القاهرة 17 ابريل 2018 الساعة 10:40 ص
حاورها: ضياء حامد
فاطمة بوهراكة، شاعرة وكاتبة مغربية، لها عدة دواوين شعرية أعدت "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب" صدر الجزء الأول منها عام 2009، حيث وثقت لألف شاعر وشاعرة، أما الجزء الثاني، فقد صدرعام 2011، حيث وثقت لخمسمائة شاعر وشاعرة "تكلفت بطباعتهما الشيخة أسماء صقر القاسمي "، أما الجزء الثالث فقد صدر بداية عام 2015 ب500خمسمائة شاعر وشاعرة بمدينة فاس ( طباعة شخصية ). كما لها ديوان شعر بعنوان" بــوح المــرايا"، صدر عام 2009 بثلاث لغات : العربية / الفرنسية / إسبانية, مترجم إلى الفرنسية من قبل الشاعرة حبيبة الزوكي . وإلى الإسبانية من قبل الشاعرة الأرجنتينية ماريا ماليكرادا، لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية السعودية د. اعتدال عطيوي . كما لها ديوان شعر تحت عنوان "نبض" صدر بسبع لغات هي : العربية , العبرية , الإنجليزية , الفرنسية , الإسبانية ,الكردية , التركية صدر عام 2012م. تم ترشيحها لنيل لقب أفضل شخصية ثقافية لعام 2012 ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب . كما لها ديوان تحت عنوان "جنون الصمت" صدر بالرباط ثم بالقاهرة عام 2015 م
التقت بها مجلة مصر المحروسة وحاورتها حول الموسوعة الكبرى للشعراء العرب:
كيف جاءتك فكرة هذه الموسوعة التي تتطلب مؤسسة لإنجازها ؟
خلال دراستي بالمرحلة الثانوية شعبة أداب عصري كنا ندرس لمجموعة من أشهر شعراء العالم العربي وكنا نجد صعوبة كبيرة في توفير البيانات الكاملة لهؤلاء الشعراء فكان يلازمني سؤال محير : هؤلاء شعراؤنا المشاهير ونجد في سيرهم وأشعارهم هذه الصعوبة فكيف سيكون أمر الشعراء الذين همشوا لسبب من الأسباب داخل أوطانهم فلم يصلنا صوتهم ؟
ليتحول هذا السؤال إلى هاجس حقيقي مع مرور الوقت إلى أن جاءعام 2007 عندما قررت دخول هذه المغامرة الصعبة في التوثيق والتاريخ لشعراء العالم العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي وإعلاني الرسمي عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالإنترنت ومواقع الإبداع الشعري بالإضافة إلى مراسلة الجهات الرسمية الثقافية بعالمنا العربي والشعراء أنفسهم ممن توصلت ببياناتهم سواء عبر الإنترنت أوعن طريق الاتصال الهاتفي أو الفاكس .
هل الموسوعة اهتمت بتوثيق كافة أنواع الشعر القصيدة العمودية و قصيدة التفعيلة و قصيدة النثر ؟
اختلفت الموسوعة الكبرى للشعراء العرب عن بقية الكتب المهتمة بالتوثيق الشعري بشموليتها الشعرية نوعا وأعراضا فقد شملت قصيدة النثر كما قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية بمختلف مضامين أشعارها سواء كنت وطنية أو سياسية أو اجتماعية أو عاطفية .
وهل تضمنت أيضا شعرالعامية بمختلف لهجات العالم العربي أم أن ذلك يخرج عن نطاق اهتمامها؟
مجلد الموسوعة الكبرى للشعراء العرب الذي يشمل 2000 شاعر وشاعرة كلهم يكتبون الشعر الفصيح أما شعراء العامية فيحتاجون لبحث وتنقيب خاص لا يمكن دمجه في كتاب واحد .
هل يدخل شعراء المهجر في دائرة اهتمام الموسوعة ؟
نعم , هناك العديد من شعراء المهجر داخل الموسوعة الكبرى للشعراء العرب شريطة أن تكون بلدانهم ضمن الدول 22 المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية .
كيفية تجميع المعلومات و هل هناك جهات تعاونت معك ؟
تم استخدام كل الطرق المتاحة لتجميع هذه المعلومات سواء التواصل المباشر مع الشعراء عن طريق البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الهاتف والفاكس أو حتى الرسائل المكتوبة لشعراء لا يتواصلون بهذه التقنيات أو من خلال أصدقاء مشتركين بالإضافة إلى كتب ورقية متعددة بمكتبات عربية متناثرة التواجد الجغرافي .
