القاهرة 31 يوليو 2018 الساعة 11:05 ص
د. رمضان محمد عامر
تعد الخريطة الثقافية للمجتمع أحد الآمال والطموحات للمثقفين المصريين والعاملين فى الحقل الثقافى الذين يطمحون إلى بناء المجتمع بناءً ثقافيا على أسس علمية, وقد طرح العديد من المفكرين فكرة الخريطة الثقافية للمجتمع المصرى باعتبارها تفسر المجتمع تفسيرا ً ثقافيا.
ومن خلال الخريطة الثقافية يمكن للمنظّر أو الباحث الثقافى أن يحدد احتياجات كل منطقة, فمن المعلوم أن احتياجات الريف تختلف عن احتياجات المدينة على المستوى الثقافى, ولا يمكن للمخطط الثقافى أن يقوم بعملية التخطيط الثقافى دون أن يكون لديه البيانات الثقافية اللازمة ليضع خطته على أساسها.
أهمية الخريطة الثقافية :
1- تساهم الخريطة الثقافية فى إعداد البناء الثقافى للمجتمع.
2- ترجع أهمية الخريطة الثقافية إلى كونها تحوي جميع البيانات اللازمة لمن يحاول قراءة المجتمع قراءة ثقافية.
3- توضح الخطوط العريضة للثقافة المصرية والمثقفين المصريين.
4- الإحاطة بجميع الألوان الثقافية وأماكن تواجدها وتجمعها.
5- تضع الأسس العلمية للتخطيط الثقافى.
أهداف الخريطة الثقافية :
1- الوقوف على تطور العمل الثقافى حسب الأهداف المعلنة.
2- وضع أهداف ثقافية ومراجعة وجودها على الخريطة الثقافية ونسبة ما تحققق منها.
3- تساهم فى قياس الوعى الثقافي وإخضاعه لمؤشرات علمية حقيقية.
4- تساعدنا الخريطة الثقافية فى إضافة كل عام أرقام ونسب ثقافية لم تكن متاحة من قبل.
5- يمكن أن تساهم الخريطة الثقافية فى الاستثمار فى العمل الثقافى, كالنشر والتسويق والتوزيع, وإدخال مستثمرين ورجال أعمال إلى الحقل الثقافى فلغة الأرقام تجذب كل أحد.
كيفية العمل فى الخريطة الثقافية :
يقوم العمل فى الخريطة الثقافية على عدة محاور هي المحور الكمي والمحور الكيفي والمحور التصوري ومحور المستقبليات ..
- المحور الكمي :
ويتناول هذا المحور بالأرقام ما هو موجود بالفعل على أرض الواقع من أماكن فنية وثقافية, سواء قطاع عام أو قطاع خاص والحصول على هذه الأرقام له عدة مواضع نذكرها فى حينها .
- المحور الكيفي :
ويتناول هذا المحور بالتحليل مجموعة الأعمال التى تقدم فى الأماكن الثقافية والأهداف الفنية والثقافية من وراءها فى صور نقدية موجزة .
كما يتناول الأنشطة الثقافية التى تمت بالفعل وأحدثت صخبا ثقافيا ووعيا فنيا لم يكن متوقعا, باعتبارها علامات ثقافية وأعمال فارقة فى مراحل تاريخية, وتساهم الأقاليم بنصيب كبير فى المحورين الأول والثانى من خلال الخطط الثقافية السابقة واللاحقة, كما يمكن أن تساهم الخريطة الثقافية بعد ذلك فى توجيه الأقاليم نحو بناء خطة فعالة من خلال تحديد الأماكن واحتياجاتها.
- المحور التصورى :
ويتضمن هذا المحور ما يحتاجه الواقع الثقافى فى المناطق المختلفة من خلال ما هو موجود بالفعل من أماكن وفعاليات وأنشطة .
- المحور المستقبلى :
يحتوى هذا المحور على الخطط المستقبلية التى تضعها الأقاليم من تصورات فى بناء كتل ثقافية تواجه الظلاميين, وخطط تطوير المناطق الثقافية بناء على ما هو موجود على أرض الواقع ( نبدأ من حيث انتهى السابقون ) , فى إطار خطة الدولة لتطوير العمل الثقافى بناء على قدمته الخريطة من معلومات كمية وكيفية وتصورية ومستقبلية, ويستغرق العمل فى هذا المشروع ثمانية عشر شهرا, حيث جمع المادة وتفريغها فى أبواب وتصنيفها وإعدادها لبناء المحور التصورى والمحور المستقبلي.
المؤشرات الثقافية التى تقوم الخريطة بجمعها للوصول إلى المكون الثقافى للمجتمع المصرى حتى يتسنى لنا وضعه فى سياق الخريطة.
إن أى خريطة ليست بثقافية يمكن للفرد أن يلاحظ فيها أعداد كثيرة لأماكن مختلفة, يمكنك أن تقرأ فيها أعداد المحافظات والمراكز والكفور والنجوع, وأعداد السكان وأماكن تركزهم فى كل محافظة, وشبكة الطرق الموصلة لكل محافظة, كما تقرأ فيها إحصاء للأرض والمنازل ,,,,,,وإلخ ..