القاهرة 26 يونيو 2018 الساعة 09:45 ص
كتبت: نجلاء مأمون
عقدت لجنة الجغرافيا بالمجلس الأعلى للثقافة، ملتقي صالون الإدريسى ندوة هامة تحت عنوان "أثيوبيا الأرض والشعب والدولة"، أكد فيها العديد من الجغرافيون المتميزون أن السلطة الناعمة لمصر لابد أن تكون أساسا للمشاركة والتعاون مستقبلا، وأن الدائرة الأفريقية تعد أهم محاور الانتماء المصري حيث الموقع وامتداد منابع النيل من أثيبويا.
بداية تحدثت د/عزة عبد الله، لتصف التنوع الجغرافي الشديد لأثيوبيا في التضاريس حيث السهول والوديان والجبال وتدفق نهر النيل من منبع بحيرة فيكتوريا أهم بحيرات أفريقيا، لتصل مياه عبر النهرين النيل الأبيض والأزرق الى أرض السودان ثم إلى مصر دولة المصب، وأشارت إلى إن التنوع الجغرافي والمناخى يبلور قدرات أثيوبيا الزراعية والصناعية .
كما تحدث د/ السيد الحسينى، ليشير إلى أهمية التعاون المصري الأثيوبي للحيليوية من أضرار سد النهضة، وأشار ألى أن ذلك الأمر يعتمد بكل تأكيد على المفاوضات مع أثيوبيا وأن السلطة الناعمة لمصر تحقق أهدافها، حيث توجهات الرئيس السيسي نحو استعادة دور مصر الأفريقي للمحافظة على حقوقها وحصتها في نهر النيل .
ثم تحدث د/ فتحى أبوعيانة، رائد الدراسات الجغرافية في مصر مؤكدا أن مصر وأثيوبيا لهم تاريخا طويلا من التعاون وأن أثيوبيا لابد أن تتخذ مكانا هاما لدى ذهنية صانع القرار المصري، وأشار إلى أن مصر قدمت الكثيرلأبناء القارة الأفريقية وأبناء أثيوبيا أبان ثورة 52 حيث قدمت مصر التعليم المدنى والجامعى للشباب الاثيوبي.
وأضاف أن الشعب الأثيوبي غير متجانس على الأطلاق حيث أنه يشمل العديد من العرقيات أهمها الأرمو وأهم لغاتها الإمهرية والعربية والفرنسية، مؤكدا أن الديانة الأغلب هناك هى المسيحية الارثوزكسية كما أن الكنيسة هناك تتبع البطراركية الارثوزوكسية في مصر، وأن مصر لهذا تمتلك تاثيرا كبيرا على الداخل الاثيوبي كما أن الاقلية المسلمة السنية هناك يمكن للأزهر أن يلعب دورا كبيرا هناك، كذلك الأرض الأثيوبية تمتلى بالخيرات التى تثري الرعى وتربية الماشية، على نحو يربون على أكثر من خمسين مليون رأسا وأنها كمصر تزرع القمح والذرة، وتعتمد اعتمادا كبييرا على الري النهري والأمطار مثل ما يجري في مصر تماما .
واستكل حديثة قائلا إن الدولة الأثيوبية بها العشرات من الأجناس واللغات وأن التماسك الاجتماعى كبير جدا هناك، ومن ثم يمكن القول بأن الأثيوبيين يتسمون بالتسامح وقبول الأخر لدرجة كبيرة جدا حيث التعايش السلمى والتقبل المطلق للاَخر .
وأعرب أبو عيانة، عن أسفة لتشويه صورة اثيوبيا بشدة من قبل الإعلام المصري من جراء الخلاف المصري الأثيوبي، وشدد على ضرورة النظر لتلك الخلافات على أنها خلافات بين شركاء لا أعداء، لأن اثيوبيا لا تعد عدوا استراتيجيا لمصر كإسرائيل بل أنهم أشقاؤنا الأفارقة ولابد من التأكيد على ذلك الأمر .