القاهرة 10 اغسطس 2018 الساعة 05:04 م
هالة موسى
الدكتور مصطفى الفقى أمين عام مكتبة الإسكندرية يشهد الأمسية التي أقامها بيت الشعر بالأقصر بالتعاون مع ديوانية الشعر العربي في المكتبة بحضور و مشاركة نخبة كبيرة من شعراء و مثقفي الإسكندرية و الشاعر العراقي عمر النبيل بالتعاون مع ديوانية الشعر العربي في مكتبة الإسكندرية، حيث أقام بيت الشعر بالأقصر أمسية شعرية يوم الخميس 9 أغسطس 2018 ضمن برنامجه للانتقال إلى ثلاثة أماكن في ثلاث أمسيات شعرية، تبدأ بمكتبة الإسكندرية، ثم دمنهور، ثم مدينة إيتاي البارود.
وتشارك فيها قافلة بيت الشعر بالأقصر والتي تضم الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر، والشاعر عبيد عباس عضو مجلس أمناء بيت الشعر، والشاعر حسن عامر منسق أنشطة بيت الشعر الثقافية، والفنان تامر جابر.
وقد قام بتقديم الأمسية الشعرية الدكتور محمد مصطفى أبو الشوارب الذي رحب بوفد بيت الشعر وبمبادرته للانتقال إلى ربوع مصر المختلفة للاحتكاك بالمشهد الشعري عن قرب سعيًا إلى مناخ شعري منسجم ورح.
كما حضر الأمسية الشعرية الدكتور مصطفى الفقي أمين عام مكتبة الإسكندرية والذي تحدث في كلمته مُرَحِّبًا بضيوف اللقاء وبقافلة بيت الشهر بالأقصر مؤكدًا على أنه حرص على حضور هذا اللقاء الشعري لسببين أولهما: تقديره للشعر ومكانته وتقديرًا للدور الرائد الذي يقوم به في المشهد الثقافي، وثانيهما: تقديره للدور الذي تقوم به الشارقة صاحبة هذه المبادرة مؤكدًا على أنه ليس جديدًا على الشارقة هذا الجهد فقد قام الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة بإنشاء مخزن صحي للكتب على أرض مملوكة لمكتبة الأسكندرية لينتقل إليه فائض الكتب بتكلفة بلغت خمسين مليون جنيه . كما تحدث الشاعر حسين القباحي في كلمته عن مبادرة إنشاء بيوت الشعر موجهًا الشكر لإمارة الشارقة وللشيخ سلطان القاسمي الذي لولاه ولولا جهوده ما كان هذا اللقاء الشعري الذي يتحلق فيه كل هؤلاء الشعراء حول مائدة الشعر العامرة كما أشاد بالدور الكبير الذي يقوم به شعراء و مثقفو محافظة الإسكندرية في الارتقاء و تجويد المنتج الثقافي و الإبداعي المصري بما تمثله مدينة الإسكندرية من خصوصية و ما توارثته من مزايا و خصائص إبداعية و إنسانية . بدأت الأمسية بالشاعر علي عبد الدايم والذي قرأ قصيدة بعنوان "إشراقة في المدى" يقول فيها
: خريفٌ يخشُّ إلى القلبِ
شيئًا فشيئًا
وشيءٌ من الخوف والجوع
يعبث أو يتمطى كأفعى خرافيةٍ
تتلهى بأن لها الأرض مملكةً
أو يثورُ فيجلد حين يجدُّ
ظهور البيوت
وحين يطل على صفحة الماء
يلعن وجهًا يراه
فينسف زهر الربيع
ثم تلاه الشاعر حسين علي والذي قرأ قصيدة بعنوان "بالسيف"
لنا جيوشٌ ترى في المصطفى سمةً
فلا تبيح دمًا إلا إذا غدروا
ولا تغير على شيخ ولا امرأةٍ
فسيفهم صاعق وسهمهم مطرُ
كالماء يغمر وقت السيل نبتته
وفي الربيع يجيء الزهر والثمرُ
لا يستطيع عدوٌّ أن يكون لنا خصمًا
ولكن يسمى الخائنُ الأشرُ .
ثم تلاه الشاعر عبد المنعم سالم والذي قرأ قصيدة بعنوان " على باب بيت شَعر":
النواحون بلا فعلٍ
صحَّ الفعلُ أم اعتلَّ
يلدنَ مناديلَ منمنمة من حر الهندْ
بين أنامل ملساء لمفعول به من فعلٍ مستترٍ
والفاعلُ مرفوعٌ دومًا
عفوًا سقطت مني رغمًا عني
واوُ الذُّكرانْ
لا عتبَ الآن ضع نون النسوة في موضعها
لا تختلسِ اللمح إلى شزر أبي الأسود
واصعدْ
تمتدَّ الرؤيةُ والرؤيا تتحقق.
