القاهرة 08 مايو 2018 الساعة 11:30 ص
كتبت: نجلاء مأمون
عقد المجلس الأعلى للثقافة احتفالية كبرى تحت عنوان "مصر تكرم رموزها" تم بها تكريم أ.د نيللى حنا، أستاذة الحضارة العربية والإسلامية بالجامعة الأمريكية والمؤرخة الكبيرة المهتمة بالحقبة العثمانية بمصر الحديثة حيث أشارت في بداية الاحتفالية بأنها تركز جهودها البحثية على العديد من القضايا الهامة حيث العلاقة ما بين الأفراد والحكام وأثرها على حركة التاريخ قبيل العصر الحديث وإمكانية تأثير التغييرات التاريخية وأثرها على الصعيد المحلى والدولى على المستوى النظري والتطبيقي وإبراز تلك التغييرات على مصر العثمانية حيث الدور الكبير للعمال على الوضع الداخلى والاقتصاد العالمى .
وتحدث أ. محمد ناصف مدير اللجان والشعب الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة ليشير بدوره الى أنه لشرف كبير ان يكرم المجلس د نيللى حنا، والعديد من الرموز الثقافية المصرية وأنها تعد مؤرخة عظيمة تستشرف المستقبل من نجاحات التاريخ وانكساراته، حيث ان التاريخ في مصر أمرا هاما عظيما فهو الحضارة والعمود الفقري لمصر، وأضاف ان كتابات نيللى حنا هى بمثابة تكثيف عظيم لجدلية التاريخ .
وجاءت مداخلة البرفيسور اندرية ميرى، المتخصص في الأثار الشرقية بالمركز الثقافي الفرنسي، ليؤكد ان نيللى حنا تعد من أهم مؤرخى الحقبة العثمانية ليس فقط بمصر بل بالعالم العربي كله، كما انها قد قدمت الكثير من البحوث الهامة في الشأن العثمانى بجامعة القاهرة والسوربون والجامعة الأمريكية، وهى تركز على الوثائق الخاصة بحركة الاقتصاد حينذاك والطبقة الوسطى بالقاهرة وتأثير ثقافتها على الدولة العثمانية، كما انها استاذة عظيمة تحرص على نقل خبراتها لتلاميذتها للأجيال القادمة .
كما تحدثت د/ داليا حسين أستاذة التاريخ بالجامعة الأمريكية، لتؤكد أن عطاء د/ نيللى حنا ،لتلاميذها يجعل منها ليست أستاذة عظيمة بل مشروع أكاديمى حضاري مؤثرا وممتدا لدارسي الحقبة العثمانية، كما أن السيمنار الذي تقيمه دوريا يجعلها أكاديمية حقيقية في الدراسات العثمانية بمصر والوطن العربي .
أما عن مداخلة د مجدى جرجس المهتم بالشأن العثمانى، فلقد أفادت بأن نيللى حنا أول من اجرت البحوث الهامة عن منطقة بولاق وأثرها لما بها من حرفيين وعمال على العمران في القاهرة العثمانية، وانها بلورت فكرة ربط الاجتماعى بما هو اقتصادى والمساحة فيما بينهم، وانجازات محمد على في بناء طبقة من العمال والصناع والحرفيين في مصر العثمانية .
كما تحدث ا.د /محمد عفيفي استاذ التاريخ والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، مشيرا الى تاثر نيللى حنا بالثقافة وشغفها بدراسة العلاقة بالثقافة وحركة المجتمع وجدلية التاريخ، حيث برعت في الدراسات الاستشرافية الخاصة بدراسة نمط العيش في بيوت القاهرة، ودراسة البنية العمرانية والطبقية في مدينة القاهرة، وقدمت إعادة قراءة جديدة للعصر العثمانى، وأضاف أنها كاتبة ممتازة في الاقتصاد والاجتماع أيضا وهى بحق جندت كثير من الباحثين معها في دراسة منظومة كبري في دراسات التاريخ الثقافي، وهو تحول كبير بتأثير مدرسة الحوليات مثل الهامش الاقتصادى ومؤسسات الطبقة الوسطى والقضاء في مصر العثمانية .
كما أشارت د مروة مختار أستاذة الأدب ومدير مركز الدراسات الثقافية، إلى ان حنا قد حولت التاريخ الى ظاهرة إنسانية حية خاصة في مجال القراءات المهتمة بالمهمشين وعلاقتهم بالحكام العثمانين، لذلك يمكن القول بأنها عملت على أنسنة التاريخ وانها تمارس أهمية ما تبحثة بيقين، وتفتح أمامنا الكثير من المحفزات بدراسة الواقع الإنسانى في إطار تاريخى محمل بالكثير من الظواهر الإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية، في حركة دائمة ومتطورة ودعت مختار الى توسيع الدراسات الأدبية والتاريخية في العصر العثمانى، لأنها بدايات بناء مصر الحديثة في مصر استنادا لجهود نيللى حنا .
و أخيرا تحدث ا/حلمى شعراوى، ليشير الى تواجد نيللى حنا في المؤتمرات العربية والدولية التى تركز على صورة المجتمع العربي وظهور المجتمع الأهلى في الوطن العربي، كطوائف وشرائح وروابط تعتمد على الإنتاج وعلاقاته بكل ماهو سياسي اقتصادى، وان تركيزها على تلك الدراسات بسياقاتها التاريخية، قد أضافت لجميع الباحثين تراكمات كبيرة عن المجتمع الأهلى، الذي لم يكن يطالب بالديمقراطية بل بترسيخ العلاقات مع السلطة لدعم وجودهم والتركيز على تعظيم النفع الاقتصادى بوجه عام .