الصعوبات التي واجهتك أثناء وضع هذه الموسوعة ؟
كثيرة هي الصعوبات التي واجهتني في بداية اشتغالي على الموسوعة الكبرى للشعراء العرب أهمها :
-عدم تفاعل المؤسسات الثقافية الشعرية مع مراسلاتي التي كانت تدعوهم للتعاون في هذا الباب باستثناء اتحاد كتاب السودان .
-شساعة البقعة الجغرافية التي اشتغل على التوثيق لها والتي تجعل الأمر صعبا للغاية .
-المدة الزمنية المؤرخ لشعرائها والتي تعتبر بعيدة عني وعن فترة حياتي
-ندرة المعطيات لبعض الشعراء خاصة منهم الأموات ممن لم يهتم بهم الإعلام العربي لسبب من الأسباب .
-تواجد أشخاص لصوص شعر ينسبونه إلى أنفسهم .
-قلة الموارد المالية للتواصل المباشر مع عشرات الشعراء عبر الهاتف أو الفاكس .
-العمل فردي أرهقني بشكل كبير نفسيا وماديا ومعنويا .
و ماذا عن الطباعة و النشر ؟
في البداية اتجهت لوزارة الثقافة المغربية لدعم المشروع وقد وعدتني خيرا عهد الوزيرة
السيدة ثريا جبران ولكنني صدمت بعدما قمت بإعداد الجزء الأول باعتذارها عن عدم استطاعة الوزارة لطباعة مثل هذا الحجم الضخم على حد تعبيرها مما جعلني أشعر بنوع من الألم لأن المشروع سيتأخر في الظهور إلا أن القدر فتح باب أمل من خلال رغبة الشيخة أسماء صقر القاسمي بطباعته عندما علمت بالأمر فأخبرتني بأن أضعه في إحدى المطباع وهي ستتكلف أمر طباعته ثم بعدها قامت مشكورة بطباعة الجزء الثاني أيضا وهذه الأجزاء كانت تحت يد دار نشر مغربية مع الأسف استغلت الموسوعة ابشع استغلال وباعت منها ماشاءت دون الرجوع إلي الشيء الذي جعلني ألغي العقد المبرم بيينا عام 2014 م .
أما الجزء الثالث فقد قمت بطباعة أعداده على نفقتي الشخصية عام 2015 لتأتي بعدها سنة 2016 وأقوم بتحديث وتصحيح البيانات السابقة وأطبعه على نفقتي الشخصية ايضا في أعداد محدودة قمت بتقديم جلها هدايا للمؤسسات الثقافية العربية مع سفاراتها المتواجدة بالرباط .
8 – الجزءان الأول والثاني على نفقة الشيخة اسماء صقر القاسمي والثالث والمجلد بشكله النهائي على نفقتك الشخصية هل من توضيح في الأمر ؟
قامت الشيخة أسماء صقر القاسمي بطباعة الجزأين الأول والثاني على نفقتها الشخصية مشكورة لكنها لم تتحمس للعملية مرة أخرى فطلبت مني أن أجد راعيا آخر للمشروع لأنها لن تقوم بتحمل تكاليف الطباعة للجزء الثالث , فما كان علي إلا أن تحملت عبأه المادي أيضا ولو أنه طبع في أعداد محدودة لكن هاجسي كان هو تحقيق الحلم بالوصول لألفي شاعر وشاعرة عبر وطننا الكبير بهدف التوثيق لهم وتخليد أسمائهم عبر التاريخ .
1.حظ مصر والمغرب من الموسوعة من حيث عدد الشعراء و أهم الأسماء التي وردت بالموسوعة ؟
في بداية العمل لم أكن مهتمة لمسالة الجنسيات ومن هي الدولة التي ستتربع عرش الموسوعة من حيث عدد شعرائها لكني وبعد الانتهاء من العمل وضعت له ورقة تقنية جاءت فيها الدول العربية على الشكل التالي :
العراق 270 المغرب 224 سوريا 179 مصر 174 فلسطين 148 الجزائر 147 تونس 147 السعودية 133ليبيا 94الأردن 82لبنان 71السودان 67 الكويت 55اليمن 53البحرين 47الإمارات 39 سلطنة عمان 30موريتانيا 23 قطر 10الصومال 3جيبوتي3 جزر القمر1
أما عن الأسماء الواردة فهي كثيرة من رواد الشعر العربي ولا يمكن حصرها في هذا اللقاء .