ثم تلاه الشاعر عمر النبيل من العراق والذي قرأ من شعره:
رسائلُ الأبيضِ المتوسط
من اسْكندريةَ يبدو العراق
نبيّاً وحيدًا بلا مؤمِنِ
يُصَلّي الرصاصُ على ساعديهِ
إذا قالتِ الحربُ أن أذّنِ
يُغَنِّي الذينَ استجاروا إليكَ
بلا ألْسُنٍ ( موطني ... موطني )
تباركْتَ عينًا لهذي الدموع
تباركْتَ دمعًا بلا أعْيُنِ
فما زلتَ وحدكَ نخلاً عنيدًا
تُحاولكَ الريحُ أن تنحني
فكن ما أردتَ فكم من مُحالٍ
يُطِلُّ على باحةِ الممكنِ
وكُنْ للنُعاسِ الظلامَ الرغيدَ
ونوراً إذا الصحو لم يُمْعِنِ
وخذْ وردةً من غناءِ الصباحِ
وغنِّ لنا حكمةَ السوسنِ
وسافرْ بموّالِ ماءِ الفراتِ
جنوبًا على تائهِ الأرغَنِ
وبادرْ بكلِّ طيورِ السلام
لطيرٍ على الشطِّ مُسْتأمِنِ
ستحبو إليكَ الأماني الصغار
تقول لها ضاحكاً هيمِنِي
تبوحُ إلى الماءِ شوقَ الحقولِ
وتكْشِفُ عن أخضرٍ مُزْمِنِ
ستلبَسُ بغدادُ ثوبَ الحكايا
وتقْصُصُ عن ساسةٍ خُوَّنِ
وتفْتحُ تفتحُ كلَّ الجراح
جراحَ الوحيدِ الفقيدِ الغني
أُحِبكِ رغم ارتباكِ الحياةِ على مقلتيكِ
فلا تحزني
أُحِبُّ ( شناشيلكِ ) الباقياتِ كذكرى
إلى الآن تمتصني
وشاعركِ في الضفافِ المضيء يُنيرُ
إذا وجههُ دلَّني
لهُ شرفةُ الزائرينَ القُدامى
وبابٌ إلى الحرفِ مُخْشَوْشِنِ
تنام على ثغرهِ الأغنياتُ غصونًا
إلى الآنَ لمْ تُغْصَنِ
ويسكُنُ في زقزقاتِ المعاني
وتفْتَنُ فيه ولا يُفْتَنِ
أُحبكِ بغدادَ في كلِّ هذا
وأهوى الرجوعَ ولكنني.
كما شاركت الشاعرة هبة الفقي و من قصيدتها التي شاركت بها:
وَلْهـــى .. وَقَبْليَ عَرْشُ الشَّوْقِ ما كانا
وَلا اسْتَحَـلَّت جُنودُ الْوَجْدِ إِنْسانا
وَحْدي عَرَجْتُ إِلى نَجْمِ الْغَرام لِكَيْ
أُحيـــلَ أَسْـــوَدَ هَذا الَّليْلِ أَلْـــوانا
وَأَسْكُبَ الْحُـبَّ غَيْثًـا لِلْقُلــوبِ فــلا
يَـظَـلُّ بَيْنَ قِفـــار الْكَـــون ظَمْـــآنا
وَلْهى .. أَغارُ عَلى الْأشْواقِ مِنْ قَلَمـي
لَوْ يَكْـــتُبُ الْيَوْمَ مــا أُخْـــفيهِ أَزْمـــانا
هذي السُّطورُ تَداعى وَقْــــتُ ثـوْرَتِهـا
فأَخْرجَتْ مِن حَـياءِ الحـــرْفِ بُرْكـــانا
وَلْهــى.. وعيـنُكَ لــمْ تخْـــجَلْ مَفاتِنُهــا
مِنْ أنْ تَصُـــبَّ بكـأسِ الرّوحِ نيرانـــا
عــاتٍ غَرامُـكَ .. لَــمْ يَعْـبـُـــرْ بِأفْئِــدَةٍ
إلَّا وَلَانَ لــهُ الْوِجْــــدانُ ولْهــــانــا
يمضي .. كَــأَنَّ أَكُــفَّ الْأرْضِ مرْكِبُـــهُ
وَالسَّعْدُ مَـــــدَّ لَــــهُ الْأيَّـــــــامَ شُطْــآنـــا
يا مَنْ سَكَــنْتَ بلا قَــيْدٍ رُبــوعَ دَمـــي
وَصِـــرْتَ وَحْــــدَكَ فــي عَيْنَيَّ سُلْطــانــا
قُلْ لِي بِرَب.