القاهرة 07 اغسطس 2018 الساعة 10:00 ص
كتبت: نجلاء مأمون
عقد صالون المقريزى بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور جمال شقرة مقرر لجنة التاريخ ندوة هامة متميزة عن صلاح الدين الأيوبي محرر المسجد الأقصى في أدبيات الغرب, حيث تحدث مؤكدا أن صلاح الدين الأيوبي فخر لكل العرب على عكس ما ذهب إليه أحد المثقفين المصريين, وأن الحروب الصليبية كشفت عن نضال العرب وتحريرهم للأقصى, وأن العديد من الأكاديميون العرب اجتهدوا كثيرا لرصد وتحليل وقائع الصراع الصليبي الأوروبي والإسلاميين العرب, لأنه حلقة هامة جدا في تاريخنا الوسيط, وأن العبث بذاكرة الأمة إثما كبيرا لأن الأمم تصنع لها رموز وتاريخ ويجب الحفاظ على رموزنا النبلاء .
كما ذهب المتحدث الدكتور حسين عطية أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة طنطا وعضو مركزالدراسات الصليبية والقرون الوسطى بجامعة ليدز, إلى أن صورة صلاح الدين الأيوبي لدى الكتاب الغرب عبر مراحل تاريخية متعددة متعاقبة من مصادر لاتينية تعرضت لكثير من الافتراءات التاريخية, حيث ظهر بعدد من المصادر اللاتينية أنه رجل متميز جدا وأنه لا ينتسب إلى العرب بوصفه مسلما من أكراد العراق, بل أن أصوله تعود لأصول أوروبية من الأم !! ولذلك علينا أن نستقي المعلومات عنه من المصادر العربية حيث أن المصادر اللاتينية تصر على كونه مرجعا هاما في الصراع العسكري وتنفي عنه أصوله الحقيقية .
وأشار عطية أن الشرق يرى أن مرحلته هى مرحلة التوحد العربي الإسلامى على هدف أخلاقي عكس التأزمات السياسية التى شهدتها الخلافات الإسلامية قبل صلاح الدين, فكانت الحملة الصليبية الثالثة أهم وأشرس الحملات الصلبية على العرب, ولكن صلاح الدين أفشلها تماما, أضف إلى ذلك أن تحرير مدينة القدس من الهوسبتاليين قبل الحملة الصليبية تكب بأسطر عظيمة في تاريخ العرب, وأن هذا الرجل كان إنسانا بمعنى الكلمة وفق محددات الرسول عليه الصلاة والسلام العسكرية, فهو حريص على عدم إلحاق الأذى بالضعفاء أبدا, وأن معاركه تعلمت منها أوروبا أساليب حربية فائقة, لذلك تمنوه لهم خلال أساطيرهم ووضعوه في صورة المخلص الذي يناظر المسيح, وكثيرا من الشعراء اللاتينين تغنوا بسرد أساطير عن صلاح الدين, وهو شخصية محيرة للعقل الأوروبي كيف يكون مسلما وعملاقا ودقيقا ومفكرا من الطراز الأول, بل اتهموه بأنه مسيحا في السر, وأن أمه أسبانية!! وأضف إلى ذلك شائعات بأنه كان مصاحبا لكثير من ملكات أوروبا, وهنا نتوقف لإشكالية كبيرة من بداياته حيث أنه لم يظهر إلا في الحملة الصلبية الثالثة, لذلك ذهب أدباء الغرب إلى الإشادة بقيمه ومواقفه لكنهم يصرون على انتمائه للغرب .
كما أكد عطية أن صلاح الدين الأيوبي لم يعتدي على المصريين ودمر الأزهر كما يشاع عنه, بل تعامل مع المصريين كأفضل الأجناد, وأن ما يشير إلى ذلك هو إشكاليات وضعها الكتاب اللاتينيين, وتتضح أخلاقه بأنه بالفعل عالج ريتشارد قلب الأسد عندما حاول أصحاب ريتشارد التخلص منه, مما ينبئ عن أخلاقيات الفرسان الذين قل أن يجود التاريخ بهم.
وأضاف عطية أن سبب انحراف الروايات عن لدى الأدباء اللاتينيين القدماء هو نتاجا لقدره وقيمته في التاريخ الإنسانى كله, فهو الذى هزمهم مجتمعين, وأعطى درس للغرب في العصور الوسطى كالإنجليز والفرنسيين والألمان وفرسان أنطاكيا .
وأشار إلى أن التراجم عن انتصارات صلاح الدين الأيوبي قد اختلفت عن بعضها البعض في سمات وأفكاره, وتعاملاته مع جنوده والأعداء الذين انبهروا به.
وأضاف أنه يجب التعامل بدقة من الباحثين العرب والمؤرخين والكتاب المنتمون إلى الإسلام, وأن ذلك سيعظم صورة صلاح الدين الأيوبي أكثر؛ حيث أن هناك مراجع لمجهولين من الجانبين العربي واللاتيني لابد من عقد دراسات مقارنة لتصفيتها.
كما أشار عطية أن هناك العديد من المخطوطات التى تعبر عن مسار الجيوش أثناء الحملة الصليبية الثالثة تحاج للعديد من الدراسات والتناول من عدة أطر مقاربة تاريخيا وسياسيا .