القاهرة 15 مايو 2018 الساعة 11:12 ص
أسماء عبد المحسن
إنها ورقة الإجابة، تهم بكتابة اسمها رباعيا، لا تتذكر، عاجزة عن التفكير. تساءلت في دهشة: ما إسمي؟؟
تذكرت يوم رحيلها من سكن الطالبات، لرغبتها أن تكون وحيدة، لن يناديها أي منهن باسمها. انتبهت إلى إعطاء المراقب لها ورقة الأسئلة، قرأتها في تأمل. تعرف معظم الإجابات عن الأسئلة، لكن دون أن يحضر اسمها في وعيها الآن. يسألها المراقب: لما لا تكتبين بياناتك؟! تتحجج بشئٍ واهٍ ، أثارها نظرة أحدهم إلى ملابسها الطفولية، همست في حزن: لو لدى حبيب لذكرني باسمي، روحها تروح منها. حضر المراقب ثانية، كرر سؤاله، وطالبها بكتابة اسمها على الورقة. بررت عدم كتابة الاسم بانهماكها في الأسئلة، لقد مر نصف الوقت!.
لطالما كان يعنفها أبوها، تمناها ولدا. قصت شعرها مثل الأولاد، وتميزت بتصرفاتها الذكورية، لذا كان يدعوها باسم ذكوري.
أوشك الوقت على الانتهاء!. استمتعت ذات يوم برفقة صديقتها الجميلة الأنيقة، أشعرتها بالنقص، بل سخرية أحدهم منها تضرب جبينها، ربما يذكر اسمها! لعلها تتذكر دون جدوى!.
سمعت صوت والدتها التى دائما ما تدعوها بالواهمة ورغبتها فى إرتداء الملابس الغامقة للوقار والهيبة. لحظات وينتهى الوقت تماما. سمعت تغريد العصافير، قالت بعفوية يا له من تغريد، تذكرت اسمها إنه نفس العصفور لطالما كان يوقظها صباحا بصوته الشجي في فى حديقة منزلها، فكتبت على الفور: تغريد بهجت منصور أحمد. يعلن المراقب أن الوقت أوشك على الانتهاء، أعطته ىالورقة ضاحكة فى سخرية لقد فعلتها وعرفت ما اسمى.