القاهرة 17 يوليو 2018 الساعة 01:47 م
د. حسين عبد البصير
سيناء من أهم المناطق الأثرية المصرية,وقد بدأت شركة قناة السويس حفائرهافيمنطقة سيناء في القرن التاسع عشر,وتحت الاحتلال الإسرائيلي جرت حفائر غير قانونية في سيناء, ومع عودة سيناء إلى الوطن بعد انتصارات أكتوبر المجيدة توالت جهود الأثريين المصريين في اكتشاف آثار سيناء بقيادة عالم الآثار المصرىالكبير الدكتور محمد عبد المقصود وفريق عمله، مع البعثات الأثرية الأجنبية في مواقع شرق وغرب قناة السويسبالمدخل الشرقي لمصر ضمن مشروع إنقاذ آثار شمال سيناء (ترعة السلام).
وكان من بين الاكتشافات الأثرية المهمة التي توصل إليها الدكتور عبد المقصود وفريقه, اكتشاف طريق حورس الحربي القديم الممتد من مصر إلى فلسطين منذ أيام الفراعنة, وتعد منطقة حبوة 1 وحبوة 2 وحبوة 3،شرق قناة السويس إلى شمال شرق القنطرة شرق، هيثارو القديمة(وزارة الدفاع الفرعونية)التي صورها الفنان المصري القديم على النقش الخاص بالملك سيتي الأول على الجدار الشمالي الخارجي لصالة الأعمدة الكبرى بالكرنك, وكان هذا الموقع هو مدخل مصر الشرقي وبداية انطلاق الجيوش المصرية المحاربة في آسيا.
وحاصر الملك أحمس الأول الهكسوس عند حبوة (ثارو) لقطع الإمدادات عن عاصمتهم أفاريس بالشرقية,وحمست عالمة الآثار الفرنسية كريستيان ديروشنوبلكورالأثري الشاب محمد عبد المقصود للقيام بهذا الاكتشاف عند بداية عمله في الآثار.
وعثرنا على اكتشافات أثرية مهمة في مواقع عديدةمثل تل حبوة 1, وتل حبوة 2, وتل حبوة 3, وتل البرج, والتل الأبيض, وتل الكدوة,وتل المسخوطة, وتل أبو صيفي (قلعة سيلا الرومانية),وتل دفنة, وتل الحير, ومدينة الفرما (بلوزيوم), وتل المخزن وغيرها.وتظهر هذه الاكتشافاتعظمة وتاريخ العسكرية المصرية المشرف منذ الفراعنة.
وكانت الاكتشافات عبارة عن خنادق وقلاع مدعمة بأبراجوموانئوحصون عسكرية، تم الكشف في بعضها عن مخازن مركزية ومناطق صناعية, ومراكز تموين الجيوش, وصوامع غلال, وأفران خبز, ومساكن ومخازن, وقصور ملكية خاصة بتحتمس الثالث ورمسيس الثاني وبسماتيك الأول، ومعابد ومدن محصنة وأسوار, ومناطق سكنية ومقابر, وتماثيلعلى شكل أبو الهول للملك رمسيس الثاني، ولوحات حجرية منقوشة ومسارح وكنائس وأضرحة, وخزانات للمياه وحلبة لسباق الخيول وغيرها.
وقامت هيئة الآثار المصرية (المجلس الأعلى للآثار بعد ذلك) باسترداد جميع القطع الأثرية المصرية المنهوبة من المواقع الأثرية في شمال وجنوب سيناء من إسرائيل.
واستضاف مؤخرا متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافيبمكتبة الإسكندرية بقيادة الدكتور محمد سليمان معرض "ثلاثون عاما.. حفائر بالمدخل الشرقي لمصر من 1987-2017" في الفترة من 13 إلى 30 يوليو 2017, وافتتح المعرض المفكر السياسي البارز الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندريةوالدكتور خالد العناني وزير الآثار، وكرما وزراء الآثار ورؤساء هيئة الآثار المصرية ورؤساء وأمناء المجلس الأعلى للآثار السابقين الفنان فاروق حسني, والدكتور زاهي حواس, والدكتور محمد إبراهيم, والدكتور ممدوح الدماطي, والدكتور محمد إبرهيم بكر, والدكتور علي حسن،وأسماءالدكتور أحمد عيسى,والدكتور أحمد قدري, والدكتور سيد توفيق,والدكتور عبد الحليم نور الدين, والدكتور جاب الله على جاب الله، ومن العلماء الدكتورة فايزة هيكل.
وتم إلقاء سلسلة من المحاضرات, وتكريم الأثريين والمتدربين وطلاب الآثار الذين تدربوا في المركز العلمي لآثار سيناء بالقنطرة شرق, وبلغ عددهم حوالي 1500 أثري, وتم عرض فيلم وثائقي عن المعرض الذي تم إهداء فعالياته إلى أرواح جنود مصر البواسل, الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن العظيم مصر.