القاهرة 22 مايو 2018 الساعة 10:48 ص
د. رمضان سيف الدين
أن فهم المجتمعات يتطلب وعيا ًبالمكونات الاقتصادية لهذه المجتمعات ....تلك المكونات التى تتمثل فى مجموعة المؤسسات الاقتصادية التى تمارس عملها بين الجماهير ويرتبط اقتصادها بحركة الجماهيروسعيها وتصبح العلاقة بين المؤسسة والجماهير علاقة استراتيجية تكاد أن تكون علاقة حياتية يومية ..كلاهما يبنى حساباته على الآخر ...الجماهير فى طلب الخدمة المدفوعة الأجر والمؤسسة فى مكونها الاقتصادى وحساباتها اليومية من المكسب والخسارة ...كلاهما يعتمد على الآخر استراتيجياً ,,,مثل قطاع النقل والمواصلات فى مصروعلاقته اليومية بالجماهير ,والسؤال الذى يطرح نفسه , لماذا تعانى مؤسسات مثل هذه الخسارة ؟
من المعروف عالمياً أن أى مؤسسة اقتصادية فى تنبؤاتها الاقتصادية إذا كان هناك خسارة محتملة فإن الجهاز الإدارى للمؤسسة يتحرك فوراً نحو دراسة الوضع الاقتصادى وتلافى هذه الخسارة بأقل التكاليف ومعرفة الأسباب والنتائج المترتبة على مجموعة الحلول التى سوف يتم اتخاذها فيما يسمى التدابير الوقائية ..
أما وقد حدثت الكارثة أو الأزمة فإن مجموعة الحلول التى تتبناها المؤسسة لها شروط ..أولاً أن لايزيد سعر المنتج الذى تنتجه المؤسسة على نسبة 50%من قيمة وسعر المنتج أثناء البيع ..وذلك مما يحقق نسبة أرباح كفيلة بتلافى أكبر الأخطار الاقتصادية ...أما وقد وافق المجتمع على ارتفاع قيمة المنتج 100%فإن ذلك من المفترض أن يرفع مستوى المكسب وتلافى أى خسارة ممكنة لعدة سنوات قادمة..
فما بالنا لوأن هذه المؤسسة قامت برفع أسعارها بنسبة 300%وكان ذلك على فترات متقاربة لا تتعدى فى الوقت عاما كاملاً أى فى خلال اثنى عشر شهراً..
إن قراءة مثل هذا الارتفاع الجنونى فى مؤشر سعر الخدمة يمكن قراءته على النحو التالى ..
اولا ً ..مثل هذه المؤسسة سقطت فى جب من الفساد السحيق وهو أمر بديهى لا يحتاج الى تفسير ولا إلى شرح أو توضيح ومكونات فسادها كالتالى .
أ-- فجوة فى الأجور بين الموظفين والمديرين شاسعة
ب-- مجموعه من اللوائح الإدارية الداخلية التى تفصل بين الإدارة والواقع
ج-- نوع من المحاباة بين الموظفين ...وتعيينات لا تقوم على الكفاءة والجدارة ..أنما تقوم على التبعية الشخصية والانتماءات والولاءات لأصحاب المناصب فى الإدارة
د -- انتشر فى هذه المؤسسة المجتمع المنُضد او مجتمع (تحت الترابيزة )ويبدو ذلك واضحا فى التعامل مع عملاء الإعلانات .
ه-- انتشرت فى ثقافة هذه المؤسسة إلقاء أسباب الفشل على طالب الخدمة(الركاب ) وليس مقدمها (صغار الموظفين والفنيين )
ع-- توجد مجموعة من بنود المصاريف التى لا يمكن التحكم فيها مثل الانتقالات والاجتماعات
غ-- من أعظم البنود التى توضح سر أسرار الفشل فى هذه الإدارة هو بند الصيانة الذى لاتخضع أسعاره لرقيب أو حسيب
ف-- أمام هذه الصيانة تحقق أعلى نسبة هالك ومُكهن وهو ليس بهالك ولا مُكهن ,أنما تم تحويلة للبيع مرة أخرى الى المحاسيب, تحت مسمى هالك ومُكهن , وما يزال عمره الافتراضى قابل للاستمرار والعمل بحالة جيدة
5-نحن إذاً أمام مؤسسة استشرت فيها ثقافة تبرير الفشل على حساب من هم خارج المؤسسة والذين من المفترض أن يكونوا هم العملاء , فأصبح العميل طالب الخدمة هو سر الفشل ,وتحول الراكب طالب الخدمة ودافع الأجرة إلى متهم أول بافساد العلاقة بين المؤسسة والجمهور
كما تم استبعاد أن القائمين بالعملية الإدارية هم سبب من أسباب الفشل ,,وأنه يجب تغيير مجلس الإدارة الذى شاخ فى موقعة ,وعشش وأفرخ, وشكل جماعات ضغط عضوى على أى قرار من شأنه ان يتسسب فى إنقاص مرتب أحدهم من الاجتماعات والانتقالات ولو بضعه دراهم, وبالتالى الحفاظ على منظومة العمل الداخلية كما وضعها أصحابها المستفيدين (أصحاب المصالح الداخلية ) وهم العصابة وليسوا فريق العمل.