القاهرة 17 ابريل 2018 الساعة 11:20 ص
وَحِيْدٌ ثَائِرٌ,
هَا أَنْتَ تَجْتَرِحُ الْمَسَافَةَ
وَ الْمَدَى بُعْدٌ ... وَبُعْدٌ
و بَيْنَ الْبَيْنِ بَيْنٌ لا يَبِيْنُ
وَ أَنْتَ مِثْلِيَ فِي الْمَسَافَاتِ الْبَعِيْدَةِ
لا أَرَى شَيْئًا و تَأَكُلُنِي الْمَكِيْدَةُ
أَسْتَغِيْثُ ..
فَلا هُنَا عَوْنٌ...
و لا شَيْءٌ سَيَجْلُو لِي الْحَقِيْقَةْ
اَلْبَلاهَاتُ ...الَّسحَابَاتُ
الْغَمَامَاتُ الْعَنِيْدَةْ
كُلُّ شَيْءٍ هَا هُنَا يَلْتَفُّ حَوْلِي..
كُلُّ شَيءٍ صَارَ يَحْتَرِفُ الْمَكِيْدَةْ
أَنَا وَحْدِي
أَصُدُّ الْغَيْمَ دُوْنَكَ كُلَّمَا هَبَّتْ رِيَاحُ الِّضدِ تَعْصِفُ بِالْمَكَانِ
أَنَا وَحْدِي أَرُدُّ الْكَيْدَ.. وَحْدِيَ
كُلَّمَا سَقَطَتْ عَلَى رَأْسِ الْوُجُوْدِ حَمَاقَةٌ أُخْرَى ..
تُزَلْزِلُ مَوْكِبَ الَّنجْمَاتِ فِي أُفُقِ الْمَدِيْنَةْ..
فَتَسْقُطُ مِثْلَ حَبَّاتٍ حَزِيْنَةْ
كُلَّما رَاحَتْ فَرَاشَاتُ الِّضيَاءِ الْغُرِّ تَفْتَرِشُ الُّترَابَ ..
و تَرْتَمِي حَوْلِي بِأَلْوَانٍ ضَرِيرَةْ..
وَ أَجْنِحَةٍ كَسِيرَةْ
أَنَا وَحْدِي
و ذَاكِرَتِي..
بِلا صِوَرٍ
و أَحْلامِي بِلا أَلْوَانْ...
إِذَا مَرَّتْ تُطَالِعُنِي يَثُورُ بِهَا رَمَادِيٌ سَجَا فِيهَا
ولَوْنٌ أَحْمَرٌ قَانٍ تَعُجُّ بِهِ حَوَاشِيهَا ..وَكُلُّ مُخَـبَّأٍ فِيهَا
تُدَمِّرُنِي ...
بِذَاكِرَتِي بُيُوْتٌ لَسْتُ أَعْرِفُهَا
أُنَاسٌ لا أُحَاكِيهَا
رِفَاقٌ لَمْ أُشَارِكْهُمْ سِوَى دَمْعِي..
و أُمْنِيَتِي ..
وَ مِخْبَئِنَا
فَهَلْ تَأْتِي...؟
فَهَلْ تَأْتِي
لأَشْحَذَ مِنْكَ ذَاكِرَتِي
بِأَحْدَاثٍ مُلَوَّنَةٍ...
بِخَارِطَةٍ مِنَ الُّصوَرِ
بِأَوْرَاقٍ بِأَقْلامٍ ..
بِأَحْلامٍ مِنَ الْقَمَرِ
بِضَوْءٍ كَالَّذِي كُنَّا نُطَالِعُهُ..
إِذَا مَا عَادَتِ الَّشمْسُ...!!
لِمَاذَا الَّضوْءُ فِي الْمِصْبَاحِ لايَكْفِي
لِكَيْ تَأْتِي و تَأْخُذَنِي؟
كَأَنَّ الْمَوْتَ يَحْجِبُنَا؟
تُرَاهُ الْمَوْتُ أَمْ سَتَجِيْءُ
عَبْرَ المنْفَذِ الْبَاقِي لمِخْبَئِنَا؟
بِلا نُوْرٍ سَأَعْرِفُكَ
و لَوْ ظِلًّا
و لَوْ شَبَحًا
وَلَوْطَيْفًا مِنَ الأَطْيَافِ لَيْسَ يُرَى
فَهَلْ تَأَتِي.؟