القاهرة 17 يوليو 2018 الساعة 12:01 م
شريف أشرف
الاستاذ والناقد الأدبي نبيل المحيش, له الكثير من المؤلفات في الأدب والفكر والثقافة ومؤخراً صدرت له رواية (عاصفة على الشرق), ناشط في العمل الثقافي العربي وحضور وتنظيم الفعاليات الثقافية ومعارض الكتاب العربية؛ لذلك فهو يستحق لقب سفير المملكة العربية السعودية في معارض الكتاب العربية, مؤمن بالدور الكبير للثقافة والمثقف في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب, دائماً ما ينادي بأهمية التواصل بين الأدباء والمثقفين العرب.
لماذا كانت أولي رواياتك (عاصفة على الشرق) تناقش مشكلة سياسية نعاني منها في الوطن العربي؟
منذ 40 سنة ونحن نعاني في المنطقة العربية من مشاكل سياسية خطيرة وحروب متواصلة، وتفاقمت هذه الأوضاع منذ عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق, وما حدث من تغيرات للأنظمة العربية منذ عام 2011 والتدخلات الدولية في العراق وسوريا, وقد كُتبت فيها مؤلفات كثيرة، وأردت أن أسهم برؤيتي حيال هذه الازمات عن طريق الرواية.
وهل معنى ذلك أن دكتور نبيل يرى أن مشاكلنا السياسية في المنطقة العربية أخطر من مشاكلنا الاجتماعية؟
لا شك عندي في ذلك؛ لإن مشاكلنا الاجتماعية يمكن التعامل معها وعلاجها بالتوافق المجتمعي المحلي, بينما مشكلاتنا السياسية تتدخل فيها قوى إقليمية ودولية وقد تتحول إلى قضية وجود.
كناقد كبير، لماذا يعاني النقد الأدبي في عالمنا العربي؟
مشكلة النقد الأدبي أنه لايستطيع مواكبة حركة الكتابة الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية, إضافة إلى كسل النقاد.
وهل نحن العرب لا نتقبل النقد؟
نعم؛ فالخصومة بين المبدعين والنقاد قديمة جدافي تاريخنا الأدبي القديم, وأيضاً في تاريخنا الحديث.
ما هي أهمية حضور الأدباء والمثقفين للأنشطة الثقافية من معارض الكتاب المختلفة والندوات والصالونات الثقافية؟ ولماذا تهتم بالمشاركة في هذه الأنشطة؟
حضور ومشاركة الأدباء والمثقفين العرب في المهرجانات الثقافية والمؤتمرات مطلب مهم ويساعد في تحقيق التواصل بين المثقفين العرب, وبالتالي يحقق التعارف والامتزاج والتشارك في المشاريع الثقافية التي تعود بالنفع على حركة الثقافة العربية, وخاصة بين بلدان المشرق العربي والمغرب العربي.
هل يمكن أن نرى قريبا كتابا يحكي عن تجاربك العديدة في معارض الكتاب المختلفة في أرجاء العالم ؟ وأي معرض كتاب تراه الأفضل؟
لدي آلاف الأوراق التي دونتها على شكل يومياتي في الأنشطة الثقافية المختلفة، وأنوي الاختيار بينهم لنشرهم للقارئ العربي, أما فيما يتعلق بمعارض الكتاب العربية، فأنا أرى أن معرض (الشارقة) و (القاهرة) هما أفضل معرضين من معارض الكتب العربية من حيث البرنامج الثقافي الواسع الذي يقام على هامش هذه المعارض.
دائما ما تتحدث عن أهمية التواصل بين المثقفين، إلىأين وصلت مجموعة (بيت المثقفين)؟
مجموعة (بيت المثقفين) هي مجموعة تواصل على تطبيق (الواتس آب) بين المثقفين والأدباء والنقاد العرب ووصل عددهم إلى 130, والمشروع مستمر ويتجدد باستمرار.
وما الدورالذي سيلعبه ناديالأحساءالأدبي في الفترة القادمة في ظل هذه التغيرات الكبيرة؟
الأندية الأدبية في مختلف أرجاء المملكة تمر بمرحلة انتقالية، ولا شك أنها سوف تشهد تطور كبير بعد إنشاء هيئة الثقافة, ثم إنشاء وزارة للثقافة مؤخرا.
ماهي الروشتة التي تراها لحل المشاكل التي تواجهها الثقافة في العالم العربي؟
مشكلات الثقافة العربية كثيرة ومتعددة، والحلول يجب أن تأتي من المؤسسات الثقافية العربية؛ لذلك يجب إقامة قمة ثقافية عربية لاتخاذ قرارات حاسمة في هذا المجال.
نلمس الانتشار الكبير للرواية بين الجمهور العربي، هل اتجاهكم للرواية تماشيا مع الاتجاه العام للجمهور لهذا النوع؟ وهل سوف تكرر التجربة مرة أخري؟
كلا، لقد بدأت كتابة روايتي (عاصفة على الشرق) منذ 5 سنوات وأتمنى تكرار هذه التجربة في المستقبل, لكن الأولوية الآن لكتابة الكتب التي تؤرخ وتوثق رحلاتي.
وهل لهذا الانتشار الكبير للرواية تأثير على الفروع الأدبية الأخرى كالقصص القصيرة والشعر والكتب النقدية؟
نعم, له تأثير كبير والدليل على ذلك أننا نشهد حركة تحولات في اتجاه كتابة الرواية من قبل شعراء ونقاد وكتاب قصة قصيرة, وحتى من جهة الناشرين فإنهم مقبلون على نشر الرواية والاحتفاء بها وذلك على حساب الأجناس الثقافية الأخرى.
ما رأيك في تجربة مجلة (مصر المحروسة) كنافذة ثقافية إلكترونية تخاطب الجمهور العربي؟
تجربة رائعة استطاعت أن تخاطب جمهور الثقافة العربية بلغة العصر الحاضر، ويعجبني فيها التنوع الثقافي الشامل من تغطية الموضوعات المختلفة من أدب وشعر وفن تشكيلي ومسرح وسينما والموسيقي والتراث الشعبي.