بدأت فعاليات المهرجان بكلمة ترحيب بالأساتذة المحاضرين، ذاكرة أهم رواد الأدب والثقافة والفن الذين نموا و ترعرعوا بمدينة السنبلاوين أمثال " أستاذ الجيل " أحمد لطفي السيد" والأديب " محمد حسين هيكل" صاحب رواية زينب " مرورا بالأخوين أسامة و فاروق الباز " مع كوكب الشرق السيدة " أم كلثوم" و السيدة " فاتن حمامة" ثم كانت البداية مع الدكتور" يسري " ومحاضرة بعنوان " نوادي الأدب.. رؤية استشرافية للمستقبل" حيث أفاض في الحديث عن دور قصور الثقافة في الارتفاع بذوق الشعب ،وأولوية الاهتمام بها و توفير كافة الإمكانات والميزانية المناسبة والتي تتيح للمواهب والبراعم والجيل بأكمله أن يواصل مسيرة الإبداع دون الالتفات إلى الروتين الذي يقتل المبدعين ، ثم تطرق للحديث عن جذورنا وتراثنا وأهمية سعيه المستمر ومناشدته للحفاظ على الهوية المصرية من
خلال رئاسته " للمنتدى الثقافي للأصالة والمعاصرة". ثم تابع ذلك محاضرة أدبية لدكتور " عزوز اسماعيل سالم " بعنوان " "النقد الأدبي ودوره في إثراء الحركة الفكرية" تحدث فيها عن تجربته من خلال إنتاجه الأدبي شارحا ومفصلا للعديد من إصداراته الأدبية، وخاصة إصداره الضخم " الألم في الرواية العربية" الذي جسد فيه معاناة وألامهم جسدية ونفسية لأكثر من خمسين مبدعا، عايش حزنهم وواقعهم التعس جراء إصابتهم بالمرض، أوإحساسهم بألم الغربة ابتداء من " الأيام لطه حسين"حتى عصرنا الحالي و آثر هذه الآلام على المجتمع والأسرة، فبكى ألما وإبداعا مع الكاتبة " نعمات البحيري"التي رصدت معاناتها بمرض السرطان في رواية" يوميات امرأة
مشعة " ، مرور برواية "القلب البديل" للكاتب محمود جاسم النجار " و لم يفته الحديث عن ألم الغربة والوطن وكان ذلك في" الأرض " لعبد الرحمن الشرقاوي و" رجال تحت الشمس" لغسان كنفاني" ،
ثم كانت محاضرة الدكتورة " نعيمة عبد الجواد " و التي تحدثت فيها عن قضايا المرأة في الأدب العربي ،بمقدمة عن ما هية الأدب النسوي ورفض أغلبية النقاد والكاتبات لهذه التسمية مشيرة إلى خصوصية تجربة المرأة وانفراد امكاناتها في التعبير عن ذاتها برغم الكتابات التي تكتب باسمها من قبل الكتاب الذكور، وأنه توجد مساحات شائكة داخل نفسية المرأة لا يستطيع التعبير عنها سوى ذاتها وأنها تتمنى أن تنتهي تلك الزوبعة و يبقى الأدب مسمى خالص دون تصنيفه تبعا لجنس الكاتب .ثم قدمت الشاعرة فاتن شوقي الناقد والصحفي الأستاذ " معتز محسن " في محاضرة له بعنوان " دورالأدب في خدمة المجتمع" والذي تحدث فيها عن أهمية الأدب في صياغة قيم المجتمع بأكمله وأن وظيفته هذه تجرده من الحس الجمالي الذي يصاحبه شارحا أبعاد القضية و مفصلا لها وذاكرا نماذج مجسدة تعبر عن هذا الدور الإيجابي بين الواقعية و الخيال.، وكان ختام المحاضرات مع الدكتور " مصطفى عطية " الذي أبهر الجميع بحسن عرضه وقوة منطقه في حديثه عن " "الإبداع المعاصر في مصر" مبينا أن مصر كانت رائدة في مجال الثقافة بين الأمم بامتلاكها حضارة وأصالة وأن المصري في الخارج مقدر علميا و أدبيا، ثم يتساءل: ماالذي يحدث في عصرنا ؟! من صور التدنى الثقافي بسبب الثقافات العشوائية وأغاني المهرجانات ، ثم يوجه صرخة أدبية لأهمية الاهتمام بقصور الثقافة لأنها منبع كل أصيل ،وأكد على ضرورة القراءة الواعية لأنها المخرج مما نحن فيه، ثم فتح الباب للمداخلات و النقاشات الثرية التي أعادت انتاج المحاضرات بشكل آخر من قبل المبدعين و الشعراء والمتذوقين، ثم ختمت فعاليات المهرجان الثقافي بكلمة موجزة لكل محاضر شكروا فيها هذا روعةالحضور وحسن التنظيم .