القاهرة 09 يوليو 2018 الساعة 01:47 ص
د. هويدا صالح
كانت المرة الأولى التي أرى فيها وجه طفلة صغيرة بجانب وجه الفنان والتشكيلي عادل السيوي( دون تصنيف عالمي الذي دأب البعض على كتابتها ملحقة باسمه.
أذهلني التشابه الكبير بين العيون وتكوين الوجهين، قلت ما هذا التشابه؟! كان هذا قبل أن أقرأ تعليق الصحفية سماح إبراهيم عبد السلام، التي تعرفت عليها قبل سنوات في تغطيات دءوبة لندوات في الحياة الثقافية، سواء كانت ندوات أدبية أو معارض فنون تشكيلية.
انتبهت للتعليق الذي كتبته أعلى الصورتين على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك) ، لتأخذني مفاجأة أخرى أن البنت اسمها ديالا عادل السيوي، ثم انتبهت إلى تعليقها أن (حتى العيون تشهد أنها ابنته) فقلت وهل أنكر طفلته؟ وما علاقة سماح التي أعرفها بعادل السيوي؟ هل
تزوجته؟!.
وبدأت أتابع المناوشات بين أطراف عدة وبين سماح إبراهيم عبد السلام بوجودها المفرد في مواجهة قبيلة من أصدقاء الفنان الذين ينتمون إلى الوسط الفني التشكيلي خاصة والوسط الثقافي عامة، وبدأت من المتابعة أفهم أنها تزوجته وأنجبت منه هذه الطفلة ذات الوجه البرئ ، كما بدأت أفهم أنه أنكر في البدء معرفته بها، لكن الصحفية عبد السلام ردت على هذا الإنكار بما لا يدع مجالا للشك، بالصورة، ونحن في عصر الصورة التي لا تكذب، فقد جمعتها مع السيوي صور لحوارات أجرتها، كما جمعتها معه صور لتغطية معارضه التشكيلية.
ثم تراجع الرجل عن إنكار معرفته بها إلى إنكار أبوة البنت، واستغل علاقاته الواسعة ونفوذه وأمواله بأن جنّد من الوسط التشكيلي والوسط الثقافي من يهاجم سماح مرة بحجة أنه لم يتزوجها، وبدأت الشائعات عن أنها كانت علاقة خارج المؤسسة الرسمية، ومنهم من ذهب إلى أنه تزوج منها زواجا عرفيا مشروطا بعدم الإنجاب، فعادل السيوي كما يعرف الجميع متزوج من امرأة إيطالية، ويخشى من غضبها، ويخشى من فقد جنسيته الإيطالية التي اكتسبها نتيجة لهذا الزواج، وأن سماح عبد السلام هددت سلامه العائلي أولا بهذا الإنجاب، ثانيا بالإعلان عن البنت التي رفعت الأم صورها طوال الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصرت على تسميتها باسمه كاملا، ديالا عادل السيوي.
فات الفنان العالمي أمرين في منتهى الأهمية، الأمر الأول الشبه اللافت للنظر بين البنت وبينه، وهو ما لا تكذبه عين.
الأمر الثاني أننا في عصر السوشيال ميديا، عصر شبكات التواصل الاجتماعي التي أججت ثورات وتظاهرات حول العالم، وفي عالمنا العربي بصفة خاصة، لذا فقد احتمت سماح عبد السلام بهذا الفضاء الافتراضي الذي تحوّل إلى فضاء واقعي، فإن أردت أن تنتصر لقضية ما، فقط يسعدك الحظ بأن تجد من يتبناها ويحولها إلى "ترند" يكفي أن تضع علامة الترند ( # ) وتكتب بجانبه اسم ديالا، ليتحول إلى اللون الأزرق، ليبدأ المتعاطفون مع القضية إلى الاشتغال عليها من خلال كتابة الآراء الداعمة لإرجاع حق ديالا عادل السيوي الذي لم يتورع والدها عن تضييع حقها وأملها في أن تشب مثل كل الأطفال حاملة لاسم أبيها.
ألحت الأصوات المتعاطفة لتقول للفنان العالمي أين أنت من القيم التي يحملها الفن ويتبناها بالضرورة ضمير الفنان من منح طفلة صغيرة حقها الطبيعي في الحياة؟!.
وهؤلاء المتعاطفون مع عادل السيوي، والذين آلوا على أنفسهم أن يمزقوا في عرض صحفية انبهرت باسم فنان كبير يعرض عليها الزواج حتى لو كان زواجا سريا لا يعلم به أحد، هل يستطيع هؤلاء المتعاطفون النظر في المرآة دون أن يحتقروا أنفسهم وهم يتناوبون النهش في عرض فتاة أملت في مستقبل أفضل لها ولطفلتها؟!
المدهش واللافت للنظر ليس كل الذين طالبوا بإرجاع حق ديالا وفعّلوا الترند الذي ينادي بهذا الحق، فهم أبناء السوشيال ميديا ومنفتحون على العالم، ويؤمنون بشكل أو بآخر بأهمية الحفاظ على حقوق الإنسان وعدم إدانة الضحية وترك الجاني قويا بشهرته وأمواله!
بل المدهش واللافت للنظر هو موقف الأب الريفي، أقصد والد سماح، الحاج إبراهيم عبد السلام، الذي آمن بحق ابنته ولم يدنها، بل دعمها وسندها في قضية عمرها هي وابنتها!
ترى من أين عرفتُ موضوع الأب، وكل التغريدات والمنشورات التي نادت بحق ديالا عادل السيوي لم تتعرض لموقفه من القضية؟!.
لقد عرفت موقف الأب من صورة عائلية جمعت ديالا بجدها، حيث كانت الطفلة الصغيرة تركب فوق عنق الأب، وهو يستجيب لها ويداعبها ويضحك معها، ومن الواضح أن الأم سماح إبراهيم عبد السلام كانت من وراء الكاميرا توثق حالة الاحتفاء بديالا من قبل جدها، ألسنا في عصر الصورة؟ والصورة قادرة على أن تحمل الكثير من الرسائل والتي تعجز عن توصيلها عشرات المقالات!.