القاهرة 17 يوليو 2018 الساعة 11:17 ص
عبدالله المتقي
1
سأغلق كل المتاريس
في ذاكرة الأرق ،
ومن المحتمل أن أحتضن قطتي
خوفا على الحياة من الحرب
2
العائدون من الحرب ،
كطيور عمياء...
وبوجوه لا تشبههم
ماتوا دفعة واحدة
بين قذيفتين
وبين مدينتين
3
الحرب ..
جنرال مقرق بالأوسمة
وامرأة متفانية
في إنجاب القذائف
و الجثث
6
العائدون من الحرب ،
برجل واحدة ورأس مقطوع
يقولون إن الموت علي مايرام هناك
وأن المقابر الجماعية
أكبر من مدينة ......!
7
المرايا عارية
وتغري برشاقة الجسد
المرايا متشظية
وتكره الحرب
8
لا حدائق في الحرب
لا سنونوات
لامرايا للجميلات
غير حقائب ملأى بالرحيل
وموت منتقى بعناية
9
متى نتعرى من الحرب
نلوح بمناديل وسيمة
لدبابات مكتظة بالورد
ثم نتوارى خلف الزحام
كي نتراشق بالقبل
10
أحتاج إلى خراطيش فارغة
ذخيرة ميتة
كلاشينكوف معطلة
كي لا تنز خاصرة وطني دما
ويخرج الموتى إلى الشوارع
مدثرين بالحداد...
11
منحتني الحرب
كل نوافذها ؛
بيد أنني لم أجد
ولو ثقبا أطل منه
كي أرى جثتي
12
هذه الحرب التي تحترف القتل
هذه الحرب التي تتشمم رائحة الجثث
هذه الحرب التي تتقن كمائن التفتيش
هذه الحرب الغامضة في أدغال الباطن
هذه الحرب التي تفتح دروبها للمدرعات
……
كم تشبه أحلام كافكا
13
الموت ...
يلتقط أعضاءه
- إنها الحرب –
14
لم أعد أحبني وحيدا
وغير آبه بما يحدث
لهذا العالم الذي يشبه ألغاما
جاهزة للحرب والخيانات
لن افتح جهاز التلفاز
كي لا أكون جثة إضافية
بين متراسين
وكي لا أذرف دمعا محموما
بعد نشرات الأخبار
لخمس دقائق فقط
......
المهم سأغادرني باكرا
ولن يسمعني أحد
سوى حارس العمارة
سأسرع الخطو
سأصادفني في آخر الشارع
ولن التفت إلي
سأكون رجلا آخر لا يشبهني
تنطبق عليه أحلامه
ويشعر بالبرد
15
أحيانا ...
أحلم بالحرب كجنرال يغلق الثكنة عليه
تماما خلف طاولة بحجم الأرض
يجلس كي يدخن غليونه الأمريكي
يحتسي الفودكا
ويفتش في خرائطه عن غابة
ينصب فخاخا للعصافير
وأحيانا ...
أجيد الأرق كشاعر يغلق عليه حلمه
وكعادة بروميتيوس
يكوي أصابعه بنار المجاز
كي يترك لغبش الفجر
قصيدة تفرك عينيها من الأرق
وأحيانا . .
أقف أمام المرآة عاريا
كي أتذكرني جنينا
أو إنسانا بدائيا
لا يعرف سوى بعض الخرافة
ولا يفكر في الحرب
وأحيانا ...
أخبئ حزني وكتاب " الحيوان "للجاحظ
في حقائب السفر
وأغادرني إلي في الدرجة الأولى
من قطار الليل
كي أجدني في بيت طفولتي
الذي لم يعد طازجا
وكرائحة قهوة الصباح
وأحيانا ...
أحلم بامرأة تضعني في فنجان قهوتها
وتحركني بمهل
كي ترتشفني باكرا
وأحيانا في الليل
كي تكتب قصائد
وتغلق عليها في خزائن الليل
16
أيها الجندي المتقاعد
خذ هذا الحمام الزاجل
وامنحني صخب حروب
كانت لسواك
أيها الجندي ...
خذ هذه الباقة من القصائد
وافتح لي جيوبك المحشوة
بنصائح الجنرال
أيها الجندي ..
لماذا ساقك متعفنة ؟
أيها الجندي ... أيها الجندي
لأحلام الشعراء
أفق من حليب دافئ
17
سأغلق كل المتاريس
في ذاكرة الأرق ،
ومن المحتمل
أن أحتضن قطتي
خوفا على الحياة
من الحرب