القاهرة 29 ابريل 2018 الساعة 10:35 م
كتبت: نجلاء مأمون
عقد مركز الدراسات الثقافية بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة احتفالية ثقافية تحت عنوان "شكري عياد قراءات جديدة"، حيث تحدث العديد من النقاد والأكاديميين عن كون شكري عياد أكاديميا متميزا وناقدا مبدعا ومثقفا لا يشق له غبار، وله مواقف معروفة عن وقوفه على يسار السلطة مقاوما لها.
كما أشار المتحدثون إلى إبداعاته في دراسة البلاغة القراَنية كإطروحة له في الماجستير، وأكدوا إلى أن دراساته عن أرسطو وتفسيراته كانت البدايات الرائدة في الدراسات اليونانية في مصر والعالم العربي .
أشارت أ.د هدى عياد، ابنته إلى أن عياد كان أبا مثاليا وأستاذا معطاءً يجمع بين دراسات الأدب والنقد باللغة العربية، كما كان موسوعى المعرفة في الأدب والنقد والاقتصاد والسياسة، فتتلمذ على يديه الكثير من دارسي العلم والأدب.
وعددت هدى عياد الجوائز المصرية والعربية التي حصل عليها، حيث نال جوائز عدة منها: جائزة "جامعة الكويت للتقدم العلمى" و "جائزة الملك فيصل" من جامعة الملك سعود وجائزة "الدولة التقديرية" والتى رشح لها من قبل قسم الدراسات الكلاسيكية من كلية الاَداب جامعة القاهرة .
كما تحدث أ.د محمد عنانى أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة القاهرة، وأكد أن "عياد" ليس أكاديميا فحسب، بل مفكرا كبيرا حيث كان يعد مثالا كبيرا للمفكر الموسوعى وهو صاحب موهبة كبيرة بشأن الرؤية النقدية في العديد من الإطروحات الفلسفية الفرنسية والإنجليزية والعربية وأنه أثبت ان الأدب كائن عضوى يتشابه كطرح متميز في جميع المجتمعات وبشتى اللغات لأنه معبرا عن إنسانية الإنسان أينما كان .
وأكد أ.د حمدى إبراهيم أستاذ الدراسات اليونانية واللاتنية بجامعة القاهرة في مداخلته أن عياد بلغ ما لم يصل إليه أحد في ترجماته لأرسطو والترجمات اليونانية القديمة وأنه بلغ الحدس فيما يتعلق بفن الشعر لدى أرسطو ما لم يصل إليه أحد من قبله كما فتح باب الإبداع لتلاميذه في هذا الشأن وكان متذوقا للغة بشكل أكثر من زملائه وأبدع كثيرا في ترجمة أمهات الكتب بشأن الحضارة الأوربية القديمة ولم يترك أي مدخل من المستشرقين ألا وأدلى بدلوه وأظهر ما كان مستغلقا على الفهم وهو يخلق المعانى ويجعلها تقارب دارسى اللغة العربية وعلى نحو يجمع ما بين الأدب والفلسفة على نحو لم يصل إليه احد بالفعل حيث كان مترجما ضليعا وتظل إنجازاته يعتمد عليها كل المترجمون والباحثون .
وجاءت مداخلة أ.د جابر عصفور ليبرز تراكيب عياد ومفراداته النقدية مؤكدا أنه كتب سيرته الذاتية المبدعة تحت عنوان العيش على الحافة وهى من أبدع السير الذاتية التى قرأها عصفور مشيرا الى أنه قد أرسي بدائع استخدام اللغة وأشار عصفور الى ان كتاباته النقدية متميزة الى أقصي مدى فلغته مضبوطة تتجه للهدف ولا تخطأه أبدا وهو من كان يؤمن إيمانا عميقا بأن النقد الأدبي والفلسفة صنوان فالناقد الأدبي الحقيقي لابد ان يكون عالما بلفلسفة وهذا ما كان يميز عياد صاحب التراكم الفكري البديع بدءً من أرسطو الى أحدث النقاد وأضاف ان عياد ذو باع كبير فيما يتعلق بالأصالة والتأصيل حيث يكون الناقد أصيلا معبرا عن ذاته فيما يتعلق بفكره وعلمه وأن التأصيل هنا يعنى المفتاح الأساسي لفهم أعمال عياد أى التمسك بمعانى تعبر عن ذات بيت الناقد ويتفهم كل ما يتعلق بما هو عالمى من باب عالمه وأشار الى ان دارسته للماجستير عن مشاهد يوم القيامة البلاغية في القراَن فتحا نقديا بلاغيا بكل تـأكيد حيث أحرز عياد مع استاذه أمين الخولى حدسا لم يصل إليه أحد من قبله وفتح أمام العالم كله باب العمل بفلسفة البلاغة وبهذا يكون أصيلا متأصلا أي يفهم ما يتسجد عالميا في النقد الأدبي من باب أصالة اللغة العربية ومضامينها وتراكيبها .
كما أكد أ.د يسرى عبد الغنى ان شكري عياد يجمع ما بين الأصالة والحداثة في الاَن معا فهو ناقد لم يكتشف بعد وهو صاحب مشروع ثقافي كتب عنه النقاد القشور فهو عاش في عصر لم ينصفه كما انه لم يكن فقط متفردا في مدرسة الفن والحياة والتى اسسها امين الخولى فهو الذي أضاف الى مدرسة أمين الخولى خطابا اجتماعيا إصلاحيا على غرار الشيخ محمد عبده فكان عياد صاحب نزعة إصلاحية في الدراسة العلمية للأدب وأشار الى ضرورة إحياء المشروع الثقافي النقدى الثقافي لعياد أى ربط الأدب بالسياق الثقافي الحضاري كما أكد عبد الغنى الى ضرورة إعادة نشر كتابات عياد فهو من درس الأصالة وأرسي الحداثة على نحو يضع لثقافتنا العربية الكثير فهى تستوعب كل الثقافات والحضارات على نحو ما قدمه عياد .