القاهرة 15 مايو 2018 الساعة 01:25 م
.. وهو يشربُ قهوتَه
ويدخّنُ سيجارةً
في الصباحِ المؤدّي
إلى زحمةٍ من دخانِ المواعيدِ
داهمهُ الحزنُ
ليلاً من النايِ
والصّمتِ
والأصدقاءِ القريبينِ جداًّ
من الموتِ والأغنياتِ
وأنثى تعطّرُ بالقلبِ فنجانَه
ثم تترك تفاحَها
في يديهِ
رصيفاً من الشوكِ والإنتظارْ..
وتخرجُ...
عابرةً دمَهُ
صوب شمس الذي
كان دوماً يُسمّى النهارْ ..
قبل أن يحتسي حزنُهُ
قهوةً معه..
ويدخّنُ سيجارةً
في الصباح المؤدي
إلى موعدٍ من غبارْ...
*
.. وهو يشرب قهوته
صفعتْه الأغاني التي
صافحتْ حلمَه....
ورّطته الشبابيكُ في الوهم
و اشتعلتْ في خطاه
الدروبُ القديمةُ...
من أي زاويةٍ
سيباغت مرآتهُ
كي يفرَّ المكان بهِ
من ثواني التشظي...؟
بلا وردةٍ ذبُل الكفُّ...
لم ينتبهْ للعصافيرِ
تسقط في القلبِ
منذ الصباحِ ...
و توخز نسيانهُ
بحريرِ الضجيجِ الأليفِ
وسنبلةٌ من رذاذِ الأناشيدِ
تحنو على حزنهِ
ضحكةً من ندى...
كان يشعلُ ذاكرةً للربيعِ
ويبكي رمادَ يديهِ...
هناك...
على ضفة في المدى
طعنتّهُ المياهُ
وكان يحاولُ
- حافيةً شفتاهُ -
امتطاءَ الحريرِ...
وبعض العذارى
على النبعِ...
يملأن بالأمنيات الجرارَ
يرتّلن أشواقهنَّ
ويضحكْن من شجر التوتِ
ثم يَملنَ على شرفةٍ
في المساءِ البعيدِ...
و يبكينَ خيلَ الحبيبِ
و همسَ الغزالاتِ
عبر الصهيلِ...
فتصهلُ في ساعديه الصحارى...
وفي غفلةٍ من حقول الصدى
يغمد القلبَ في الرمل...
يمتشقُ الرملَ
أسرارهُ للنخيلِ....
و يمضي يغني...
و كان يحاولُ أن يتسلّقَ
أبعدَ...
كان يحلّق أعلىَ و أعلىَ ...
و كان السقوطُ
على مقعدٍ جاهزٍ للبكاء
قُبالة نافذةٍ
لا تطلُّ على أقحوانِ القصائدِ
في غرفةٍ
قتلتْ شاعراً مرّةً
ثم أهدتْ رياحينهُ
للرياحِ ...
فعاشْ...!