القاهرة 10 ابريل 2018 الساعة 10:53 ص
إعداد: عبدالله المتقي
محمد زفزاف قاصّ وروائي مغربي ، سجل حضورا مميزا في المشهد الأدبي المغربي والعربي، حظيت أعماله القصصية والروائية باحترام الأوساط الثقافية والشعبية في الوطن العربي، وترجم بعضها لبعض اللغات ، كما يعد أكثر الأدباء المغاربة قراءة في العالم العربي .
كاتب إنساني مندغم بقضايا المهمشين ، ونموذج للمبدع المتفرد والحقيقي الذي يعيش الواقع ويتوغل في هندسته وتفاصيله ، كي يبوح بالبؤس والقهر والحرمان الاجتماعي وبكل عراء وشفافية وبمهارة فائقة وساحرة .
قصصه ورواياته تؤسس لمملكة سردية جديدة تستمد حياتها من حركية الواقع الاجتماعي الزاخر والمكتظ بالتناقضات ، ومن حياة المنبوذين والمطاردين ، وجغرافيات الأحياء السفلى ، ومن تعرية سلوكيات بعض الشرائح الاجتماعية التي تسلب الإنسان كرامته . وبذلك تمت خندقته ضمن الواقعية الساحرة
ويمتاز محمد زفزاف بلغته الشاعرية والمذهلة والدافئة والبسيطة والعميقة كأفلام شارلي شابلن ، وبجمالية سروده بجماليتها الفنية الممتعة والجارحة والمستفزة إيجابيا ، ويمكن القول بأنه شاعر الرواية والقصة المغربية .
ولد هذا الساحر المغربي عام 1945 ، وعرف طفولة صعبة بعد وفاة والده وهو في الخامسة. عاش بسيطا وقريبا من البسطاء والفقراء والباعة المتجولين.
تب ما يزيد على عشرين عملا بين قصة ورواية، وتُرجمت منها "المرأة والوردة" و"بيضة الديك" و"الثعلب الذي يظهر ويختفي" و"الديدان التي تنحني" و"حوار ليل متأخر" و"بائعة الورد" و"محاولة عيش" و"أرصفة وجدران" و"أفواه واسعة".
حظيت أعماله باهتمام الطلبة والباحثين، وأنجزت حولها رسائل جامعية وأبحاث أكاديمية، ومنها أطروحة جامعية للباحث الإسباني راموس، الأستاذ في جامعة إشبيلية.
فارق محمد زفزاف الحياة بعد طول معاناة مع المرض يوم 13 يوليو/تموز 2001، في مدينة الدار البيضاء.
وبمناسبة ذكراه17 ، نستحضره بيننا قامة روائية وقصصية وعربية. ،