القاهرة 05 يونيو 2018 الساعة 11:17 ص
"تبدو الفنانة التشكيلية سعاد مردم بيك كشخصية عنيدة ومتمردة بعملها الفنى من منطلق إيمانها بضرورة التمرد للفنان الذى يسعى للتجديد والتطوير بتجربته الفنية، فالتشكيلى - بحد وصفها- إنسان يخرج من الصندوق متوجهاً للمجتمع ومن ثم لابد أن يستمتع بالجسارة والقوة ليواجه هذا المجتمع الذى سينتقده. وفى إطار تجاربها الفنية المتنوعة قدمت "مردم" مؤخراً معرضاً بقاعة الزمالك للفن بعنوان "أدم" أستوحت فكرته من أحد المقاطع النثرية البديعة للشاعر السورى محمد الماغوط فتحول المعرض لكتاب تشكل كل لوحة فصلاً به.
"مصر المحروسة" التقتها فى الحوار التالى على هامش معرضها الأخير..
حوار: سماح عبد السلام
= "آدم" عنوان معرضك الأخير بقاعة الزمالك للفن.. كيف انبثقت فكرته؟
عندما قرأت مقطعاً نثرياً للشاعر السورى محمد الماغوط بعنوان أدم يقول فيه " سأنجب طفلاً أسميه اَدم.. لأن الأسامى فى زماننا تهمة.. فلن أسميه محمد ولا عيسى.. لن أسميه علياً و عمراً.. لن أسميه صداماً ولا حسينياً ولا حتى ذكريا أو إبراهيم ولا حتى ديفيد ولا جورج.. أخاف أن يكبر عنصرياً وأن يكون له من اسمه نصيب.. فعند الأجانب يكون إرهابياً .. وعند المتطرفين يكون بغياً.. وعند الشيعة يكون سنياً.. وعند السنة يكون علوياً أو شيعياً. أخاف أن يكون أسمه جواز سفر".. إلى نهاية المقطع والذى حرك بداخلى فكرة عمل معرض بهذا الأسم ومن ثم عملت على هذه الفكرة فكان بمثابة كتاب تمثل كل لوحة أحد فصوله. كانت فكرة جميلة وكبيرة تحتمل المزيد من الأعمال. قد استعملت زيت على قماش مع ميكيس ميديا واحياناً فى بعض اللوحات هناك كولاج.
= تعكس اللوحات حكايات ربما يغلب عليها الحس السيريالى وحالات رمزية فما دلالاتها؟
الموضوع ليس به سيريالى ولكن رمزية قد تتضمن أفكار مباشرة وأحياناً رمز معين يعطى فكرة اللوحة أو يكملها. لا أرسم سيريالي. فالعمل السيريالى إجمالا يكون مشغول ومزدحم. بينما لوحتى بسيطة التكوين. لدى رمزية حتى وقت ما قدمت معرضى السابق "لعب بلا ألعاب" كان هناك رموز مثل حذاء كبيرة، وطفل رأسه ملفوفة بالشاش فرسمت ورود محل الدم. أحب أن تصل فكرتى بشكل ملطف. إذن الرمزية لتوصيل رسالة. حتى عندما نحكى نسمى الرموز. استعمل الرمز مثل التفاحة والثور. كما أحكى بنوع من الروحانيات. أرسم السيدة التى تجلس وتحمل كوب وهى تمسك بيد الرجل فى مجتمعنا العربى. ما أريد قوله أن الموضوع غنى كثيراً ويحتمل العديد من اللوحات.
= وماذا عن الأسلوب الفنى الذى تتبعينه؟
أسلوبى يشكل خليطاً من الاتجاهات. حاليا لم يعد هناك شيئا يسمى مدارس بل تكنيكات متعددة، إجمالاً شخصيات بملامح واضحة. ليس هناك تجريد. ويهمنى دائماً العين بالوجه فهى مرآة الروح. وأى لوحة مفترض بها توازن تصل للمتلقى فيشعر بالقبول. أسلوبى تشخيصى معاصر.
= ولماذا تباينت الأحجام و كم استغرق الإعداد لهذا المعرض؟
الحجم بشكل عام يخدم الموضوع وليس العكس. مثل الخامة كما يحدده الموضوع. وقد استغرق الإعداد للمعرض ما يقرب من عام وكل ذلك يتوقف على غزارة الأفكار، فضلاً عن أن العبرة ليست بالوقت. فالفكرة وتطبيقها هو من يحدد الوقت. واللوحة هى من تحدد وهل نقلت فكرتى أم لا أم ذهبت فى اتجاه أخر.
= يبدو أنك تملكين شخصية عنيدة ومتمردة وهو ما انعكس فى اللوحات بشكل أو بأخر. فهل هذا ضرورة للفنان؟
التمرد ضرورة لأنه يقدم منتج يريد إيصاله للجمهور. فأى فنان بحد ذاته هو متمرد لأنه يخرج من الصندق وله خط ترصده أعين كثيرة، وبالتالى لابد أن يتحلى بالثبات لأنه سيتعرض للنقد.
= الفن التشكيلى راهناً كيف ترينه؟
المعارض جيدة وحركة الفن التشكيلى مبهرة فى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. لدينا أجيال جديدة تمتلك جرأة كبيرة فى الطرح سواء فى النحت أو الرسم أو الخزف.