القاهرة 24 ابريل 2018 الساعة 11:29 ص
بقلم: وائل الحسيني
من حق الزوجة أن تطلب الخُلع من زوجها أو الطلاق لتضررها من حياتها الزوجية مع زوجها طبقا لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" ويحكم القاضى طبقاً لهذه القاعدة برفض الدعوى أو قبولها مع تسبيب الحكم الصادر.
وطالعتنا أحد الصحف بواقعة غريبة في فحواها أن زوجة رفعت قضية خُلع علي زوجها الطبيب بعد زواج استمر ثلاثة أشهر فقط قالت في الدعوى أنها تتضرر من الحياة مع زوجها لأنه يتحدث بالعربية معها في البيت وهي خريجة الجامعة الأمريكية ومن عائلة ثرية وعريقة وهم لا يتكلمون مع بعضهم البعض إلا بالإنجليزية وتُضيف في دعواها أنه قد خدعها لأنه كان يتحدث بالإنجليزية طوال فترة الخطبة وأنه وعدها بالحديث بهذه اللغة طوال الوقت ثم حنث بوعده بعد أن دخل بها مما أحرجها مع عائلتها وصديقاتها خريجات الجامعة الأمريكية وباتت من بعدها لا تريد رؤيته ثم ما لبثت أن رفعت قضية الخُلع ضده والغريب أن المحكمة أقرت بحقها في الخُلع من زوجها وفي رأيى أنه موقف غريب جداَ وشاذ.
والآن لو رجعنا الي قواعد المعاملة بين الأفراد وأصول الإتيكيت سنجد أنه من العيب الشديد أن يتحدث الأفراد فيما بينهم بغير لغتهم الأم إلا إذا تحدثوا بها بغير الناطقين بها والآن إذا نظرنا إلي البلاد التي تتحدث الألمانية والإنجليزية والفرنسية سنجدهم يعتزون بلغتهم بشدة ولا يتكلمون بغيرها إلا عند الضرورة القصوي علي الرغم من أنهم يجيدون العديد من اللغات بعكسنا نحن أبناء لغة الضاد.
أما تحليل علم الاجتماع لهذه الظاهرة فيقول أن الأفراد الذين يتكلمون بغير لغتهم الأم دون مبرر فهم أُناس يريدون الظهور بمستوى اجتماعى أرقى مما هم فيه فى الحقيقة ويريدون التنصل من المستوى الاجتماعى الذين ينتمون إليه.
والآن نذهب إلي مشهد آخر للعالم الفضيل د.احمد زويل فكنت أستعد لحضور إحدي محاضراته في الجامعة الأمريكية وصادف أنه كان يتكلم مع المسئولة الإعلامية للجامعة الأمريكية وكنت إلي جوارهما فقال لها هذا الشاب مصرى قالت له نعم فحول الحديث معها علي الفور إلي العربية وكان رحمة الله عليه يلقى كل أحاديثه ومحاضراته بالعربية حتي يفهمه الجميع تحية لهذا الرجل العظيم المتواضع صاحب جائزة نوبل حياً وميتاَ.