2.ماذا عن حظ المرأة من الموسوعة ؟
المرأة الشاعرة نالت حظا مهما داخل الموسوعة الكبرى للشعراء العرب بعدد بلغ 442 أي ما يعادل ربع أعداد شعراء الموسوعة .
3.آلية ترتيب الشعراء داخل الموسوعة وهل اعتمدتى على الترتيب الزمني أم الأبجدي؟
تم ترتيب شعراء الموسوعة الكبرى للشعراء العرب حسب الترتيب الأبجدي المعروف في إطار تاريخي هو 2006/ 1956 أي أن هذه الحقبة الزمنية هي المؤرخ لها شعريا داخل هذا الكتاب .
4.ما الذي يميز هذه الموسوعة عن غيرها كمعجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين ؟
فكرة المعاجم والموسوعات أفكار قديمة حديثة وليست حكرا على اسم معين و المقارنة بين الأعمال قد تكون لغير صالحها لكني أعتقد أنه من الأجدر بنا أن نحتفي بكل تجربة على حدى لما لها من بصمة خاصة في توثيق العمل الشعري بالعالم العربي فمؤسسة عبد العزيز البابطين هي رائدة في مجال البيبوغرافيا الشعرية والثقافية أيضا ولها دور كبير جدا في دعم المشهد الثقافي العربي وهي تشتغل بفريق ضخم يدل على مدى تضحيات الرجل أي الشاعر عبد العزيز البابطين ماديا في خدمة الأدب العربي .
أما الموسوعة الكبرى للشعراء العرب فهو جهد شخصي ابتلع من عمري تسعة أعوام بحثا عن الأسماء الشعرية العربية من المحيط الأطلسي للخليج العربي وهو إضافة للمشهد البيبلوغرافي الشعري العربي بريادة نسائية مغربية .
5.هل أثر إنجازك للموسوعة على حجم إنجازك الشعري ؟
مع الأسف الشديد كان انعكاسا سلبيا فخلال هذه الفترة كاد القلم أن يجف بشكل كامل كما أني أصبحت قليلة الظهور في الملتقيات الشعرية وطنيا ودوليا . لأن مجال البحث والتوثيق أخد معظم وقتي الذي وهبته له و أرجو أن يصل لمتناول الباحث والأكاديمي والشاعر العربي أينما كان بدل بقائه في أياد عدودة .
6.أنت صاحبة مبادرة ( تبرع بكتاب لتحمي الألباب ) والتي جمعت من خلالها أكثر من 5000 كتاب حدثينا عن هذه المبادرة ؟
احتفاء باليوم العالمي للكتاب أعلنت بشكل شخصي عن فكرة تبرع بكتاب لتحمي الألباب في الفترة الممتدة مابين 23 مارس و23 أبريل 2014 دعما للقراءة وانتشارها في أوساط الشباب , تلتها الدورة الثانية والثالثة للفكرة التي استطعت من خلالها جمع أكثر من 5000 كتاب سلمت لمكتبات الجمعيات المهتمة بالشق الثقافي داخل المغرب . وقد خصصت لهذه الحملة حلقات متتالية بقناة اليوتيوب وضعت فيها طريقة الاشتغال عليها وأسماء الشخصيات المدعمة للفكرة مع عدد الكتب و الجهات المستفيدة منها .
7.تابعنا في إحدى لقاءاتك الصحفية قبل سنوات عن حلمك في الوصول لمنصب وزارة الثقافة فهل لازال الحلم قائما؟
فعلا صرحت بذلك في إحدى الصحف الجزائرية التي أجرت معي لقاء صحفيا مطولا وكانت وقتها نظرتي ضيقة للغاية لأنني ظننت أن مثل هذه المناصب تقدم للكفاءات حتى يخدموا أوطانهم وعلى اعتبار أن لدي رصيد شخصي مهم من التجارب الثقافية اعتقدت أن الأمر سهل ووصولي لهذه المهمة أمر محمود لكني وبعد التواصل مع مثل هذه المؤسسات علمت أن اللعبة أكبر من الجهد و الكفاءة فضحكت كثيرا بعدها على هذا الحلم الذي يبقى حلما مشروعا .
وحتى إن لم أصل إليه فأعتقد أني أقدم لوطني ما يجعله فخور بي كما أنا فخورة بالانتماء إليه .